أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

تراجع الدولار الأمريكي بضغط من تقرير أسعار المنتجين

شهد الدولار الأمريكي تراجعًا طفيفًا مقابل الين واليورو يوم الأربعاء، وذلك بعد أن أظهرت بيانات غير متوقعة انخفاضًا في أسعار المنتجين خلال شهر أغسطس. هذا التطور عزز من التوقعات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيستأنف خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق من هذا الشهر، وهو ما أحدث هزة في توقعات الأسواق التي كانت تميل إلى الحذر.

في أعقاب صدور البيانات، تراجع الدولار الأمريكي قليلاً مقابل الين، حيث وصل إلى 147.37. وفي الوقت نفسه، ارتفع اليورو بشكل هامشي ليصل إلى 1.1714 دولار. وقبل نشر هذه البيانات، كان الدولار الأمريكي يتداول بأسعار أعلى نسبيًا مقابل كلتا العملتين، مما يبرز الأثر الفوري وغير المتوقع للبيانات على معنويات المستثمرين.

مؤشر أسعار المنتجين: أكثر من مجرد رقم

أظهر تقرير صادر عن وزارة العمل الأمريكية أن مؤشر أسعار المنتجين للطلب النهائي انخفض بنسبة 0.1% على أساس شهري، بعد مراجعة سلبية لزيادة بلغت 0.7% في يوليو. كان خبراء الاقتصاد الذين استطلعت وكالة رويترز آراءهم يتوقعون أن يرتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.3%، مقارنةً بزيادة سابقة بلغت 0.9% في يوليو.

يُعد مؤشر أسعار المنتجين (PPI) من المؤشرات الاقتصادية الحيوية التي يتابعها بنك الاحتياطي الفيدرالي عن كثب، حيث يعكس التغيرات في الأسعار التي يتلقاها المنتجون المحليون مقابل سلعهم وخدماتهم. يُنظر إليه على أنه مؤشر مبكر للتضخم، لأنه يسبق غالبًا التغيرات في أسعار المستهلكين. عندما تنخفض أسعار السلع “قيد الإنتاج”، فإنه يرسم صورة أقل قتامة للضغوط التضخمية في المستقبل. ومع ذلك، ارتفع مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 2.6% على أساس سنوي في أغسطس، وهو أقل من النسبة 3.3% التي توقعها الخبراء، مما يعزز فكرة أن التضخم يتباطأ تدريجيًا.

التداعيات على سياسة الاحتياطي الفيدرالي

لقد كان الدولار الأمريكي خلال الفترة الماضية يستمد قوته من توقعات استمرار بنك الاحتياطي الفيدرالي في نهجه المتشدد لمكافحة التضخم. ومع ظهور بيانات PPI التي تشير إلى تراجع الضغوط السعرية، أصبحت حجة خفض الفائدة أكثر قوة. يعتبر هذا المؤشر بمثابة ضوء أخضر للبنك لتقييم إمكانية تخفيف سياسته النقدية دون المخاطرة بإشعال شرارة التضخم مرة أخرى.

وتعليقًا على البيانات، كتب كارل واينبرج، كبير الاقتصاديين في “هاى فريكونسي إيكونوميكس”، في تعليقات أرسلها عبر البريد الإلكتروني بعد صدور البيانات: “تقرير مؤشر أسعار المنتجين لشهر أغسطس يرسم صورة أقل إثارة للقلق بكثير بشأن أسعار السلع “قيد الإنتاج” مقارنة بتقرير شهر يوليو”.

وأضاف: “لقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية، ولكن بأقل بكثير من المتوقع. التقرير بأكمله يظهر معدل زيادة أقل في أسعار السلع عند بوابة المصنع لشهر أغسطس مقارنة بشهر يوليو”. هذا التحليل يشير إلى أن الضغوط التي كانت تزيد من تكاليف الإنتاج بدأت تتلاشى، مما يمهد الطريق لأسعار مستهلكين أكثر استقرارًا في الأشهر القادمة.

وفي أعقاب صدور البيانات، تشير أسعار العقود الآجلة للأموال الفيدرالية إلى وجود فرصة بنسبة 90% لخفض قياسي قدره 25 نقطة أساس هذا الشهر، وفرصة بنسبة 10% لخفض قدره 50 نقطة أساس، وفقًا لأداة “فيد واتش” التابعة لمجموعة CME. كانت هذه التوقعات أكثر حذرًا في وقت سابق، حيث كانت النسبة 93% لخفض 25 نقطة أساس و 7% لخفض 50 نقطة أساس في وقت متأخر من يوم الثلاثاء. هذا التحول الكبير في توقعات السوق يؤكد مدى أهمية بيانات PPI في تشكيل قرارات المستثمرين والأسواق.

يُعد هذا التراجع في قيمة الدولار الأمريكي مؤقتًا ما لم يؤكد الاحتياطي الفيدرالي هذا الاتجاه بقراره القادم. ومع ذلك، فهو بمثابة إشارة قوية على أن البنك قد بدأ يرى النتائج المرجوة من سياساته النقدية الصارمة، مما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التيسير النقدي قد يكون لها آثار واسعة على الاقتصاد العالمي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى