الأسهم الأمريكية تستعيد زخمها مدفوعة بالأرباح القوية والتكنولوجيا

استطاعت الأسهم الأمريكية أن تحقق مكاسب ملحوظة يوم الخميس، معوضةً خسائر الجلسة السابقة وأكثر، في ظل إقبال المستثمرين على الشراء مدعومًا بسلسلة من نتائج الأرباح القوية التي فاقت التوقعات. وكان قطاع التكنولوجيا هو المحرك الرئيسي لهذا الارتفاع، مما يؤكد على استمرار ثقة السوق في الشركات الرائدة، خاصةً تلك التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي وتساهم في تحسين الكفاءة التشغيلية عبر القطاعات.
أداء المؤشرات: التكنولوجيا تتصدر سباق الأسهم الأمريكية
أنهى مؤشر S&P 500 تعاملاته مرتفعًا بنسبة 0.58% ليغلق عند 6,738.44 نقطة، وهو ما يمثل تعافيًا كاملاً من التراجع الذي شهده المؤشر في الجلسة السابقة عندما هبط بنحو 0.5%. في المقابل، صعد مؤشر داو جونز الصناعي بنسبة 0.31% ليغلق عند 46,734.61 نقطة، بعد أن كان قد خسر حوالي 334 نقطة يوم الأربعاء.
تفوق مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم غالبية أسهم التكنولوجيا عالية النمو، مسجلاً ارتفاعاً قوياً بنسبة 0.89% ليختتم عند 22,941.80 نقطة. وجاء هذا الأداء المتفوق بدعم من مكاسب كبيرة في أسهم الشركات العملاقة ذات الثقل في السوق، مثل إنفيديا (Nvidia)، وبرودكوم (Broadcom)، وأمازون (Amazon)، التي تشكل جزءاً كبيراً من الارتفاع التراكمي في الأسهم الأمريكية. كما ساهمت قفزة بنسبة 3% تقريباً في أسهم أوراكل (Oracle)، الفاعل الرئيسي الآخر في مجال الذكاء الاصطناعي، في دفع السوق نحو الأعلى، مؤكدة استمرار القوة الدافعة لثيمة الذكاء الاصطناعي.
الأرباح الجيدة وهدوء التوترات التجارية من أهم محفزات الارتفاع
تعكس المكاسب الأخيرة قدرة السوق على تجاوز المخاوف السابقة التي كانت قد دفعت المستثمرين للتحول من الأصول الأكثر خطورة يوم الأربعاء، مدعومة بعاملين رئيسيين:
- النتائج الفصلية الإيجابية تتجاوز التوقعات:
- أرسلت أرباح الشركات الكبرى إشارة واضحة لاستمرار القوة الكامنة في الاقتصاد. وتصدر سهم هانيويل (Honeywell) قائمة الرابحين في مؤشر داو جونز بارتفاع بلغ نحو 7%، بعد أن أعلنت الشركة عن نتائج فصلية فاقت التوقعات ورفعت من توقعاتها للعام بأكمله، مما عزز الثقة في القطاع الصناعي.
- كما ارتفع سهم أمريكان إيرلاينز (American Airlines) بنسبة 6% بعد إعلانها عن خسائر فصلية أضيق مما كان متوقعاً وتوجيهات إيجابية للمستقبل، ما يشير إلى تحسن في قطاع السفر.
- تجدر الإشارة إلى أنه رغم أن بعض الأسهم تعرضت لضغوط، مثل تيسلا التي أغلقت مرتفعة بنسبة 2% بعد تقرير أرباح مختلط، و IBM التي قلصت خسائرها بعد تفوقها على التقديرات، فإن الإجماع العام، حيث تجاوزت أكثر من 80% من شركات مؤشر S&P 500 توقعات الأرباح، يشير إلى أن قوة الأرباح الشاملة كافية للحفاظ على أسعار الأسهم الأمريكية مرتفعة على المدى القريب.
- تخفيف التوترات الجيوسياسية والتجارية:
- جاء الانتعاش قوياً تحديداً بعد أن وصل متوسطات المؤشرات إلى أعلى مستوياتها في الجلسة عقب إعلان البيت الأبيض عن أن الرئيس دونالد ترامب سيلتقي بالرئيس الصيني شي جين بينغ الأسبوع المقبل في كوريا الجنوبية.
- هذا الإعلان كان بمثابة بلسم لتخفيف مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد التوترات التجارية، التي كانت قد ضغطت على الأسهم في اليوم السابق بعد تأكيد وزير الخزانة سكوت بيسنت بأن البيت الأبيض يدرس خططًا لكبح صادرات التكنولوجيا إلى الصين المصنوعة ببرامج أمريكية.
وفي تحليل لهذه الحركة، قال جيوسيبي سيت، المؤسس المشارك في ريفلكسيفيتي: “لا تستبعدوا السوق الصاعدة بعد، لمجرد حدوث نوبة تقلب. لقد قادت مجموعة من أسهم التكنولوجيا هذا الارتفاع، ولكننا الآن على وشك أن نرى كيف تستفيد مئات الشركات العالمية من مكاسب إنتاجية الذكاء الاصطناعي.”
الترقب يسيطر في انتظار بيانات التضخم وقرار الفيدرالي
بالنظر إلى المستقبل، يترقب المستثمرون بشدة بيانات التضخم المقرر صدورها يوم الجمعة، والتي تعتبر حاسمة في تحديد مسار السياسة النقدية. هذه البيانات من المتوقع أن تقدم المزيد من القرائن حول صحة الاقتصاد الأمريكي قبل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي المقرر عقده أواخر أكتوبر. يتوقع السوق على نطاق واسع أن يقوم البنك المركزي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إضافية، وهو ما يعكس ترقباً لاستمرار الضغوط التضخمية التي تمنع الفيدرالي من التوقف. هذه التوقعات وبيانات التضخم ستكون حاسمة في تحديد المسار القادم للأسهم الأمريكية حتى نهاية العام.
اقرأ أيضا…



