أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع مؤقتا وتحذيرات الاحتياطي الفيدرالي تدعم الدولار

شهدت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً يوم الجمعة، متأثرة بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي في ظل حالة من عدم اليقين بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed). وعلى الرغم من هذا التراجع اليومي، لا يزال المعدن الأصفر في طريقه لتسجيل مكاسبه الشهرية الثالثة على التوالي. وتُعد هذه السلسلة من المكاسب مؤشراً قوياً على أن الطلب الأساسي على الذهب كملاذ آمن لا يزال قوياً، مدعوماً بمخاوف التضخم والاضطرابات الجيوسياسية العالمية.

يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب بعد أن كان المعدن النفيس قد حقق مكاسب قوية بلغت 4% حتى الآن هذا الشهر، مدفوعاً بعوامل أخرى تتعلق بالمخاطر الجيوسياسية والتوقعات الاقتصادية التي ترجح استمرار التيسير النقدي على المدى الطويل.

تفاصيل التراجع وأداء السوق وتأثير الدولار

تراجعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.3% لتصل إلى 4011.60 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0700 بتوقيت جرينتش. في المقابل، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لتسليم ديسمبر بنسبة 0.1% مسجلة 4021.20 دولار للأوقية.

ويُعدّ تماسك مؤشر الدولار الأمريكي (DXY) بالقرب من أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر مقابل سلة من العملات الأخرى عاملاً ضاغطاً رئيسياً. فالعلاقة العكسية بين الدولار وأسعار الذهب تعني أن ارتفاع قيمة العملة الخضراء يجعل اقتناء الذهب أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل من جاذبيته الاستثمارية قصيرة الأجل.

تشدد الاحتياطي الفيدرالي يربك الأسواق ويرفع تكلفة الفرصة البديلة

يرجع المحللون هذا الضغط إلى تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، والتي اتسمت بـ “التشدد” هذا الأسبوع، وهي إشارة إلى الميل نحو استمرار رفع أو تثبيت الفائدة. وعلى الرغم من أن الاحتياطي الفيدرالي قام بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثانية هذا العام، ليصل سعر الفائدة المستهدف إلى نطاق 3.75%–4.00%، إلا أن الملاحظات المصاحبة أدت إلى تقليص توقعات السوق لتخفيض آخر في ديسمبر.

وفي هذا السياق، صرّح تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، بأن “احتمالية خفض سعر الفائدة في ديسمبر تبدو الآن أكثر تردداً مما كان يُعتقد سابقاً، مما عزز الدولار وجعل الأمور أكثر تعقيداً بعض الشيء بالنسبة للذهب من منظور العائد”. ويشير “منظور العائد” إلى مفهوم تكلفة الفرصة البديلة؛ فكلما ارتفعت أسعار الفائدة أو تراجعت توقعات خفضها، زادت جاذبية الأصول ذات العائد الثابت مثل السندات، مما يضع ضغطاً سلبياً على الذهب الذي لا يقدم أي عائد دوري لحامليه.

تراجع احتمالات خفض الفائدة وتأثيره على المعنويات

عززت تصريحات باول من حالة الترقب، حيث خفّض المتداولون رهاناتهم على خفض آخر بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع السياسة النقدية المقبل. ووفقاً لأداة “FedWatch” التابعة لمجموعة CME، انخفضت احتمالية هذا التخفيض بشكل ملموس إلى 74.8%، مقارنة بـ 91.1% قبل أسبوع واحد. يعكس هذا التحول السريع في الاحتمالات تراجع ثقة السوق في مسار التيسير المتوقع ويزيد من حالة التذبذب في أسعار الذهب. فالمتداولون باتوا أقل استعداداً للمخاطرة في ظل شكوك حول السياسة النقدية المستقبلية.

بالتوازي مع ذلك، برزت عوامل أخرى قد تؤثر على المشهد، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس موافقته على تخفيف الرسوم الجمركية على الصين مقابل التزام بكين ببعض البنود التجارية. هذا التطور الإيجابي في العلاقات التجارية يميل إلى تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأجل القريب.

على صعيد الطلب المادي، شهدت الهند بيع الذهب بسعر مخفض هذا الأسبوع لأول مرة منذ سبعة أسابيع، في حين أدى تراجع الأسعار إلى انتعاش النشاط في مراكز التداول الآسيوية الأخرى، مما يشير إلى مرونة في الطلب المادي على الذهب يشكل أرضية دعم للأسعار عند مستويات معينة.

أما بالنسبة للمعادن الثمينة الأخرى، فقد ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 49.1 دولار للأوقية، وزاد البلاتين 0.6% ليصل إلى 1621.60 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 1.2% مسجلاً 1462.43 دولار.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى