أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع طفيفا في ظل آمال خفض الفائدة الأمريكية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الاثنين، متراجعة عن ذروة أسبوعين سجلتها مؤخرًا. هذا التراجع يأتي بشكل أساسي مدفوعًا بارتفاع طفيف في قيمة الدولار الأمريكي، مما جعل المعدن النفيس أقل جاذبية للمستثمرين خارج الولايات المتحدة. ومع ذلك، لا يزال الذهب يتمتع بدعم قوي من السوق، مدفوعًا بتوقعات متزايدة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيتبنى سياسة نقدية أكثر مرونة، وهو ما يُعرف بـ “السياسة التيسيرية” أو (Dovish Stance)، عبر خفض أسعار الفائدة في وقت قريب. هذه التوقعات جاءت بعد تصريحات رئيس البنك، جيروم باول، التي ألمح فيها إلى هذا الاحتمال الأسبوع الماضي.

العلاقة بين الدولار الأمريكي وأسعار الذهب

يُعرف الذهب تقليديًا بأنه ملاذ آمن، وتعتبر علاقته بالدولار الأمريكي علاقة عكسية في معظم الأحيان. عندما يرتفع مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قوة الدولار مقابل سلة من العملات العالمية، يميل الذهب إلى الانخفاض. والسبب في ذلك هو أن الذهب يُسعر بالدولار الأمريكي، وبالتالي فإن ارتفاع قيمة الدولار يزيد من تكلفة شراء الذهب للمستثمرين الذين يستخدمون عملات أخرى. وقد انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3,367.86 دولار للأونصة، وهو ما يعكس هذا الارتباط المباشر مع حركة الدولار.

من جانبه، تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي تسليم ديسمبر بنسبة 0.2% لتصل إلى 3,412.50 دولار، مما يشير إلى أن المستثمرين يراقبون عن كثب كل من حركة الدولار وتصريحات الفيدرالي الأمريكي. هذا التفاعل المعقد بين قوة الدولار وتوقعات السياسة النقدية يخلق حالة من التقلب في السوق، ولكن العديد من المحللين يرون أن الدعم الأساسي للذهب لا يزال قائمًا. فبحسب مات سيمبسون، كبير المحللين في City Index، فإن هناك “مستوى دعم جيدًا للذهب عند حوالي 3,350 دولارًا على المدى القريب”، وهو ما يشير إلى أن أي تراجع قد يكون محدودًا ومؤقتًا.

التلميحات المرنة للفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على أسواق المال

تنتظر الأسواق العالمية بفارغ الصبر قرار اجتماع الاحتياطي الفيدرالي القادم. وقد زادت التوقعات بخفض أسعار الفائدة بشكل كبير بعد تصريحات جيروم باول الأخيرة، والتي ألمح فيها إلى أن البنك قد يغير مساره من تشديد السياسة النقدية إلى التيسير. وعلى الرغم من تأكيده على أن التضخم لا يزال يمثل تهديدًا، إلا أنه أشار إلى أن المخاطر التي تواجه سوق العمل في ازدياد. هذه التصريحات تشير إلى أن الفيدرالي أصبح يولي اهتمامًا أكبر لدعم النمو الاقتصادي والحفاظ على استقرار سوق العمل، حتى لو كان ذلك على حساب سياسة التشدد لمكافحة التضخم.

ووفقًا لأداة FedWatch Tool التابعة لمجموعة CME، فإن الأسواق تُسعّر حاليًا احتمالًا بنسبة 87% لخفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة في اجتماع شهر سبتمبر. كما أن هناك توقعات بتخفيضات إجمالية تصل إلى 48 نقطة أساس بحلول نهاية العام، مما يعكس ثقة المستثمرين في أن البنك المركزي الأمريكي سيتحرك قريبًا نحو سياسة نقدية أكثر مرونة.

لماذا يستفيد الذهب من خفض أسعار الفائدة؟

الذهب لا يدر عائدًا للمستثمر مقارنة بالأصول المالية الأخرى مثل السندات التي تقدم فائدة. في بيئة أسعار الفائدة المرتفعة، يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسندات والأصول الأخرى ذات العائد المرتفع، مما يزيد من “تكلفة الفرصة البديلة” للاحتفاظ بالذهب غير المنتج للعائد. ولكن عندما تنخفض أسعار الفائدة، يصبح الذهب أكثر جاذبية، حيث تقل تكلفة الاحتفاظ به. هذه العلاقة العكسية بين الذهب وأسعار الفائدة هي أحد المحركات الرئيسية لحركة المعدن الأصفر في السوق.

وقد انعكس هذا التفاؤل على أداء أسواق الأسهم الآسيوية، التي ارتفعت بشكل جماعي يوم الاثنين، احتفالًا باحتمالية استئناف تخفيضات أسعار الفائدة الأمريكية. هذا التحرك يعكس شهية المستثمرين للمخاطرة في ظل توقعات ببيئة اقتصادية أكثر تيسيرًا.

في الختام، يترقب المستثمرون الآن صدور بيانات هامة أخرى مثل أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأمريكية يوم الجمعة، والتي تعتبر مقياسًا رئيسيًا للتضخم. من المتوقع أن تُظهر هذه البيانات ارتفاع التضخم الأساسي إلى 2.9%، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 2023. أي مفاجأة في هذه البيانات قد تؤثر بشكل كبير على قرارات الفيدرالي المستقبلية وبالتالي على أسعار الذهب.

أداء المعادن الثمينة الأخرى

تأثرت المعادن الثمينة الأخرى بحركة الذهب والظروف الاقتصادية العامة. فارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.3% إلى 38.94 دولار للأونصة. في المقابل، تراجعت أسعار البلاتين بنسبة 0.2% إلى 1,359.66 دولار، وظل البلاديوم ثابتًا عند 1,126.41 دولار. هذه الحركات المتنوعة تؤكد على أن كل معدن يتأثر بعوامل خاصة به بالإضافة إلى الاتجاهات العامة في السوق.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى