أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

أداء الأسهم الأمريكية: هل فقاعة الذكاء الاصطناعي على وشك الانفجار؟

بعد فترة من الارتفاعات القياسية التي غذتها موجة التفاؤل حول تطورات الذكاء الاصطناعي، شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا طفيفًا يوم الثلاثاء، لتنهي بذلك سلسلة من المكاسب استمرت لثلاثة أيام متتالية. جاء هذا التراجع مدفوعًا بمخاوف المستثمرين بشأن استدامة الارتفاع الكبير في أسهم شركات الذكاء الاصطناعي، خاصة بعد مراجعة تقييمات بعض الصفقات الكبرى، بالإضافة إلى تعليقات حذرة من رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، حول تقييمات الأسهم.

لماذا تراجعت مؤشرات الأسهم الأمريكية؟

أغلقت مؤشرات السوق الرئيسية على انخفاض، حيث تراجع مؤشر S&P 500 بنسبة 0.55%، وانخفض مؤشر ناسداك، الذي يضم معظم شركات التكنولوجيا، بنسبة 1%. كان أبرز الخاسرين في هذا اليوم هو سهم شركة “إنفيديا”، التي تُعد رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، والذي انخفض بنسبة 2.8%.

يرجع هذا الانخفاض إلى حالة من الشكوك بين المستثمرين حول صفقة بقيمة 100 مليار دولار أعلنتها “إنفيديا” للاستثمار في شركة “أوبن إيه آي”. يرى بعض المحللين أن هذه الصفقة قد تثير تساؤلات حول الوضع المالي لـ”أوبن إيه آي”، مما يذكر ببعض الأحداث التي سبقت أزمة فقاعة الإنترنت في التسعينيات. في ذلك الوقت، كانت الشركات تبالغ في تقييماتها استنادًا إلى الوعود المستقبلية، وهو ما يثير قلق المستثمرين اليوم. بالإضافة إلى ذلك، أثارت الصفقة تساؤلات حول ما إذا كانت البنية التحتية للطاقة كافية لدعم النمو الهائل لشركات الذكاء الاصطناعي الكبرى. فكلما زادت قدرة هذه الشركات على معالجة البيانات، زاد استهلاكها للطاقة، وهو ما قد يشكل عقبة أمام النمو المستقبلي.

لم تكن “إنفيديا” وحدها التي عانت من هذا التراجع، فقد انخفض سهم شركة “أوراكل” بنسبة 4.4%، رغم مكاسبه الكبيرة التي تجاوزت 50% في الأشهر الثلاثة الماضية. يرى الخبراء أن هذا التراجع قد يكون نتيجة لمراجعة المستثمرين لتوقعاتهم بشأن مبيعات الشركة المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، بعد أن كانت التوقعات المفرطة قد قادت الارتفاعات السابقة.

باول يضيف المزيد من الحذر على الأسهم الأمريكية

جاءت تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، لتزيد من حالة الحذر في السوق. فقد أشار باول إلى أن الأسهم الأمريكية قد تكون “مُقيّمة بأعلى من قيمتها الحقيقية”، وهي تعليقات تزيد من قلق المستثمرين بشأن استمرار الارتفاعات.

فعندما تكون أسعار الأسهم مرتفعة جدًا مقارنة بأرباح الشركات، فإنها تصبح أكثر عرضة للتصحيح. كما أوضح أن مسار خفض أسعار الفائدة غير واضح حتى الآن، وأن الوضع يمثل “تحديًا”. هذه التصريحات مهمة للغاية، لأن أسعار الفائدة تؤثر بشكل مباشر على تكاليف الاقتراض للشركات والإنفاق الاستهلاكي، وأي إشارات إلى أن الفائدة ستبقى مرتفعة لفترة أطول قد تؤثر سلبًا على معنويات المستثمرين.

نظرة مستقبلية للأسهم الأمريكية

على الرغم من الانخفاضات، حافظت السوق بشكل عام على تماسكها، بل إن مؤشر الشركات الصغيرة “راسل 2000” وصل إلى أعلى مستوى له على الإطلاق خلال الجلسة، بفضل التفاؤل بشأن احتمال خفض الفائدة. هذا التفاؤل يظهر أن المستثمرين لم يفقدوا الأمل تمامًا، ولكنهم أصبحوا أكثر انتقائية.

يترقب المستثمرون حاليًا صدور تقرير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) يوم الجمعة، والذي يُعد المقياس المفضل للاحتياطي الفيدرالي للتضخم، لأنه يقيس التغير في أسعار السلع والخدمات التي يشتريها المستهلكون بشكل أدق من مؤشرات أخرى. هذا التقرير قد يقدم إشارات أوضح حول السياسة النقدية المستقبلية. كما تتابع الأسواق عن كثب التوترات السياسية بشأن تمويل الحكومة الفيدرالية، والذي قد يؤدي إلى إغلاق حكومي في نهاية سبتمبر، وهو حدث قد يضيف المزيد من عدم اليقين إلى المشهد الاقتصادي.

في الختام، يُظهر تذبذب السوق الحالي أن المستثمرين أصبحوا أكثر حذرًا، ويعيدون تقييم مخاطرهم، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار في شركات الذكاء الاصطناعي، في ظل المخاوف من أن تكون تقييماتها مبالغًا فيها.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى