أخبار النفطأخبار الأسواقسلع

أسعار النفط تهبط تحت ضغط فائض الإمدادات وتصعيد التوترات التجارية بين أمريكا والصين

شهدت أسعار النفط تراجعاً طفيفاً يوم الأربعاء، حيث يوازن المستثمرون بين توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) بشأن حدوث فائض كبير في المعروض بحلول عام 2026، وبين تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي قد تحد من الطلب العالمي.

وبحلول الساعة 10:47 بتوقيت جرينتش، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 15 سنتاً، أو 0.2%، لتصل إلى 62.24 دولار للبرميل، بينما انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي (WTI) بمقدار 6 سنتات، أو 0.1%، لتصل إلى 58.64 دولار للبرميل. وقد أغلقت عقود كلا الخامين عند أدنى مستوياتها في خمسة أشهر خلال جلسة التداول السابقة، ما يؤكد قوة الضغوط الهبوطية الحالية.

وكالة الطاقة الدولية تلوح بشبح الفائض الكبير

شكلت التوقعات الأخيرة الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية (IEA) عاملاً رئيسياً في الضغط على أسعار النفط. فقد أشارت الوكالة، يوم الثلاثاء، إلى أن سوق النفط العالمية قد تواجه فائضاً في العام المقبل يصل إلى 4 ملايين برميل يومياً، وهو ما يتجاوز بكثير توقعاتها السابقة.

ويُعزى هذا الفائض المتوقع إلى عاملين أساسيين: ارتفاع إنتاج “أوبك+” والمنتجين الآخرين، واستمرار تباطؤ الطلب العالمي. وفي هذا السياق، أوضح إمريل جميل، كبير محللي النفط في LSEG، أن “السوق تركز حالياً على تجاوز المعروض وسط إشارات مختلطة للطلب. كما أن انحسار المخاطر الجيوسياسية وتصاعد التوترات التجارية يضيفان المزيد من الضغط على أسعار النفط”.

التوترات التجارية بين أكبر مستهلكين للنفط

تعد النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر مستهلكين للنفط في العالم، مصدر قلق بالغ للمتداولين. فقد اشتد الخلاف مجدداً خلال الأسبوع الماضي، مع فرض كلا البلدين رسوماً إضافية على رسوم الموانئ للسفن التي تحمل البضائع بينهما. ومن شأن هذه الرسوم أن ترفع تكاليف التجارة وتُعطّل تدفقات الشحن، مما يؤدي على الأرجح إلى خفض الناتج الاقتصادي العالمي، وبالتالي تراجع الطلب على الطاقة.

وفي تعليق على الوضع، قال جيوفاني ستونوفو، المحلل في بنك يو بي إس (UBS)، إن “أسعار النفط تتأثر حالياً بالتوترات التجارية ومعنويات المخاطر في السوق”. وتصاعدت حدة التوترات بعد أن أعلنت الصين عن زيادة قيود التصدير على المعادن الأرضية النادرة، وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برفع الرسوم الجمركية على البضائع الصينية لتصل إلى 100%، بالإضافة إلى تشديد قيود تصدير البرمجيات بدءاً من 1 نوفمبر.

يرى يانغ آن، المحلل في هايتونغ فيوتشرز، أن “مفتاح تحركات أسعار النفط الآن، بالإضافة إلى العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، هو درجة تجاوز المعروض، والتي تنعكس في التغيرات في المخزونات العالمية”.

بيانات المخزونات الأمريكية: مؤشر الطلب القادم

للحصول على صورة أوضح لطلب الاستهلاك في الولايات المتحدة، يترقب التجار بيانات المخزونات الأسبوعية. فقد أشار استطلاع أولي أجرته “رويترز” إلى توقعات بارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية الأسبوع الماضي، في حين يُرجح أن تكون مخزونات البنزين والمقطرات قد انخفضت.

وقدّر ستة محللين شملهم الاستطلاع أن متوسط زيادة مخزونات الخام بلغ حوالي 200 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 10 أكتوبر. ومن المقرر صدور التقرير الأسبوعي من معهد البترول الأمريكي (API) في تمام الساعة 4:30 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (20:30 بتوقيت جرينتش) يوم الأربعاء، تليها بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) في الساعة 10:30 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (14:30 بتوقيت جرينتش) يوم الخميس، علماً بأن كلا التقريرين تأخرا يوماً واحداً بسبب عطلة يوم كولومبوس.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى