أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع من قمتها القياسية وسط ترقب لقرار الفيدرالي الأمريكي

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا اليوم، بعد أن سجلت أعلى مستوى لها على الإطلاق في الجلسة السابقة، لتتوقف مؤقتًا عن مسيرتها القياسية. يأتي هذا التراجع وسط ارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، إلى جانب عمليات جني الأرباح التي قام بها المستثمرون بعد الارتفاع السريع للمعدن الثمين. يترقب الأسواق الآن عن كثب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، والذي يُتوقع أن يحدد المسار المستقبلي لـ أسعار الذهب.

أداء أسعار الذهب في الأسواق العالمية

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,671.61 دولار للأونصة، وهو تراجع طفيف بعد أن كان قد لامس مستوى قياسيًا غير مسبوق بلغ 3,702.95 دولار للأونصة في الجلسة السابقة. وبالمثل، تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لتسليم شهر ديسمبر بنسبة 0.4% لتصل إلى 3,709 دولارًا. هذه الحركة السعرية تُظهر أن المعدن الثمين، على الرغم من زخمه القوي، لم يكن محصنًا من تقلبات السوق القصيرة الأجل.

ويُرجع تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، الارتفاع القياسي الذي شهده الذهب في الأيام الأخيرة إلى عاملين رئيسيين: أولهما هو تراجع قيمة الدولار الأمريكي، مما جعل الذهب أرخص نسبيًا للمشترين من خارج الولايات المتحدة، وثانيهما هو المراهنات القوية في الأسواق على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد يلمح إلى سلسلة من التخفيضات في أسعار الفائدة قد تبدأ قبل نهاية العام.

وأوضح ووترر أن عمليات جني الأرباح التي حدثت حول مستوى المقاومة النفسي عند 3,700 دولار تسببت في تراجع المعدن الأصفر، حيث فضل بعض المستثمرين تأمين مكاسبهم. لكنه أشار إلى أن المسار الصعودي للذهب قد يستأنف بقوة إذا ما تبنى الفيدرالي موقفًا أكثر “تيسيرًا” في اجتماعه المرتقب، مما يفتح الباب أمام مزيد من التخفيضات التي ستزيد من جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.

العوامل الاقتصادية المؤثرة على أسعار الذهب

تاريخيًا، يتأثر الذهب بشكل كبير بديناميكيات أسعار الفائدة والسياسات النقدية للبنوك المركزية. فالأسعار المنخفضة تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدًا دوريًا، مثل الفوائد على السندات أو الودائع المصرفية، مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن. وعلى الجانب الآخر، فإن ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي يؤثر سلبًا على أسعار الذهب، حيث يصبح المعدن الثمين أغلى بالنسبة للمشترين الذين يستخدمون عملات أخرى، مما يقلل من الطلب عليه.

وقد ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% بعد أن وصل إلى أدنى مستوى له في أكثر من شهرين، في حين تحوم عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، وهي أداة استثمارية منافسة للذهب، بالقرب من أدنى مستوى لها في أكثر من خمسة أشهر. هذا الانخفاض في العائدات جعل الذهب أكثر تنافسية كاستثمار.

وفي سياق البيانات الاقتصادية، قدمت أرقام مبيعات التجزئة الأمريكية لشهر أغسطس إشارة إيجابية فاقت التوقعات، مما قد يدعم وجهة نظر الفيدرالي التي تدعو للتحلي بالصبر. إلا أن ضعف سوق العمل المستمر والأسعار المرتفعة بسبب التعريفات الجمركية لا تزال تشكل خطرًا على استمرار قوة الإنفاق وتزيد من احتمالية اتجاه الفيدرالي نحو التيسير النقدي لدعم الاقتصاد.

نظرة على الطلب وصناديق الاستثمار

أعلن صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صندوق تداول مدعوم بالذهب في العالم، أن حيازاته من الذهب ارتفعت بنسبة 0.32% لتصل إلى 979.95 طنًا متريًا يوم الثلاثاء. تعكس هذه الزيادة استمرار شهية المستثمرين المؤسسيين للذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والتقلبات في الأسواق المالية التقليدية. ففي ظل المخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي والتوترات التجارية، يرى المستثمرون أن الذهب يوفر تحوطًا فعالًا ضد التضخم وتقلبات العملات.

في الختام، وعلى الرغم من التراجع الحالي، لا تزال التوقعات طويلة المدى لأسعار الذهب إيجابية بشكل عام. يرجع هذا التفاؤل إلى عوامل متعددة منها استمرار التوترات الجيوسياسية واحتمالات التيسير النقدي من قبل البنوك المركزية الكبرى. سيبقى التركيز منصبًا على موقف الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية، والذي سيحدد ما إذا كان الذهب سيواصل صعوده القياسي أم سيشهد مزيدًا من التقلبات في المدى القريب.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى