أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتداول حول مستوى 4,088 دولار في ظل ترقب لمحضر إجتماع الفيدرالي

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً طفيفاً يوم الأربعاء، حيث توجه المستثمرون نحو الأصول التي تُعد ملاذاً آمناً في ظل حالة من الحذر تسبق صدور بيانات أمريكية حاسمة. يتجه اهتمام الأسواق حالياً إلى محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأخير وتقرير الوظائف المؤجل، بحثاً عن أي مؤشرات واضحة بشأن المسار المستقبلي لأسعار الفائدة. وتأتي هذه التطورات وسط قلق متزايد بشأن آفاق النمو الاقتصادي العالمي، مما يعزز جاذبية الذهب كأفضل تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.

وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 4,088.03 دولاراً للأونصة، في تمام الساعة 09:15 بتوقيت جرينتش. كما سجلت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لشهر ديسمبر ارتفاعاً مماثلاً بنسبة 0.5% لتستقر عند 4,087.90 دولارا للأونصة. ويؤكد هذا الارتداد من منطقة 4,000 دولار مدى أهمية هذا المستوى النفسي للمتداولين.

البيانات الأمريكية والفائدة عاملان حاسمان في تحديد أسعار الذهب

يُعد محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي، المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم، وتقرير الوظائف الأمريكي لشهر سبتمبر، المقرر يوم الخميس، محركين رئيسيين لحركة أسعار الذهب. إن محضر الاجتماع مرتقب بشدة لأنه من المتوقع أن يُلقي الضوء على الانقسامات بين صانعي السياسة النقدية بشأن كيفية التعامل مع التضخم واتجاهات سوق العمل المتغيرة، وهي العناصر الأساسية التي يستند إليها الفيدرالي في اتخاذ قراراته.

ويتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت وكالة “رويترز” آراءهم أن يُظهر تقرير التوظيف لشهر سبتمبر إضافة 50,000 وظيفة خلال الشهر، وهو ما يشير إلى تباطؤ في وتيرة التوظيف. ويأتي هذا في الوقت الذي أظهرت فيه بيانات سابقة ارتفاع عدد الأمريكيين الذين يتلقون إعانات البطالة إلى أعلى مستوى له في شهرين، مما يزيد من تعقيد المشهد ويقوي حجة أولئك الذين يدعون إلى تخفيف السياسة النقدية للحفاظ على استقرار سوق العمل.

توقعات الخبراء ونقاط المقاومة والدعم

علّق لقمان أوتونوغا، كبير محللي الأبحاث في FXTM، قائلاً: “بعد أن ارتد الذهب من المستوى النفسي عند 4,000 دولار في الجلسة السابقة، فإنه يتلألأ قليلاً هذا الصباح وسط حالة الحذر”. يشير الارتفاع فوق هذا الحاجز النفسي إلى أن المستثمرين لا يزالون يجدون في المعدن الأصفر أداة أساسية للحماية من التقلبات.

وفيما يتعلق بالتوقعات المستقبلية، أشار أوتونوغا إلى أن البيانات الأمريكية إذا دعمت سيناريو خفض أسعار الفائدة، فإن أسعار الذهب قد تندفع نحو مستويات المقاومة القوية عند 4,130 دولاراً و 4,200 دولار. الوصول إلى هذه المستويات سيكون بمثابة تأكيد على تحول توقعات السوق نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً. ومع ذلك، فإن أي تصريحات أكثر تشدداً من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، مصحوبة ببيانات أقوى من المتوقع، قد تسحب الأسعار مجدداً نحو مستوى 4,000 دولار، وقد يؤدي كسر هذا المستوى الحاسم إلى موجة بيع كبيرة بين المتداولين.

من جانبه، أكد زين فاوادا، المحلل في MarketPulse by OANDA، أن ضعف بيانات سوق العمل يمكن أن يحفز ارتفاعاً في أسعار الذهب، لأن تباطؤ التوظيف يبرر تخفيف الفيدرالي لسياسته. وفي المقابل، قد تؤدي البيانات القوية وعلامات مرونة سوق العمل إلى الضغط على الأسعار وربما اختراق مستوى الدعم النفسي الرئيسي عند 4,000 دولار للأونصة. هذا السيناريو سيدعم الدولار الأمريكي وعوائد السندات، مما يقلل من جاذبية الذهب كأصل غير مدر للعائد.

وفي سياق متصل، أظهرت أداة “CME FedWatch” أن المتداولين خفضوا رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة الشهر المقبل إلى ما يزيد قليلاً عن 46%، بعد أن كانت التوقعات 63% الأسبوع الماضي. هذا التراجع في التوقعات بحد ذاته يمثل ضغطاً معاكساً على الذهب، حيث أن استمرار أسعار الفائدة مرتفعة يرفع من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب.

الذهب كأصل استراتيجي في ظل عدم اليقين

يميل الذهب، وهو أصل لا يدرّ عائداً، إلى الأداء الجيد بشكل استثنائي في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتضخم المرتفع، حيث يوفر حماية من تآكل قيمة العملات. إن الترابط بين سياسات الاحتياطي الفيدرالي وسوق العمل الأمريكي يظل هو المحدد الأهم لاتجاه أسعار الذهب في المدى القريب، مما يجعله أصلاً استراتيجياً لا غنى عنه في المحافظ الاستثمارية المتوازنة.

أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة الفوري 1.5% ليصل إلى 51.44 دولاراً للأونصة، وأضاف البلاتين 0.7% ليبلغ 1,544.72 دولاراً، وصعد البلاديوم 1% ليصل إلى 1,414.68 دولاراً، مما يعكس موجة صعود عامة في قطاع الملاذات الآمنة والمعادن الثمينة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى