أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

الأسهم الأمريكي تسجل قممًا قياسية جديدة بدعم من الذكاء الاصطناعي

شهدت الأسهم الأمريكي يوم الثلاثاء إغلاقاً قياسياً لليوم الثاني على التوالي، مدفوعة بتدفق استثمارات ضخمة نحو قطاع الذكاء الاصطناعي قبيل إعلان قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن سعر الفائدة. وقد انعكس هذا الزخم الإيجابي على المؤشرات الرئيسية الثلاثة، حيث سجل مؤشرا ناسداك وS&P 500 مستويات غير مسبوقة، مما يؤكد على قوة الأرباح والمراهنات على التيسير النقدي المرتقب. هذا الارتفاع القياسي في خضم حالة من عدم اليقين الاقتصادي يُظهر ثقة المستثمرين غير المسبوقة في آفاق النمو التي تخلقها التكنولوجيا، خاصة في مجالات التحول الرقمي والبنية التحتية للحوسبة عالية الأداء.

طفرة الذكاء الاصطناعي تقود السوق نحو القمة

كان الدافع الأبرز لارتفاع مؤشرات الأسهم الأمريكي هو موجة الاستثمار المتصاعدة في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وهي موجة لم تعد مقتصرة على تطبيقات المستخدمين النهائية بل امتدت لتشمل البنية التحتية الأساسية.

الأداء القياسي للمؤشرات:

  • ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.23% ليغلق عند 6,890.89 نقطة، بعد أن لامس حاجز 6,900 نقطة خلال التداولات اليومية للمرة الأولى. هذه المستويات تشير إلى أن السوق يستوعب المخاطر الحالية ويقيّم الشركات التكنولوجية بمكافآت ضخمة على خلفية وعود النمو المستقبلية.
  • تقدم مؤشر ناسداك المركب، الذي يغلب عليه الطابع التكنولوجي، بنسبة 0.80% ليختتم الجلسة عند 23,827.49 نقطة.
  • أما مؤشر داو جونز الصناعي، فارتفع بمقدار 161.78 نقطة (0.34%) ليغلق عند 47,706.37 نقطة.

“إنفيديا” وشراكة “نوكيا”:

تصدرت أسهم شركة “إنفيديا” (Nvidia) الرائدة في صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، المشهد بارتفاع قارب 5%، مسجلة قمة جديدة لها. جاء هذا الصعود في أعقاب إعلان الشركة عن سلسلة من الشراكات والاستثمارات خلال مؤتمر GTC، أبرزها الاستحواذ على حصة بقيمة مليار دولار في شركة “نوكيا” الفنلندية. لا تمثل هذه الصفقة مجرد استثمار، بل هي خطوة استراتيجية تهدف إلى دمج شرائح Nvidia فائقة الأداء في البنية التحتية لشبكات الجيل السادس (6G)، مما يرسخ موقعها كعمود فقري لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة في مراكز البيانات المتطورة وشبكات الاتصالات المستقبلية.

إلى جانب “إنفيديا”، شهدت أسهم أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل “برودكوم” (Broadcom) ارتفاعاً كبيراً، مما يعكس تحول تركيز السوق إلى الشركات التي تشغل البنية التحتية لهذا القطاع الواعد، بما في ذلك مصنعي الرقائق المتخصصة في الشبكات ومكونات الخوادم عالية الكفاءة.

تجاوز القيمة السوقية 4 تريليونات دولار وتفوق الأرباح

تزامنت المكاسب الأخيرة مع اختراق تاريخي لشركتي التكنولوجيا العملاقتين “مايكروسوفت” (Microsoft) و”آبل” (Apple)، حيث تجاوزت قيمتهما السوقية مجتمعة حاجز 4 تريليونات دولار خلال جلسة الثلاثاء. هذا الإنجاز يؤكد ظاهرة تركيز السوق، حيث تقود مجموعة محدودة من الشركات التكنولوجية العملاقة معظم مكاسب المؤشرات الرئيسية. وجاء ذلك بالتزامن مع إعلان “OpenAI” عن استكمال إعادة هيكلة رأسمالها، وهي خطوة تعزز حصة “مايكروسوفت” في الذراع الربحي للشركة بنسبة تقارب 27%، مما يمهد الطريق لتحقيق أرباح ضخمة من تسويق تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي (Generative AI). هذا يمنح مايكروسوفت ميزة تنافسية حاسمة في مجال الحوسبة السحابية (Azure) مقابل منافسيها.

كما أن زخم السوق مدعوم بقوة موسم إعلانات الأرباح. فمن بين الشركات التي أعلنت نتائجها، تفوقت 83% من شركات S&P 500 على التوقعات، وفقاً لبيانات “فاكت سيت”. هذا الأداء القوي في الأرباح أمر حيوي لأنه يبرر التقييمات المرتفعة (نسب السعر إلى الأرباح) التي وصلت إليها العديد من الأسهم، مما يقلل من خطر حدوث تصحيح حاد. ويشير خبراء مثل مايك ديكسون من “هورايزون إنفستمنتس” إلى أن ارتفاع السوق يجب أن يُقاد بالأرباح في هذه المرحلة، خاصة مع وصول التقييمات إلى مستويات مرتفعة، وهو ما يحدث بالفعل مع انتظار نتائج “العمالقة السبعة” الآخرين مثل “ألفابت” و”أمازون” و”ميتا بلاتفورمز”، والتي تمثل مجتمعة حوالي ربع القيمة الإجمالية لمؤشر S&P 500.

ترقب قرار الفيدرالي وتفاؤل التجارة الأمريكية الصينية

تترقب الأسهم الأمريكي ببالغ الاهتمام اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي من المتوقع أن يعلن فيه عن خفض سعر الفائدة القياسي للمرة الثانية في عام 2025. ويُتوقع على نطاق واسع أن يكون الخفض المرتقب بمقدار 25 نقطة أساس، وهو ما يعكس استجابة الفيدرالي لبيانات تراجع التضخم الأخيرة وظهور بوادر تباطؤ معتدل في سوق العمل. وتأمل الأسواق أيضاً في الحصول على إشارة واضحة من رئيس الفيدرالي جيروم باول حول خفض إضافي محتمل في اجتماعه الأخير لهذا العام في ديسمبر. إن وضوح التوجيه المستقبلي من باول سيكون له تأثير مباشر على تكاليف الاقتراض للشركات ويحدد مسار التخطيط الاستثماري طويل الأجل.

وفي سياق آخر، ارتفعت المعنويات الإيجابية في الأسواق بفعل التفاؤل حيال المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قبيل اجتماع الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ. ويُتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق تجاري يتبدد بموجبه التوترات، وقد يشمل ذلك خفض الرسوم الجمركية مقابل فرض قيود صينية على تصدير المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الفنتانيل، إلى جانب صفقات لشراء فول الصويا. يرى المحللون أن التوصل إلى اتفاق جزئي لخفض الرسوم الجمركية سيدعم أسهم الشركات الصناعية والشركات متعددة الجنسيات، بينما تعزز صفقات شراء فول الصويا قطاع الزراعة الأمريكي. ويرى المحللون أن عدم التوصل إلى اتفاق “حاسم” سيكون بمثابة خيبة أمل للسوق، حيث تم بالفعل تسعير جزء من هذا التفاؤل في الأسعار الحالية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى