الأسهم الأمريكية تواصل الارتفاع وترقب حذر لقرار الاحتياطي الفيدرالي

شهدت أسواق الأسهم الأمريكية نهاية أسبوع استثنائية، حيث سجلت المؤشرات الرئيسية مكاسب قوية، مع وصول مؤشر ناسداك إلى مستويات قياسية جديدة. هذا الارتفاع المتواصل يعكس تفاؤلاً كبيراً بين المستثمرين، مدعوماً ببيانات اقتصادية حديثة تشير إلى أن البنك المركزي قد يتجه قريباً نحو خفض أسعار الفائدة.
مؤشرات الأسهم الأمريكية في القمة
سجل مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم في غالبيته أسهم شركات التكنولوجيا، أسبوعاً مثالياً من الارتفاعات، ليغلق على مستوى قياسي جديد بلغ 22,141.10. جاء هذا الأداء القوي مدفوعاً بشكل خاص بأسهم شركات كبرى مثل تسلا، التي شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة سهمها. هذا الارتفاع المستمر في قطاع التكنولوجيا يعتبر مؤشراً على ثقة المستثمرين في الابتكار والنمو المستقبلي لهذه الشركات. كما حقق مؤشر ستاندرد آند بورز 500، الذي يمثل أداء أكبر 500 شركة أمريكية، أفضل أداء أسبوعي له منذ أوائل أغسطس، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 1.6% ليغلق عند 6,584.29.
وعلى الرغم من تراجع طفيف في مؤشر داو جونز الصناعي في نهاية الأسبوع، حيث خسر 273.78 نقطة ليغلق عند 45,834.22، إلا أن المؤشرات الثلاثة الرئيسية في وول ستريت أنهت الأسبوع بمكاسب إيجابية. فقد حقق داو جونز مكاسبه الأسبوعية الأولى في ثلاثة أسابيع، بينما سجل ناسداك وستاندرد آند بورز 500 أسبوعهما الثاني والخامس على التوالي من المكاسب على التوالي. هذا التباين في الأداء بين المؤشرات يبرز أهمية تنوع المحفظة الاستثمارية، حيث قد تتفوق بعض القطاعات على الأخرى في فترات معينة.
بيانات اقتصادية تدعم قرار الفائدة
يتساءل الكثير من المستثمرين المبتدئين عن سر هذا التفاؤل في الأسواق. الإجابة تكمن في قراءة البيانات الاقتصادية الأخيرة التي صدرت هذا الأسبوع. رغم أن تقرير مؤشر أسعار المستهلكين (التضخم) جاء أعلى بقليل من التوقعات، إلا أنه لم يؤثر سلباً على المعنويات، وذلك بفضل بيانات سوق العمل التي أظهرت ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة إلى أعلى مستوى لها منذ أكتوبر 2021. هذا الارتفاع المفاجئ في أعداد العاطلين عن العمل يُعد إشارة واضحة إلى تباطؤ محتمل في سوق العمل، وهو ما يراه الاحتياطي الفيدرالي كشرط أساسي للسيطرة على التضخم.
وفقاً لخبراء السوق، فإن هذه البيانات تعزز التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي) سيقوم بخفض أسعار الفائدة خلال اجتماعه القادم في 17 سبتمبر. خفض الفائدة يعتبر عادةً محفزاً قوياً للأسواق المالية، لأنه يقلل من تكلفة الاقتراض للشركات والأفراد، مما يشجع على الاستثمار والنمو الاقتصادي. وهذا يترجم بشكل مباشر إلى زيادة في أرباح الشركات، مما يجعل أسهمها أكثر جاذبية للمستثمرين.
ترقب لقرار الاحتياطي الفيدرالي
الآن، تتركز كل الأنظار على قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة. يرى المحللون أن هناك شبه يقين بأن البنك سيقوم بخفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية، وذلك لتلبية توقعات السوق وعدم مفاجأة المستثمرين. وكما أوضح بيل نورثي، مدير الاستثمار في بنك يو إس ويث مانيجمنت، فإن “هذا هو بنك فيدرالي متردد في مفاجأة الأسواق، ولذا مع ترسيخ التوقعات حول خفض الفائدة بـ 25 نقطة أساس، نعتقد أنهم سيحققون ذلك”.
هذا القرار ليس مجرد حدث عابر، بل هو مؤشر على سياسة البنك المستقبلية. المستثمرون ينتظرون بفارغ الصبر المؤتمر الصحفي للبنك وتقديراته الاقتصادية لمعرفة المزيد من التوضيحات حول توقعاته للنمو والتضخم في الفترة المقبلة. هذه المعلومات ستوفر خارطة طريق واضحة للمستثمرين حول كيفية التعامل مع الأسواق في الشهور القادمة. فمن خلال فهم رؤية البنك لمسار الفائدة، يمكن للمستثمرين توقع الأداء المحتمل للأسواق واتخاذ قرارات استثمارية أكثر حكمة.
ختاما الأسهم الأمريكية تنهي أسبوعاً قوياً، مدعومة بتوقعات خفض وشيك لأسعار الفائدة. وبينما يعكس هذا الارتفاع حالة من التفاؤل، يظل الحذر سيد الموقف في انتظار قرار الاحتياطي الفيدرالي الذي سيحدد الاتجاه التالي للأسواق. بالنسبة للمستثمرين المبتدئين، يعد فهم هذه العلاقة بين البيانات الاقتصادية وقرارات البنوك المركزية هو المفتاح لاتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
اقرأ أيضا…