أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

الدولار الأمريكي ينتعش رغم ضبابية إغلاق الحكومة وتوقعات خفض الفائدة

شهد الدولار الأمريكي ارتدادًا ملحوظًا مقابل اليورو والين يوم الخميس، منهيًا بذلك أربعة أيام متتالية من الخسائر أمام العملة اليابانية. تأتي هذه الحركة في وقت تترسخ فيه حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية بسبب استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية، وهو ما يلقي بظلاله على أهم البيانات الاقتصادية ويُشل عمل وكالات الإحصاء الرئيسية.

وأنهى مؤشر الدولار الأمريكي (الذي يقيس قوته مقابل سلة من ست عملات رئيسية) تعاملاته مرتفعًا بنسبة 0.17% عند مستوى 97.89 نقطة.

في غياب البيانات الحكومية الرسمية، يبرز التحدي الأكبر في تأجيل تقرير الوظائف الشهري الهام لشهر سبتمبر، والذي يعتبر المؤشر الأوحد والأكثر تأثيرًا في تحديد المسار المستقبلي لسياسات الاحتياطي الفيدرالي. يجد المتداولون والمحللون أنفسهم في موقف صعب، حيث تتوقف قراراتهم على تكهنات بدلاً من وقائع إحصائية. وبينما تترقب الأسواق عودة الحكومة للعمل، تبقى التساؤلات مطروحة حول موعد إصدار هذه المؤشرات الحيوية التي تعتمد عليها استراتيجيات الاستثمار.

تأثير ضبابية البيانات على سعر صرف الدولار وهدوء العاصفة

تعتبر الفجوة في البيانات الرسمية عامل خوف رئيسي يفرض الحذر على سوق العملات. الإغلاق لا يعطل تقرير الوظائف فحسب، بل يوقف أيضًا إصدار مؤشرات رئيسية أخرى مثل قراءات ثقة المستهلك وبيانات الإنتاج الصناعي، مما يجعل السوق يعتمد على تقديرات القطاع الخاص الأقل مصداقية. يعلق إريك ثيوري، خبير استراتيجيات العملات الأجنبية لدى بنك “سكوشيا بنك” في تورنتو، بالقول: “في غياب حل لإغلاق الحكومة، يبدو أن السوق يشعر ببعض الخوف، على الأقل من منظور العملات. إذا كان الجميع يتداولون دون معرفة للبيانات، فستركز الأسواق على مخاطر العناوين الرئيسية والتعليقات الصادرة من واشنطن، وقد نشهد تقلبات حادة بناءً على إشاعات سياسية غير مدعومة بأرقام اقتصادية.”

كان الدولار الأمريكي قد تراجع في وقت سابق بعد أن أظهر تقرير التوظيف الوطني الصادر عن ADP انخفاضًا في الوظائف الخاصة بمقدار 32 ألف وظيفة في سبتمبر، مما عزز التوقعات بخفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة مرتين إضافيتين هذا العام. ومع ذلك، ارتدت العملة بقوة لاحقًا. يرى كيت جوكس، كبير استراتيجيي العملات في سوسيتيه جنرال، أن السوق كان سعيدًا بالرد على أرقام الأمس، لكنه في الوقت ذاته، “لن يكون مرتاحًا لدفع الدولار بعيدًا بناءً على بيانات أقل موثوقية”، في إشارة إلى أن تقرير ADP لا يحمل الثقل الإحصائي لتقرير وزارة العمل الرسمي.

توقعات الفائدة وسياسة التيسير النقدي للاحتياطي الفيدرالي

تظهر أداة “FedWatch” التابعة لمجموعة CME أن المتداولين يرون أن خفضًا بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر أكتوبر يكاد يكون مؤكدًا، مع تسعير احتمال بنسبة 87% لخفض إضافي في شهر ديسمبر.

وتشير هذه التوقعات إلى مسار تيسيري نقدي وشيك، حيث أن أي خفض لأسعار الفائدة من شأنه أن يقلل من جاذبية العائد على سندات الخزانة الأمريكية مقارنة بالعملات الأخرى، وهو ما يمثل ضغطًا هيكليًا وطويل الأمد على قيمة الدولار الأمريكي. ومع ذلك، فإن الحاجة الملحة للبيانات في الوقت الراهن تُبقي على الطلب على الدولار كملاذ آمن مؤقت لحين وضوح الرؤية الاقتصادية.

نظرة تفصيلية على تحركات العملات العالمية الأخرى

 

في المقابل، تراجع اليورو بنسبة 0.11% ليصل إلى 1.1716 دولار، متأثراً باستمرار القلق بشأن النمو في منطقة اليورو وتوقعات البنك المركزي الأوروبي. أما أمام الين الياباني، فقد ارتفع الدولار بنسبة 0.13% ليصل إلى 147.24، مع ترقب المتداولين لنتائج انتخابات الحزب الحاكم في اليابان نهاية الأسبوع بحثًا عن إشارات حول ما إذا كانت السياسات المالية القادمة ستدعم المزيد من التحفيز أو التشدد، مما سيؤثر على قوة الين.

كما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.39% مسجلاً 1.3424 دولار، وسط مخاوف مستمرة بشأن مفاوضات التجارة. وفي عالم العملات المشفرة، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 1.65% لتصل إلى 119,524.02 دولار، مستفيدة من التوتر في الأسواق التقليدية.

في الختام، يظل الدولار الأمريكي محاصرًا بين قوتين متعارضتين: قوة الارتداد الفني والطلب على الملاذ الآمن من جهة في ظل حالة الغموض، والضعف الهيكلي الناتج عن التوقعات بخفض الفائدة وتأثير الإغلاق الحكومي على وضوح الرؤية الاقتصادية من جهة أخرى.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى