الأسهم الأمريكية ترتفع في ختام الأسبوع مع استقرار التضخم، لكن S&P 500 ينهي سلسلة مكاسبه

شهدت الأسهم الأمريكية تحسناً ملحوظاً في ختام تعاملات يوم الجمعة، محققة بذلك تعافياً جزئياً بعد ثلاثة أيام من التراجع. إلا أن هذا الارتفاع اللحظي لم يكن كافياً لمنع المؤشرات الرئيسية من إنهاء الأسبوع على انخفاض، لتنتهي بذلك سلسلة مكاسب استمرت لأسابيع. جاءت هذه التقلبات وسط ترقب لصدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي كان مطابقاً للتوقعات.
الأداء القياسي للمؤشرات الأمريكية ومؤشر داو جونز
على الرغم من الانتكاسة الأسبوعية، سجلت المؤشرات الأمريكية مكاسب قوية يوم الجمعة، حيث:
- أغلق مؤشر داو جونز الصناعي مرتفعاً بـ 299.97 نقطة، أي 0.65%، ليستقر عند 46,247.29.
- أضاف مؤشر S&P 500 نسبة 0.59%، ليغلق عند 6,643.70.
- صعد مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.44%، ليغلق عند 22,484.07.
لكن الصورة الأسبوعية كانت مغايرة وأكثر دلالة على الحذر في السوق؛ فقد تراجع مؤشرا ناسداك المركب وS&P 500 بنسبة 0.7% و 0.3% على التوالي، مسجلين أول أسبوع خسارة لكل منهما منذ أربعة أسابيع متتالية من المكاسب. هذه النهاية لسلسلة المكاسب الطويلة تشير إلى موجة من جني الأرباح وإعادة تقييم المخاطر في ظل وضوح الرؤية بشأن السياسة النقدية، بينما خسر مؤشر داو جونز 0.2% من قيمته.
بيانات التضخم الأساسي ورهانات خفض الفائدة
كانت النقطة المحورية التي أثرت في معنويات السوق هي بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) لشهر أغسطس. يعد هذا المؤشر أكثر أهمية لدى صانعي القرار في الاحتياطي الفيدرالي من مؤشر أسعار المستهلك (CPI) لأنه يعكس بشكل أفضل التغيرات في أنماط الإنفاق الاستهلاكي. أظهر المؤشر الأساسي، الذي يستبعد عناصر الغذاء والطاقة المتقلبة، أن التضخم يسير بمعدل سنوي معدل موسمياً بلغ 2.9%. جاءت هذه النتيجة متوافقة تماماً مع توقعات الاقتصاديين التي استطلعتها داو جونز، مما بعث رسالة طمأنة للأسواق بأن التضخم لا يتسارع بشكل غير متوقع.
كما سجل المؤشر العام معدلاً سنوياً قدره 2.7%، وهي أرقام عززت التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي سيلتزم بمساره المعلن. فوفقاً لأداة CME FedWatch، تستمر الأسواق في تسعير خفضين بمقدار ربع نقطة في اجتماعات الفيدرالي القادمة، تماشياً مع التقديرات السابقة للبنك المركزي، حيث يعتبر عدم وجود مفاجآت سلبية في بيانات التضخم بمثابة عامل داعم لأسعار الأسهم الأمريكية.
الاقتصاد القوي يثير القلق بشأن مرونة الفيدرالي
جاءت بيانات التضخم هذه في سياق يسبقه صدور بيانات قوية لسوق العمل، شملت انخفاضاً في مطالبات البطالة، بالإضافة إلى مراجعة بالزيادة للناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني إلى 3.8%. وعلى الرغم من أن هذه الأرقام تشير إلى متانة الاقتصاد الأمريكي، إلا أنها أثارت قلق المستثمرين فيما يُعرف بـ “معضلة الأخبار الجيدة هي أخبار سيئة”. حيث يخشى البعض من أن استمرار قوة سوق العمل قد يؤدي إلى استمرار الضغط التصاعدي على الأجور وبالتالي التضخم، مما سيقلل من مبررات الفيدرالي للإسراع في خفض أسعار الفائدة، بل وربما يدفعه لتأجيلها أكثر.
وفي هذا الصدد، علّق ديفيد راسل، الرئيس العالمي لاستراتيجية السوق في TradeStation، قائلاً: “بعد تراجع السوق لثلاثة أيام، فإن بيانات PCE هذه جيدة بما يكفي لدفع المشترين مجدداً للتحرك بعيداً عن مقاعد المتفرجين. لقد قوضت أرقام الوظائف القوية ومراجعة الناتج المحلي الإجمالي الصادرة مؤخراً الرواية المتفائلة بخفض الفائدة، لكن بيانات PCE التي جاءت ضمن التوقعات خففت من تلك المخاوف. في بعض الأحيان، لا أخبار هي أفضل الأخبار بالنسبة للسوق التي تبحث عن الاستقرار بدلاً من المحفزات المباغتة.”
ضغوط على أسهم التكنولوجيا ومستقبل الذكاء الاصطناعي
على صعيد القطاعات، استمرت السوق في تسجيل خسائر متواصلة في أسهم عملاق البرمجيات أوراكل وشركات أخرى مرتبطة بالذكاء الاصطناعي. يُعزى هذا التراجع، جزئياً، إلى موجة من جني الأرباح وإعادة تقييم قطاع التكنولوجيا بعد فترة من الارتفاع الجنوني تغذيها طفرة الذكاء الاصطناعي.
وقد كان انخفاض سهم أوراكل بأكثر من 8% خلال الأسبوع، عقب تقرير أرباح لم يكن قوياً كما توقعت وول ستريت، مؤشراً على تساؤلات جدية بين المستثمرين حول قوة واستدامة الاتجاه الصعودي لأسهم الذكاء الاصطناعي على المدى القصير. في المقابل، ظلت معنويات المستهلكين مستقرة في سبتمبر، خاصة بين حاملي محافظ الأسهم الكبيرة، وفقاً لبيانات جامعة ميشيجان، مما يعكس ثقة مستمرة في أداء الأسهم الأمريكية الإجمالي.
اقرأ أيضا…