أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

الأسهم الأمريكية تحلق ومؤشر الشركات الصغيرة يحقق أعلى قمة في تاريخه

أسبوع استثنائي في أسواق الأسهم الأمريكية، حيث ارتفعت المؤشرات الرئيسية لتسجل قممًا تاريخية، في استجابة مباشرة لقرار الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة. هذا القرار، الذي كان متوقعًا ولكنه حمل معه إشارات إيجابية حول مسار السياسة النقدية، أطلق شرارة انتعاش واسع النطاق، مدفوعًا بتوقعات المستثمرين بأن البنك المركزي قد تحول إلى مسار يركز بشكل أكبر على دعم النمو الاقتصادي.

ولم يكن الارتفاع مقتصرًا على الأسهم القيادية فحسب، بل شمل قطاعات متنوعة، أبرزها الشركات الصغيرة التي غالبًا ما تكون الأكثر حساسية للتغيرات في تكاليف الاقتراض.

مكاسب كبيرة لمؤشرات الأسهم الأمريكية

أغلق مؤشر S&P 500 على ارتفاع بنسبة 0.48% ليصل إلى 6,631.96 نقطة، في حين قفز مؤشر ناسداك المركب بنسبة 0.94% ليغلق عند 22,470.73 نقطة. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد أضاف 124 نقطة، أي ما يعادل 0.27%، ليصل إلى 46,142.42 نقطة. وقد سجلت جميع المؤشرات الأمريكية الكبرى مستويات قياسية جديدة خلال جلسة الخميس، مما يعكس قوة الدفع التي أحدثها قرار الفيدرالي، وأشار إلى أن شهية المخاطرة قد عادت إلى الأسواق بقوة بعد فترة من التقلبات.

شهد مؤشر راسل 2000 للشركات الصغيرة القفزة الأكبر، حيث ارتفع بنسبة 2.4% ليلامس مستوى قياسيًا جديدًا. هذا الأداء القوي ليس مفاجئًا، فالشركات ذات رأس المال الصغير غالبًا ما تكون المستفيد الأكبر من خفض أسعار الفائدة. يعود السبب في ذلك إلى طبيعة عملها، حيث تعتمد هذه الشركات بشكل كبير على الاقتراض الخارجي لتوفير السيولة اللازمة لعملياتها اليومية والتوسع. وبالتالي، فإن خفض أسعار الفائدة يقلل من عبء ديونها ويزيد من جاذبيتها للمستثمرين الباحثين عن فرص نمو في ظل بيئة اقتصادية مواتية. هذا على النقيض من الشركات التكنولوجية العملاقة، التي غالبًا ما تمتلك ميزانيات عمومية قوية وتولد تدفقات نقدية داخلية، مما يجعلها أقل تأثراً بتقلبات أسعار الفائدة.

مكاسب كبيرة لقطاع التكنولوجيا

رغم أن الشركات الصغيرة كانت في صدارة الرابحين، إلا أن بعض أسهم التكنولوجيا الكبرى شاركت بقوة في هذا الارتفاع. فقد قفزت أسهم شركة إنتل بنسبة 22.8% في أفضل أداء لها منذ ما يقارب 38 عامًا، بعد أن أعلنت شركة إنفيديا عن استثمار بقيمة 5 مليارات دولار في إنتل لتطوير رقائق مراكز البيانات والحواسب الشخصية.

وتأتي هذه الشراكة الاستراتيجية في وقت حاسم، حيث تتسابق الشركات على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات. يرى المحللون في هذا الاستثمار تأكيدًا على أهمية إنتل في سلاسل التوريد التكنولوجية، وإشارة إلى أن تحالفات جديدة قد تشكل ملامح قطاع أشباه الموصلات في المستقبل القريب. كما ارتفعت أسهم إنفيديا نفسها بنسبة 3.5%.

تحليل قرار الفيدرالي وآفاق المستقبل

جاءت هذه المكاسب بعد جلسة تداول متقلبة يوم الأربعاء، عقب خفض الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية كما كان متوقعًا. ولقد استوعب المستثمرون تصريحات رئيس الفيدرالي جيروم باول بأن الخفض هو جزء من “إدارة المخاطر”، لكنهم فضلوا التركيز على الإشارات الضمنية التي تفيد بأن البنك المركزي يتجه نحو سياسة أكثر تيسيراً. هذا التفاؤل دفع ببعض الشخصيات المؤثرة في وول ستريت، مثل المستثمر الشهير ديفيد تيبر، إلى التعبير عن دعمهم لهذه الموجة الصاعدة، مع تحذير من أن المبالغة في خفض الفائدة قد تؤدي إلى “ارتفاع درجة حرارة” الأسواق وتخلق فقاعات أصولية.

بشكل عام، تعكس مكاسب هذا الأسبوع ثقة متجددة في مرونة الاقتصاد الأمريكي وقدرة الاحتياطي الفيدرالي على توجيهه ببراعة. وبينما يواصل المستثمرون مراقبة البيانات الاقتصادية، فإن الأداء القوي للمؤشرات يرسل إشارة واضحة بأن شهية المخاطرة عادت إلى الأسواق، مع توقعات بأن تستمر الأسهم الأمريكية في مسارها الصاعد خلال الفترة القادمة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى