الأسهم الأمريكية تسجل ارتفاعات قياسية بعد قرار الفيدرالي بخفض الفائدة

شهدت الأسهم الأمريكية يوم الجمعة زخماً إيجابياً قوياً، لتغلق المؤشرات الرئيسية عند مستويات تاريخية جديدة، محققة بذلك مكاسب أسبوعية كبيرة ومؤثرة. جاء هذا الارتفاع المتوقع مدفوعاً بقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة، وهو ما أثلج صدور المستثمرين وأعاد الثقة إلى الأسواق المالية بعد فترة من الترقب.
داو جونز وS&P 500 يواصلان تحطيم الأرقام القياسية
أنهى مؤشر داو جونز الصناعي أسبوع التداول بارتفاع ملحوظ بلغ 172.85 نقطة، أي ما يعادل 0.37%، ليصل إلى مستوى قياسي جديد عند 46,315.27 نقطة، مما يؤكد قوة الاقتصاد الأمريكي ومرونة الشركات المدرجة. كما ارتفع مؤشر S&P 500 الأوسع نطاقاً بنسبة 0.49% ليغلق عند 6,664.36 نقطة، في حين تقدم مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم غالبية أسهم التكنولوجيا، بنسبة 0.72% ليختتم الأسبوع عند 22,631.48 نقطة.
هذه المستويات القياسية لا تعكس فقط الأداء القوي في نهاية الأسبوع، بل تؤكد أيضاً على الزخم المستمر الذي تتمتع به الأسهم الأمريكية. وقد أنهت المؤشرات الأسبوع بمكاسب جماعية، حيث ارتفع مؤشر S&P 500 بنسبة 1.2%، وداو جونز بنسبة 1%، وناسداك بنسبة 2.2%، في إشارة واضحة إلى شهية المستثمرين للمخاطرة.
قرار الفيدرالي يدعم صعود الأسهم الأمريكية
يعد خفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وهو الأول منذ شهر ديسمبر، بمثابة المحفز الأساسي لهذا الأداء الصاعد في الأسهم الأمريكية. كان السوق قد استوعب بالفعل توقعات هذا الخفض، لكن تصريحات رئيس الفيدرالي، جيروم باول، التي وصف فيها القرار بأنه “خفض لإدارة المخاطر”، أثارت بعض التقلبات الأولية.
هذا التعبير أشار إلى أن البنك المركزي يتخذ إجراءات استباقية للحفاظ على استقرار الاقتصاد في ظل أي تحديات مستقبلية محتملة، مما طمأن المستثمرين على المدى الطويل. إن بيئة الفائدة المنخفضة تقلل من تكاليف الاقتراض للشركات، مما يشجع على التوسع والاستثمار، وينعكس بشكل إيجابي على أرباحها وبالتالي على أسعار أسهمها.
أسهم آبل وتسلا تقود الموجة الصاعدة
في تحليل تفصيلي لأداء الأسهم الفردية، كانت شركات التكنولوجيا العملاقة في صدارة الرابحين. ارتفعت أسهم شركة آبل بنسبة 3.2%، مدفوعة بالزخم الإيجابي حول إطلاق أحدث إصدارات هاتف آيفون في الأسواق العالمية. يعكس هذا الارتفاع ثقة المستثمرين في قدرة الشركة على مواصلة الابتكار وجذب قاعدة عملاء واسعة.
كما ارتفعت أسهم تيسلا بنسبة تزيد عن 2.2%، مما يسلط الضوء على استمرار الاهتمام في قطاع السيارات الكهربائية وثقة السوق في استراتيجية الشركة طويلة الأجل. في المقابل، وعلى الرغم من الارتفاعات القياسية في المؤشرات الرئيسية، شهد مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.7%، مما يشير إلى أن المستثمرين يفضلون حالياً التركيز على الأسهم القيادية ذات القيمة السوقية الكبيرة في ظل حالة عدم اليقين الاقتصادية.
نظرة مستقبلية وتوقعات الأداء
يحلل مارك هاكيت، كبير استراتيجيي السوق في شركة “نايشن وايد”، الوضع قائلاً: “على الرغم من أن شهر سبتمبر عادة ما يشهد تراجعات، فقد تحدى سوق هذا العام هذا النمط، مرتفعاً بنسبة 35% منذ شهر مارس، مدعوماً بزخم فني وأساسي قوي.” يوضح هذا الاقتباس أن السوق قد تجاوز التوقعات التقليدية، مدعوماً بأساسيات متينة. ويضيف هاكيت أن “مع تداول مؤشر S&P 500 عند 22 ضعف أرباحه المستقبلية وانخفاض التقلبات، فإن فترة من التماسك أو التذبذب ستكون تطوراً طبيعياً وصحياً”.
ويشير هذا التحليل إلى أن الأسواق قد تحتاج إلى استراحة بعد هذا الارتفاع السريع، مما يتيح لها فرصة لتقييم الوضع قبل مواصلة أي اتجاه صعودي جديد. وبشكل عام، فإن النظرة المستقبلية للأسهم الأمريكية تبدو إيجابية، مع توقعات باستمرار القوة في ظل العوامل الاقتصادية الداعمة.
اقرأ أيضا…