أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب اليوم تشهد استقرار حذر في انتظار بيانات الاقتصاد الأمريكي ومصير الفائدة

استقرّت أسعار الذهب اليوم الاثنين، في تداولات يسودها الحذر، حيث يترقب المستثمرون مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية الهامة خلال هذا الأسبوع بحثاً عن مؤشرات حول المسار المستقبلي لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي (Fed). يأتي هذا الاستقرار بعد أن شهدت الأسعار انخفاضاً حاداً تجاوز 2% في الجلسة الماضية، مدفوعة بتراجع التوقعات لخفض مبكر في أسعار الفائدة.

الارتداد الأخير في الأسعار يتبع عمليات بيع مكثفة شهدتها الجلسة الماضية، والتي جاءت في أعقاب تصريحات حذرة من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، قللت من يقين السوق بشأن وتيرة خفض الفائدة. هذا التراجع يعد بمثابة تصحيح ضروري بعد الارتفاعات القوية ويشير إلى حساسية المعدن الأصفر تجاه التغيرات السريعة في المزاج النقدي.

أداء الأسعار الحالية ودور الدولار والتكلفة البديلة

وصل سعر الذهب الفوري إلى 4,078.44 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:59 بتوقيت جرينتش، محتفظاً باستقراره النسبي. في المقابل، تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر بنسبة 0.4% لتسجل 4,080 دولار للأونصة.

يشير كارلو ألبيرتو دي كازا، المحلل الخارجي لدى مجموعة Swissquote المصرفية، إلى أن التوازن الحالي في أسعار الذهب اليوم ناتج عن تعويض عمليات شراء الذهب كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين في السوق، للضغوط الناجمة عن عاملين رئيسيين: قوة الدولار الأمريكي وتضاؤل احتمالات خفض الفائدة من الفيدرالي.

وتتجلى العلاقة العكسية بين الذهب والدولار كعلاقة اقتصادية تقليدية. عندما ترتفع قيمة الدولار، يرتفع بالتالي العائد المتوقع على الأصول المقومة بالدولار كالسندات، مما يزيد من تكلفة الفرصة البديلة (Opportunity Cost) للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يقدم أي دخل دوري للمستثمر. هذه العلاقة هي ما يجعل قوة مؤشر الدولار (.DXY)، الذي واصل مكاسبه لثاني جلسة، مصدراً مستمراً للضغط الهبوطي على الذهب، حيث يصبح المعدن الأصفر أكثر تكلفة لحائزي العملات الأخرى.

ترقب البيانات الجوهرية وتأثيرها على مسار الفائدة

تتوجه أنظار الأسواق بشكل كامل هذا الأسبوع نحو سلسلة من البيانات الأمريكية، وعلى رأسها تقرير الوظائف غير الزراعية (NFP) لشهر سبتمبر (المتأخر) المقرر صدوره يوم الخميس، والذي سيقدم دلالات قوية حول متانة الاقتصاد الأمريكي. يولي المستثمرون اهتماماً خاصاً لهذا التقرير لأنه يوفر أعمق صورة لسلامة سوق العمل، والتي تعد مؤشراً حيوياً على مسار التضخم وقرارات السياسة النقدية.

وفي الوقت ذاته، تراجعت احتمالات خفض سعر الفائدة الأمريكي في شهر ديسمبر إلى أقل من 50%، بعد أن تبنى صانعو السياسة في البنك المركزي نبرة حذرة. وتظهر أداة “CME FedWatch” أن المتعاملين يرون الآن احتمالاً بنسبة 44% لخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس في ديسمبر، وهو انخفاض ملحوظ عن نسبة تزيد عن 62% المسجلة الأسبوع الماضي. هذا التراجع في الرهانات يعكس إدراك السوق بأن الفيدرالي قد يجد مبرراً لتأخير أو تقليل وتيرة التيسير النقدي طالما ظل الاقتصاد قوياً.

دوافع الصعود التاريخي وتوقعات الأسعار على المدى القريب

يُعرف الذهب، كونه أصلاً لا يدر عائداً، بازدهاره في بيئات أسعار الفائدة المنخفضة. ومع ذلك، لم يكن الارتفاع القياسي بنسبة 56% الذي شهده الذهب هذا العام، وصولاً إلى 4,381.21 دولار للأونصة في 20 أكتوبر، وليد الصدفة، بل كان مدفوعاً بثلاثة محركات قوية: أولاً، المخاوف الجيوسياسية المتصاعدة التي دفعت المستثمرين إلى الذهب كملاذ نهائي للتحوط. ثانياً، التدفقات الهائلة لرؤوس الأموال في صناديق المؤشرات المتداولة المدعومة بالذهب (ETFs)، مما يعكس طلباً مؤسسياً قوياً. ثالثاً، التوقعات التي كانت سائدة في وقت سابق حول بدء دورة تيسير نقدي قريباً.

وحول الاتجاه القصير الأجل، يرى المحلل دي كازا أن أسعار الذهب قد تتماسك ضمن نطاق سعري بين مستوى 4,000 دولار للأونصة و 4,250 دولار للأونصة في المدى القريب. ومن منظور التحليل الفني، يمثل النطاق بين هذين المستويين مرحلة تجميع، بينما يمثل مستوى 4,000 دولار للأونصة حاجزاً نفسياً وفنياً هاماً جداً.

وفيما يتعلق بالتدفقات الاستثمارية، أعلن SPDR Gold Trust، أكبر صندوق متداول مدعوم بالذهب في العالم، أن مقتنياته انخفضت بنسبة 0.47% إلى 1,044.00 طن متري يوم الجمعة. هذا التراجع يمكن تفسيره كإشارة إلى جني الأرباح من قبل المؤسسات التي حققت مكاسب كبيرة من موجة الصعود الأخيرة، أو كتحول مؤقت في توزيع الأصول مع تزايد الثقة في الأداء الاقتصادي.

نظرة على المعادن الثمينة الأخرى

في سياق متصل، سجلت المعادن الثمينة الأخرى ارتفاعات طفيفة مدعومة ببعض الطلب الصناعي والتخفيف من حدة البيع:

  • ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.8% إلى 50.96 دولار للأونصة.
  • ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1,548.15 دولار للأونصة.
  • ارتفع سعر البلاديوم بنسبة 1.1% إلى 1,400.08 دولار للأونصة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى