أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

ارتفاع أسعار الذهب بدعم من تراجع الدولار وخفض الفائدة الفيدرالية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً ملحوظاً يوم الخميس، حيث دعم ضعف الدولار وقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) خفض أسعار الفائدة من جاذبية المعدن الأصفر للمستثمرين. وعلى الرغم من المكاسب، لا يزال المستثمرون يتوخون الحذر بشأن الآفاق المستقبلية في ظل اقتراب التوصل لاتفاق تجاري بين رئيسي الولايات المتحدة والصين.

وقد جاء هذا الارتفاع ليؤكد العلاقة العكسية التقليدية بين قيمة الدولار والمعدن النفيس، حيث يؤدي ضعف العملة الأمريكية إلى جعل السلع المقومة بالدولار، مثل الذهب، أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب عليها. وارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.9% ليصل إلى 3,964.09 دولار للأونصة الواحدة، وذلك في تمام الساعة 06:42 بتوقيت غرينتش. وفي المقابل، تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لتسليم ديسمبر بنسبة 0.6% إلى 3,977.10 دولار للأونصة.

قرار الفيدرالي بين الدعم والحذر (خفض متحفظ)

خفض البنك المركزي الأمريكي أسعار الفائدة الرئيسية بواقع ربع نقطة مئوية للمرة الثانية هذا العام، ليصل النطاق المستهدف لسعر الفائدة لليلة الواحدة إلى 3.75%–4.00%. عادةً ما يزدهر الذهب غير المدر للعائد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة وخلال فترات عدم اليقين الاقتصادي، مما يجعله مستفيداً رئيسياً من هذا التخفيض.

ومع ذلك، أشار جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى أن المسؤولين يجدون صعوبة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن شكل السياسة النقدية المقبلة. وحذر باول الأسواق من الافتراض بوجود خفض آخر للفائدة في ديسمبر، وهو ما وصفه محللون بـ “خفض متحفظ” قلل من حدة الزخم الصعودي للمعدن.

إن هذا الموقف المتحفظ يحد من جاذبية الذهب على المدى القريب، فكلما انخفضت التوقعات بمزيد من التيسير النقدي، ارتفعت التكلفة البديلة (Opportunity Cost) لحيازة الذهب الذي لا يقدم عائداً دورياً للمستثمر مقارنة بالأصول ذات العائد مثل السندات والدولار. وفي هذا الصدد، يرى كايل رودا، المحلل لدى Capital.com، أن الارتفاع الحالي لا يتجاوز كونه “انتعاشاً فنياً” مؤقتاً، مشيراً إلى أن قرار الفيدرالي الحذر وانخفاض احتمالات خفض آخر للفائدة في ديسمبر يُعدان عاملين سلبيين على المدى القصير.

الصفقة التجارية تضعف جاذبية الملاذ الآمن

أحد أبرز الرياح المعاكسة التي تواجه ارتفاع أسعار الذهب هو التفاؤل بشأن التوصل لاتفاق تجاري بين واشنطن وبكين. فقد صرح الرئيس الأمريكي أنه توصل إلى اتفاق مبدئي لخفض الرسوم الجمركية على الصين مقابل استئناف بكين شراء فول الصويا الأمريكي، والحفاظ على تدفق صادرات العناصر الأرضية النادرة، ومكافحة التجارة غير المشروعة بالفنتانيل. وقد جاءت هذه التصريحات بعد محادثات مباشرة بين الرئيسين في مدينة بوسان بكوريا الجنوبية.

يشير المحللون إلى أن التوصل لصفقة تجارية يقلل من حدة التوترات الجيوسياسية والتجارية التي كانت تعتبر في السابق دافعاً رئيسياً لطلب الذهب باعتباره “ملاذاً آمناً”. تترجم هذه التطورات الإيجابية في العلاقات التجارية إلى تراجع في الطلب على الذهب كأداة للتحوط ضد المخاطر، ويتحول تركيز السيولة العالمية نحو الأصول التي تنطوي على مخاطر أعلى ولكن بعوائد مجزية، مثل أسواق الأسهم. وبحسب رودا: “تراجع التوترات التجارية والجيوسياسية كعامل مساعد يمثل عاملاً سلبياً على الذهب”.

النظرة المستقبلية لأسعار الذهب

على الرغم من الديناميكية السلبية قصيرة الأجل الناتجة عن تضاؤل المخاطر الجيوسياسية والحذر الفيدرالي، يؤكد المحللون أن الاتجاه العام لأسعار الذهب لا يزال صعودياً على المدى الطويل. ويعود هذا الدعم على المدى الطويل إلى استمرار القلق بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وخصوصاً في قطاع التصنيع، مما يجبر البنوك المركزية على البقاء في وضع تيسيري يدعم الذهب هيكلياً. ويُتوقع أن تستمر العوامل الهيكلية الداعمة للذهب، مثل القلق بشأن النمو الاقتصادي العالمي والسياسات النقدية التيسيرية حول العالم، في دعم مساره الصعودي.

في السياق ذاته سجلت المعادن الثمينة الأخرى ارتفاعات أيضاً؛ فقد ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 0.2% إلى 47.65 دولار للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1,595.14 دولار، وصعد البلاديوم بنسبة 1.3% ليصل إلى 1,418.65 دولار للأونصة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى