الأسهم الأمريكية تستعيد زخمها بدعم من صعود إنفيديا وصفقة EA الكبرى

استعادت الأسهم الأمريكية زخمها يوم الاثنين، معوضة جزءاً من خسائرها، وذلك بدعم من تعافي أسهم قطاع الذكاء الاصطناعي وزيادة نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ. جاء هذا الارتفاع بعد أسبوع قاسٍ سجل فيه مؤشر S&P 500 أسوأ أداء أسبوعي له منذ الأول من أغسطس، بينما سجل مؤشر ناسداك أضعف أداء أسبوعي له منذ مطلع أغسطس أيضاً، ما وضع حداً لبعض التفاؤل المفرط المرتبط بأسهم التكنولوجيا عالية التقييم.
صعد مؤشر S&P 500 بنسبة ، وتفوق عليه مؤشر ناسداك المركب بارتفاع ليقود مكاسب السوق، في حين أضاف مؤشر داو جونز الصناعي ، في إشارة إلى أن شهية المخاطرة عادت للظهور بعد عمليات جني الأرباح الحادة.
إنفيديا تعيد الثقة في استدامة الإنفاق على الذكاء الاصطناعي
كان تعافي أسهم شركات الذكاء الاصطناعي عاملاً حاسماً في انتعاش السوق. فقد قادت “إنفيديا” (Nvidia) التعافي بارتفاع ، منهية بذلك موجة الشكوك التي سيطرت على تداولات القطاع الأسبوع الماضي، والتي طرحت تساؤلات حول استمرار زخم الاستثمار الهائل في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك خطط البنية التحتية المشتركة بين إنفيديا وOpenAI. إلى جانب إنفيديا، سجلت أسهم شركات رئيسية أخرى مكاسب قوية، حيث أضافت “أدفانسد مايكرو ديفايسز” أكثر من ، وارتفعت “مايكرون تكنولوجي” بأكثر من .
هذا الأداء القوي في بداية الأسبوع يعزز الرؤية القائلة بأن موجة الإنفاق الرأسمالي (Capex) في الذكاء الاصطناعي بعيدة عن التباطؤ. وفي هذا السياق، أكد فينو كريشنا، رئيس استراتيجية الأسهم الأمريكية في بنك باركليز، في مذكرة صدرت يوم الاثنين أن “قصة الإنفاق الرأسمالي على الذكاء الاصطناعي لا تظهر أي علامات على التباطؤ، بل وتستفيد منها صناعات أخرى”. وتشمل هذه الصناعات المستفيدة قطاعات البنية التحتية لمراكز البيانات، ومقدمي حلول التبريد المتقدمة، وشركات الشبكات والاتصالات التي توفر السرعات اللازمة لمعالجة البيانات الضخمة. وشدد على أن تركيز النمو العالمي أصبح على الذكاء الاصطناعي، مما يضع مؤشر S&P 500، نظراً لمزيجه الثقيل من أسهم التكنولوجيا، في موقع تنافسي متفوق مقارنة بنظرائه العالميين.
صفقات الاندماج تؤكد ثقة الشركات في التقييمات
على صعيد آخر، لعب نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ دوراً في دعم معنويات السوق. فقد قفز سهم شركة “إلكترونيك آرتس” (EA) بنسبة بعد الإعلان عن صفقة كبرى لتحويلها إلى شركة خاصة بقيمة مليار دولار. تشير مثل هذه الصفقات الضخمة، التي غالباً ما تتضمن شركات الأسهم الخاصة، إلى أن المشترين يرون قيمة جوهرية حقيقية في تقييمات الشركات لا تعكسها بالكامل أسعار السوق الحالية، حتى في ظل ارتفاع تكلفة الاقتراض.
وتؤكد بيانات جولدمان ساكس أن قيمة صفقات الاندماج والاستحواذ المعلنة في الولايات المتحدة تجاوزت التريليون دولار هذا العام، مسجلة نمواً بنسبة عن الفترة المماثلة من العام الماضي. هذا النمو السريع يعد مؤشراً قوياً على ثقة مجالس الإدارة في التدفقات النقدية المستقبلية والقدرة على تحقيق التآزر بين الكيانات المندمجة.
تأثير إغلاق الحكومة على مسار الاحتياطي الفيدرالي
ومع ذلك، لا تزال المخاطر قائمة، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي للتمويل هذا الأسبوع، مما يهدد بإغلاق الحكومة الفيدرالية. بينما يرى التاريخ أن الإغلاقات الحكومية نادراً ما تؤثر على الأسهم الأمريكية بشكل جوهري على المدى الطويل، حيث تكون التأثيرات عابرة وعادة ما تستعيد السوق عافيتها فور استئناف العمليات الحكومية، إلا أن التأثير المباشر قد يكون مقلقاً على صعيد البيانات الاقتصادية.
ففي حال حدوث إغلاق، أعلنت وزارة العمل أنها لن تصدر أي بيانات اقتصادية، ومن ضمنها تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر سبتمبر، وهو تقرير بالغ الأهمية. تأخير هذا التقرير، بالإضافة إلى تقارير أخرى مهمة مثل بيانات التضخم ومسوح ثقة المستهلك، قد يزيد من حالة الغموض وعدم اليقين بشأن مسار أسعار الفائدة الفيدرالية، مما يعيق قدرة الاحتياطي الفيدرالي على اتخاذ قرار مستنير في اجتماعه القادم، وبالتالي يربك المستثمرين.
كما أن التهديد بالتسريح الدائم لموظفين فدراليين في حال الإغلاق، حسب تصريحات الرئيس دونالد ترامب، يزيد من حدة التوتر في واشنطن والخشية من تأثير ذلك على قطاعات مرتبطة بالخدمات الحكومية.
ومع استمرار التقلبات، تظل الأسهم الأمريكية مرشحة لمكاسب شهرية إيجابية، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بأكثر من هذا الشهر، بينما كان مؤشر ناسداك، المدفوع بأسهم التكنولوجيا، هو الأفضل أداءً بارتفاع تجاوز في سبتمبر، مما يبرز التركيز المستمر على قصص النمو طويلة الأجل.
اقرأ أيضا…