أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

قفزة تاريخية في سهم إنتل: أفضل أداء في 38 عامًا بعد استثمار إنفيديا

شهدت شركة “إنتل” (Intel) المتخصصة في صناعة الرقائق الإلكترونية يوماً تاريخياً في أسواق المال، حيث قفز سهم إنتل بنسبة تجاوزت 22%، مسجلا بذلك أفضل أداء يومي له منذ ما يقرب من 38 عاماً. جاء هذا الارتفاع الصاروخي بعد إعلان شركة “إنفيديا” (Nvidia)، عملاق الذكاء الاصطناعي ووحدات معالجة الرسوميات، عن استثمار ضخم بقيمة 5 مليارات دولار في “إنتل”، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى تعزيز التعاون الاستراتيجي بين الشركتين.

وقد اكتسب هذا الارتفاع أهمية خاصة، بالنظر إلى التحديات التي واجهتها “إنتل” مؤخراً، بما في ذلك تراجع حصتها السوقية وخسائرها المالية، مما دفع المحللين إلى وصف الاستثمار بأنه بمثابة “تصويت بالثقة” من أحد أبرز قادة القطاع.

تفاصيل الصفقة وتأثيرها الفوري على أداء سهم إنتل

تضمن الاتفاق قيام “إنفيديا” بشراء حصة في “إنتل” بسعر 23.28 دولار للسهم، وهو ما يمثل دفعة قوية للثقة في مستقبل الشركة، التي واجهت تحديات كبيرة مؤخراً. بعد ساعات قليلة من الإعلان، أغلق سهم إنتل تداولاته مرتفعاً بنسبة 22.8% ليصل إلى 30.57 دولار للسهم، في إشارة واضحة إلى ترحيب المستثمرين بهذا التحالف.

هذا الارتفاع لم يكن مجرد رد فعل على الاستثمار المالي، بل عكس قناعة السوق بأن هذه الشراكة ستوفر لإنتل شريان حياة تقنياً ومالياً، يساعدها على استعادة زخمها في سباق أشباه الموصلات. وفي المقابل، ارتفعت أسهم “إنفيديا” أيضاً بنسبة 3.54%، مما يؤكد أن الصفقة تعد إيجابية للطرفين، حيث تضمن إنفيديا شريكاً موثوقاً في سلسلة توريد الرقائق.

تحالف استراتيجي لترسيخ مكانة جديدة في عالم التكنولوجيا

يُعد هذا الاستثمار جزءاً من اتفاق أوسع لتطوير رقائق مشتركة لمراكز البيانات وأجهزة الكمبيوتر الشخصي. ويجمع هذا التعاون بين تقنيات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتسارعة من “إنفيديا” مع المعالجات المركزية (CPUs) من “إنتل” ونظامها البيئي الواسع، مما يمهد الطريق لجيل جديد من الحلول التقنية. تاريخياً، كانت الشركتان تتنافسان في بعض القطاعات، ولكن هذه الشراكة تعكس تحولاً في استراتيجية السوق نحو التكامل بدلاً من المنافسة المباشرة، خاصةً في مجالات مثل الحوسبة عالية الأداء والذكاء الاصطناعي.

وفي تعليق على هذه الشراكة التاريخية، قال جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة “إنفيديا”: “هذا التعاون يدمج منصتين عالميتين معاً. سنقوم معاً بتوسيع أنظمتنا البيئية ووضع حجر الأساس للعصر القادم من الحوسبة”. ويسلط هذا التصريح الضوء على أهمية الجمع بين الخبرة العريقة لـ”إنتل” في بنية المعالجات (x86) وقدرات “إنفيديا” الرائدة في الذكاء الاصطناعي، لخلق منتجات قادرة على تلبية متطلبات المستقبل في أسواق تنافسية للغاية.

دعم حكومي وانعكاسات على الصناعة الأمريكية

يأتي هذا التحالف في وقت حاسم بالنسبة لشركة “إنتل”، حيث ينضم استثمار “إنفيديا” إلى جهود سابقة لدعم الشركة، بما في ذلك استثمار حكومة الولايات المتحدة، التي استحوذت على 10% من أسهم “إنتل” في وقت سابق من أغسطس. وقد وصف كوش ديساي، نائب السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، الشراكة بأنها “إنجاز كبير للتصنيع الأمريكي عالي التقنية”، مما يبرز أهمية “إنتل” الاستراتيجية للاقتصاد الوطني.

ويشير المحللون إلى أن هذه الخطوة من “إنفيديا” هي بمثابة تصويت بالثقة في قدرة “إنتل” على استعادة مكانتها الريادية. كما يؤكد هذا التعاون على أن قطاع أشباه الموصلات يتجه نحو شراكات استراتيجية لدمج نقاط القوة، بدلاً من التنافس التقليدي، مما قد يسرع من وتيرة الابتكار في مجالات حيوية مثل الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. ويُمكن تفسير هذا الدعم الحكومي والخاص كجزء من استراتيجية أمريكية أوسع لضمان التفوق التكنولوجي والأمن القومي في مواجهة المنافسة العالمية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى