أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

الأسهم الأمريكيةترتفع والسوق يتغلب على التوتر السياسي وسط ترقب أرباح إنفيديا

أغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية، بما في ذلك مؤشر ستاندرد آند بورز 500، على ارتفاع يوم الثلاثاء، في تحرك يعكس قدرة السوق على تجاوز الاضطرابات السياسية والتركيز على العوامل الاقتصادية الأساسية. وجاء هذا الصعود رغم قرار الرئيس دونالد ترامب غير المسبوق بإقالة حاكمة الاحتياطي الفيدرالي ليزا كوك، مع ترقب المستثمرين لنتائج أرباح عملاقة الرقائق إنفيديا.

تجاهل قرار ترامب والتركيز على أساسيات السوق

أظهرت الأسهم الأمريكية مرونة ملحوظة بعد أن تجاهل المستثمرون إلى حد كبير قرار ترامب المثير للجدل. فقد استقر مؤشر ستاندرد آند بورز 500 مرتفعاً بنسبة 0.41% عند 6465.94 نقطة، فيما أضاف مؤشر ناسداك المركب الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا 0.44% ليغلق عند 21544.27 نقطة. أما مؤشر داو جونز الصناعي، فقد ارتفع بمقدار 135.60 نقطة، أو 0.30%، ليغلق عند 45418.07 نقطة.

جاءت هذه الخطوة السياسية لترامب، والتي يصفها المحللون بأنها محاولة لتقويض استقلالية البنك المركزي، لتُضيف طبقة من عدم اليقين. وقد أعلنت محامية ليزا كوك أن الأخيرة تعتزم رفع دعوى قضائية للطعن في قرار إقالتها. ورغم أن الأعضاء غير المعينين من قبل ترامب ما زالوا يحتفظون بالأغلبية في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، فإن أي تحركات مستقبلية قد تعيد تشكيل توازنات القوى داخل البنك المركزي.

وتكمن المخاوف الأعمق في أن مثل هذه الخطوات قد تؤثر على ثقة المستثمرين في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، وهو مبدأ أساسي لضمان الاستقرار المالي. فكلما زاد التدخل السياسي في قرارات البنك المركزي، زادت احتمالية أن تصبح سياساته النقدية عرضة للمصالح قصيرة المدى بدلاً من التركيز على أهداف طويلة المدى مثل استقرار الأسعار والنمو الاقتصادي المستدام. هذا التوتر قد يترك آثاراً سلبية على المدى الطويل، حتى لو لم يتفاعل السوق معه بقوة في الأجل القصير.

تباين عوائد السندات وترقب إنفيديا

تأثرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بتحركات ترامب، حيث ارتفعت العوائد طويلة الأجل بينما انخفضت العوائد قصيرة الأجل. ويفسر الخبراء هذا التباين باعتقاد المستثمرين أن الاحتياطي الفيدرالي، تحت ضغوط سياسية، قد يكون أقل انتباهاً للتضخم على المدى الطويل. هذا الانخفاض في عوائد السندات قصيرة الأجل يعكس توقعات السوق بأن أسعار الفائدة قد تنخفض على المدى القريب، مما يمنح المستثمرين دفعة من الأمل في أن سياسة نقدية أكثر تيسيراً قد تكون في الأفق.

وفي هذا السياق، تبقى الأنظار متجهة نحو تقرير أرباح شركة إنفيديا المقرر صدوره يوم الأربعاء. حيث يرى المحللون أن هذا التقرير قد يعزز من مكانة أسهم التكنولوجيا العملاقة، والمعروفة بـ “الشركات السبع العظيمة”، بعد أن شهدت تراجعاً في الآونة الأخيرة. وعلق أنتوني ساغليمبيني، كبير استراتيجيي السوق في أميريبريس، على الأمر قائلاً: “الأمر كله يعتمد على التنفيذ. كيف ستتمكن إنفيديا من تحقيق وتنفيذ ما أعتقد أنها توقعات مرتفعة جداً في الوقت الحالي؟”.

تكتسب أرباح إنفيديا أهمية قصوى لأنها تُعتبر بمثابة مقياس رئيسي لصحة قطاع التكنولوجيا الذي يقود السوق، خاصة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي أثار اهتمام المستثمرين. فإذا كانت أرباح الشركة قوية، فإن ذلك سيعطي دفعة ثقة للسوق بأكمله، بينما أي خيبة أمل قد تؤدي إلى تراجع حاد في الأسهم التكنولوجية، مما قد يؤثر على أداء السوق بشكل عام.

نظرة مستقبلية وتأثير طويل الأمد

بينما يرى البعض أن الأسواق ستتجاوز أخبار كوك بسرعة، فإن المخاوف بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي لا تزال قائمة. وقد أشار آدم كريزافولي، مؤسس شركة فايتال نوليدج، إلى أن هذه الخطوة “تقوض استقلالية الاحتياطي الفيدرالي بشكل لا يمكن إنكاره، وهي عملية ذات عواقب سلبية على المدى الطويل”. هذا التآكل في الثقة قد يؤدي إلى زيادة تقلبات السوق على المدى الطويل حيث يصبح المستثمرون أكثر حساسية لأي أخبار سياسية قد تؤثر على قرارات السياسة النقدية.

وفي خضم هذه التطورات، يستمر المستثمرون في ترقب مؤشرات اقتصادية أخرى، بما في ذلك بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) وبيانات الوظائف. ومع إعلان ترامب أيضاً عن خطط لفرض رسوم جمركية جديدة على الواردات وتقييد صادرات الرقائق، يظل المشهد الاقتصادي مليئاً بالتحديات والعوامل التي قد تؤثر على مسار الأسهم الأمريكية.

وبشكل عام، يعكس الأداء الأخير للأسواق الأمريكية قدرتها على التركيز على العوامل الاقتصادية الكلية مثل أرباح الشركات وتوقعات أسعار الفائدة، بدلاً من الانجرار وراء التوترات السياسية. ومع ذلك، فإن تراكم هذه العوامل السياسية قد يضعف في نهاية المطاف قدرة البنك المركزي على اتخاذ قرارات مستقلة، مما قد يهدد الاستقرار على المدى الطويل. يظل السؤال الأهم هو ما إذا كان ترقب المستثمرين لأخبار إيجابية من إنفيديا والاحتياطي الفيدرالي سيستمر في دفع السوق للأمام، أم أن المخاوف الكامنة ستتغلب في نهاية المطاف.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى