أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

الدولار الأمريكي يتفوق على الين واليورو وسط مخاوف السياسة والاقتصاد

شهد سعر صرف الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً مقابل العملتين الرئيسيتين، الين الياباني واليورو، يوم الاثنين، مدفوعاً بمزيج من المخاوف المتعلقة بالاستقرار المالي والسياسي في اليابان وأوروبا. هذا الارتفاع عزز من مؤشر الدولار الذي صعد إلى 98.16، مؤكداً مكانته كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين العالمي، حيث يميل المستثمرون العالميون إلى تحويل أصولهم إلى الدولار والسندات الأمريكية عند ظهور أي إشارات لعدم الاستقرار الجيوسياسي أو المالي في الاقتصادات الكبرى الأخرى. وتُظهر هذه التحركات قدرة الدولار على التمسك بمكاسبه حتى في ظل التحديات المحلية التي تواجهها واشنطن.

الين الياباني يستسلم لـ “أبينوميكس”

تراجع الين الياباني بشكل حاد بعد أن اختار الحزب الليبرالي الديمقراطي الحاكم في اليابان زعيمة جديدة، هي سانايه تاكايتشي، التي تُعرف بدعمها لسياسة “أبينوميكس” التي تتبنى التيسير النقدي القوي والإنفاق الحكومي الكبير لمكافحة الانكماش الاقتصادي. تُعرف هذه الاستراتيجية بثلاثة محاور: التيسير النقدي غير المسبوق، والتحفيز المالي المرن، والإصلاحات الهيكلية.

أدى فوز تاكايتشي إلى تقليل رهانات المتداولين على أن بنك اليابان قد يلجأ إلى رفع أسعار الفائدة هذا الشهر، مما يعني بقاء فروقات العائد بين السندات اليابانية والأمريكية كبيرة، وهو ما يضعف الين ويجعله أقل جاذبية. وعلقت سارة يينغ، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في CIBC Capital Markets، بأن اختيار تاكايتشي كان “غير متوقع”، ما حول التركيز في السوق نحو التوقعات المتعلقة بالحوافز المالية الأوسع، مما دفع الدولار للارتفاع بأكثر من 2% مقابل الين، ليلامس 150.47 ين، وهو أعلى مستوى له منذ أغسطس. ونتيجة لذلك، وصل سعر صرف اليورو مقابل الين الياباني إلى أعلى مستوى له على الإطلاق عند 176.25 ين.

أزمة اليورو والاضطراب السياسي الفرنسي

في منطقة اليورو، تراجع سعر صرف اليورو أمام الدولار الأمريكي والجنيه الإسترليني إثر استقالة رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، سيباستيان ليكورنو، وحكومته بعد ساعات فقط من إعلان التشكيلة، لتصبح الإدارة الأقصر عمراً في التاريخ الفرنسي الحديث.

هذا الاضطراب السياسي المفاجئ أثار تساؤلات حول قدرة الرئيس ماكرون على تمرير أجندته الاقتصادية وإصلاحات الموازنة الضرورية، خاصةً وأن فرنسا تُعد ثاني أكبر اقتصاد في منطقة اليورو. ورغم أن سارة يينغ أشارت إلى أن الحدث لا يمثل “أزمة وجودية” كبيرة، وأن الخطر الأكبر يظل استقالة ماكرون وهي سيناريو غير مرجح، إلا أن المخاوف المحلية المتعلقة بالموازنة ضغطت بشكل مباشر على العملة الموحدة. انخفض اليورو بنسبة 0.35% مقابل الدولار، مسجلاً 1.1699 دولار، بعد أن وصل في وقت سابق إلى أدنى مستوى له منذ 25 سبتمبر.

مؤشر الدولار الأمريكي وتحدي إغلاق الحكومة الأمريكية

في الجانب الأمريكي، يترقب المستثمرون بقلق مصير جهود الكونجرس لتمرير مشروع قانون لتمويل العمليات الفيدرالية وتجنب إغلاق الحكومة الأمريكية. يمثل هذا الإغلاق المحتمل فجوة كبيرة في البيانات الاقتصادية الحيوية، حيث تم تأجيل تقرير الوظائف الشهري الهام لشهر سبتمبر وغيره من الإصدارات الرئيسية. يُصعّب هذا الغياب للبيانات على صناع القرار في الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) تقييم الوضع الاقتصادي بدقة، وهو ما يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق.

بالتوازي مع المخاطر المالية، تتزايد التوقعات بأن يلجأ الاحتياطي الفيدرالي إلى خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل (المتوقع في 28-29 أكتوبر)، بسبب البيانات الأخيرة التي تشير إلى ضعف سوق العمل. وتشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن المتداولين يسعرون احتمالية 82% لخفض إضافي في ديسمبر، مع التأكيد على أن هذه التوقعات مرهونة بالبيانات الاقتصادية التي ستصدر حالما يتم إنهاء الإغلاق الحكومي. تبقى قوة الدولار الأمريكي في الوقت الراهن مدعومة بالشكوك السياسية في الخارج، مقابل ترقب لمسار السياسة النقدية والمالية في الداخل.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى