أخبار الأسواقأخبار البيتكوينعملات رقمية

سعر البيتكوين اليوم يسجل مستوى 90,000 دولار وأدنى مستوى منذ أبريل 2025

شهدت عملة البيتكوين (Bitcoin)، أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، موجة بيع حادة أدت إلى انزلاق سعر البيتكوين اليوم إلى مستويات لم تُسجل منذ أشهر، ليلامس أدنى مستوى له منذ 22 أبريل الماضي. هذا التراجع ليس مجرد تقلب عابر، بل يثير تساؤلات جدية حول تحول البيتكوين من أصل كان يوصف في السابق بأنه “ملاذ آمن” ضد التضخم، إلى أصل مضاربي مرتبط بشكل وثيق بأداء أسهم التكنولوجيا الأمريكية شديدة الحساسية للمخاطر.

تطورات سعر البيتكوين الحالية وتفاصيل التراجع

تراجعت العملة المشفرة الرائدة لتتداول مؤخراً حول مستوى 92,880.14 دولار، لكنها كانت قد سجلت أدنى نقطة لها خلال الجلسة عند 89,259 دولاراً، لتخترق بذلك حاجز 90,000 دولار الذي شكل دعماً نفسياً هاماً للمتداولين والمستثمرين على حد سواء. وفقاً لبيانات “فاكتست”، أصبحت البيتكوين مسجلة تراجعاً بنسبة 2% على أساس سنوي حتى الآن، وهو ما يمحو تقريباً كل المكاسب التي تحققت في الأشهر الأولى من العام.

يأتي هذا الانخفاض القوي بعد فترة وجيزة من بلوغ البيتكوين لذروتها التاريخية في أوائل أكتوبر، حيث ارتفع سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي تجاوز 126,000 دولار، قبل أن تبدأ موجة تصحيح مستمرة منذ ذلك الحين. كان الوصول إلى تلك الذروة القياسية مدفوعاً بشكل كبير بـ التدفقات النقدية التاريخية إلى صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) الفورية التي انطلقت في بداية العام، حيث أدخلت سيولة مؤسسية ضخمة إلى السوق. وقد استغل العديد من المستثمرين الجدد والقدامى هذه المستويات القياسية لتصفية أجزاء من حيازاتهم، مما أطلق عملية تصحيح عميقة وفعلية في ظل سيطرة موجة “نفور من المخاطرة” (Risk-off sentiment) على الأسواق العالمية.

الارتباط غير القابل للإنكار: تراجع البيتكوين وأسهم التكنولوجيا

العامل الرئيسي وراء هذا التدهور هو قيام المستثمرين بالتخلص من حيازاتهم من الأسهم التكنولوجية ذات الطبيعة المضاربية، لا سيما تلك المرتبطة بقطاع الذكاء الاصطناعي والتي ارتفعت تقييماتها بشكل صاروخي.

يُعد مؤشر ناسداك-100، المليء بأسهم التكنولوجيا الثقيلة، مؤشراً واضحاً لهذا الاتجاه، حيث تراجع بأكثر من 4% هذا الشهر، مقتفياً أثر العملات المشفرة. يشير المحللون إلى أن العديد من كبار المستثمرين في قطاع التكنولوجيا هم أيضاً حاملو أصول رئيسيون في مساحة العملات المشفرة، مما يخلق ارتباطاً هيكلياً قوياً بين الفئتين. هذا الارتباط العميق لا يقتصر فقط على تشابه قاعدة المستثمرين، بل يكمن في تصنيف كلتا الفئتين كـ أصول “عالية المخاطر” أو “عالية البيتا”.

ففي أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو عندما ترتفع التوقعات بشأن استمرار أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول لمكافحة التضخم، تتأثر هذه الأصول أولاً. المستثمرون يبيعون الأصول الأكثر حساسية للتدفقات النقدية وسعر الخصم المستقبلي، وهذا يشمل أسهم شركات التكنولوجيا سريعة النمو التي تعتمد تقييماتها بشكل كبير على الأرباح المستقبلية، ويشمل أيضاً البيتكوين كأصل يعتمد بالكامل على سيولة السوق ومعنويات المخاطرة.

ويؤكد مايك أورورك، كبير استراتيجيي السوق في “جونز تريدينغ”، أن العلاقة بين تراجع سعر البيتكوين اليوم وعمليات البيع التي تشهدها أسهم التكنولوجيا هذا الأسبوع “لا يمكن إنكارها”.

رأي الخبراء: هل البيتكوين تؤثر في وول ستريت؟

يشير تحليل أورورك إلى ظاهرة مثيرة للقلق تعكس مدى نضج وتأثير سوق العملات المشفرة. فقد وصف العلاقة بالقول:

“إنه بالفعل مثال عندما يؤثر أصل مضاربي بقيمة سوقية تبلغ 1.8 تريليون دولار بشكل كبير على مؤشر تبلغ قيمته السوقية 32 تريليون دولار. من المقلق رؤية هذا المؤشر – الذي يضم أكبر وأكثر الشركات تأثيراً في العالم وفي سوق الأسهم الأميركية – يستمد إشاراته من البيتكوين.”

الأمر الذي يدل على تأثير غير متناسب لسوق صغير على سوق أكبر. وما يثير القلق هنا هو أن هذا التأثير يشير إلى أن الزخم المضاربي أصبح أكثر أهمية من الأساسيات الاقتصادية في توجيه أكبر مؤشر تكنولوجي عالمي. وهذا يعرّض الاستقرار العام للسوق التقليدي لنوع من المخاطر النظامية التي كانت مقتصرة في السابق على عالم العملات المشفرة. إنها علامة على تداخل لم يعد يمكن تجاهله بين ما كان يعتبر عالماً مالياً هامشياً (العملات المشفرة) والأسواق الرئيسية. هذه الملاحظة تسلط الضوء على أن البيتكوين، على الرغم من تصنيفها كأصل “مضاربي”، أصبحت قوة دافعة تؤثر على قرارات الاستثمار في مؤشرات الأسهم التقليدية الضخمة مثل ناسداك، بدلاً من أن تكون مجرد متلقٍ لتلك الإشارات.

نظرة مستقبلية: هل يستمر النفور من المخاطرة؟

يؤكد الهبوط الأخير أن حركة سعر البيتكوين تتأثر بقوة بالمعنويات العامة للمخاطرة في الأسواق العالمية. طالما استمر المستثمرون في التخلص من الأصول ذات التقييمات العالية أو التي تحمل مخاطر مرتفعة، فمن المرجح أن تظل البيتكوين تحت الضغط.

يجب أيضاً مراقبة مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي غالباً ما يتحرك عكسياً مع الأصول ذات المخاطر العالية مثل البيتكوين والأسهم التكنولوجية. أي قوة مستمرة للدولار تشير إلى طلب عالمي على الملاذات الآمنة، مما يزيد من الضغط البيعي على البيتكوين. إن استمرار موجة النفور من المخاطرة يتوقف على وضوح مسار التضخم وخطط الاحتياطي الفيدرالي، وهي العوامل التي ستقرر ما إذا كانت السيولة ستعود إلى أسواق النمو والمضاربة. يتعين على المستثمرين مراقبة التغيرات في أسعار الفائدة الأمريكية والتدفقات النقدية إلى صناديق المؤشرات المتداولة في البيتكوين، بالإضافة إلى أداء الأسهم الكبرى في مؤشر ناسداك-100، لفهم المسار المستقبلي لسعر البيتكوين اليوم والأسابيع القادمة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى