أخبار الذهبأخبار الأسواقسلع

أسعار الذهب تسجل رقماً قياسياً جديداً مدفوعة بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً جديداً لتسجل رقماً قياسياً يوم الثلاثاء، محافظة على مكاسبها القوية فوق مستوى 3600 دولار الذي تجاوزته في الجلسة السابقة. يأتي هذا الارتفاع مدفوعاً بتزايد التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة الأمريكية، وهو ما أضعف من قيمة الدولار ودفع عوائد السندات للانخفاض، مما عزز الطلب على المعدن الأصفر الثمين. وقد اكتسبت هذه التوقعات زخماً قوياً بعد صدور بيانات اقتصادية أمريكية أظهرت تباطؤاً في نمو الوظائف، مما عزز قناعة المستثمرين بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتجه نحو سياسة نقدية أكثر تيسيراً.

الذهب يستفيد من سياسة نقدية تيسيرية متوقعة

يُعد الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ولكنه أيضاً يستفيد بشكل كبير من التوقعات المتعلقة بالسياسات النقدية. فالعلاقة بين أسعار الفائدة وسعر الذهب علاقة عكسية؛ فعندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة، تزيد جاذبية الأصول التي تدر عائداً مثل السندات، مما يرفع من “تكلفة الفرصة” للاحتفاظ بالذهب الذي لا يقدم أي عائد. أما عند تراجع أسعار الفائدة، فإن هذه التكلفة تتناقص، مما يجعل الذهب بديلاً استثمارياً أكثر جاذبية.

فقد ارتفعت أسعار الذهب الفورية بنسبة 0.4% لتصل إلى 3647.98 دولار للأونصة، بعد أن لامست في وقت سابق أعلى مستوى قياسي عند 3659.10 دولار. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي لشهر ديسمبر بنسبة 0.3% إلى 3688.10 دولار. وتشير بيانات أداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME إلى أن المتداولين يتوقعون الآن بنسبة 88% خفضاً في سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الأسبوع المقبل، وبنسبة 12% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس. جاءت هذه التوقعات بعد بيانات يوم الجمعة التي أظهرت تراجعاً حاداً في نمو الوظائف الأمريكية خلال شهر أغسطس، مما يعزز مبررات الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة.

الدولار وعوائد السندات تدعم صعود الذهب

يؤثر سعر الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل مباشر على جاذبية الذهب. فكلما تراجعت قيمة الدولار، أصبح الذهب أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه. وفي الوقت نفسه، فإن انخفاض عوائد السندات يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب الذي لا يدر عائداً. وقد أكدت هذه العوامل على أهمية الذهب كأصل متنوع في محفظة المستثمرين، وهو ما يفسر أيضاً استمرار البنوك المركزية في تزايد مشترياتها من الذهب كجزء من احتياطياتها الاستراتيجية.

وقال هان تان، كبير محللي السوق في Nemo.money: “لقد تم تنشيط المضاربين الصاعدين في سوق الذهب بسبب قناعة السوق الراسخة بخفض أسعار الفائدة، مما دفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة. كما ساعد الدولار الضعيف في تمهيد الطريق لتجاوز مستوى 3600 دولار، بينما أضافت تدفقات رؤوس الأموال المدعومة بالذهب ومشتريات البنوك المركزية مزيجاً قوياً من العوامل الإيجابية”.

الأنظار تتجه نحو البيانات الاقتصادية الأمريكية

ينتظر المستثمرون الآن صدور بيانات أسعار المنتجين الأمريكية يوم الأربعاء، وبيانات أسعار المستهلكين يوم الخميس، للحصول على مزيد من المؤشرات حول مسار أسعار الفائدة. وتكتسب هذه البيانات أهمية قصوى لأنها تُعتبر مؤشرات رئيسية على التضخم، الذي يمثل أحد الاعتبارات الأساسية في قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي بشأن سياسته النقدية.

ويشير هان تان إلى أن أسعار الذهب قد “تلامس مستوى 3700 دولار هذا الأسبوع إذا أظهرت الأسواق مراجعات منخفضة بشكل كبير لبيانات الوظائف الأمريكية وطبعات أسعار المستهلكين منخفضة بشكل مذهل”. وتعتبر مستويات الـ 3700 دولار بمثابة علامة نفسية مهمة للمستثمرين، وإذا تم تجاوزها، فقد تشير إلى زخم صعودي قوي يدفع الأسعار إلى مستويات أعلى. ومع ذلك، تبقى الأسواق في انتظار أي إشارات واضحة قد تصدر عن اجتماع لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية القادم لتحديد مسارها بشكل نهائي.

في الختام، يواصل الذهب تألقه كأحد أفضل الأصول أداءً هذا العام، مدعوماً بمجموعة من العوامل التي تشمل ضعف الدولار، ومشتريات البنوك المركزية، والسياسات النقدية التيسيرية المتوقعة، وتزايد حالة عدم اليقين العالمية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى