أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

الدولار الأمريكي يرتفع وسط محادثات سلام في أوكرانيا

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا يوم الاثنين، مدعومًا باستعدادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستضافة محادثات سلام في أوكرانيا، بالإضافة إلى تقليص المستثمرين لرهاناتهم على خفض وشيك في أسعار الفائدة قبل خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. يعكس هذا الأداء القوي مكانة الدولار الأمريكي كأصل آمن في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي، بالإضافة إلى الترقب الحذر للسياسة النقدية التي تؤثر بشكل مباشر على جاذبية العملة.

محادثات سلام أوكرانيا تدعم ثقة الأسواق

تستضيف واشنطن محادثات سلام مهمة بهدف إنهاء الحرب في أوكرانيا، وهي خطوة دبلوماسية يُنظر إليها على أنها عامل استقرار محتمل. ومن المتوقع أن يلتقي الرئيس ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إضافة إلى قادة بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا وفنلندا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

وتهدف هذه اللقاءات إلى إظهار التضامن مع أوكرانيا والضغط من أجل ضمانات أمنية قوية في أي تسوية للصراع. في أوقات الاضطراب الجيوسياسي، يميل المستثمرون العالميون إلى بيع الأصول التي تنطوي على مخاطر أعلى والتحول نحو الملاذات الآمنة، ويُعد الدولار الأمريكي أحد أبرز هذه الملاذات بفضل قوة الاقتصاد الأمريكي وثباته.

ترقب خطاب باول وتوقعات السياسة النقدية

يترقب المتداولون خطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في المؤتمر الاقتصادي السنوي في جاكسون هول بولاية وايومنغ، حيث غالبًا ما يستخدم رؤساء الفيدرالي هذا المنبر لتوضيح توجهات السياسة النقدية المستقبلية. يأمل المستثمرون في الحصول على أي مؤشرات جديدة حول احتمالية خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، خاصة وأن باول قد أعرب سابقًا عن تردده في خفض أسعار الفائدة بسبب مخاوف من أن سياسات الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب قد تؤدي إلى تضخم أعلى هذا الصيف.

بعد أن أظهرت بيانات تضخم أسعار المنتجين لشهر يوليو ارتفاعًا فاق التوقعات، وهي بيانات تُعد مؤشرًا مبكرًا على التضخم في أسعار المستهلكين، قلص المستثمرون رهاناتهم على خفض الفائدة في اجتماع الفيدرالي يومي 16 و17 سبتمبر. وبحسب عقود الفائدة على الأموال الفيدرالية، تراجعت احتمالية خفض الفائدة إلى 85%، بعد أن كانت الأسواق تُسعّر بشكل كامل تقريبًا هذه الخطوة الأسبوع الماضي.

تحليل لخبراء السوق

يشير لو برين، الخبير الاستراتيجي في DRW Trading بشيكاغو، إلى أن باول من غير المرجح أن يتخذ موقفًا نهائيًا قبل الاطلاع على بيانات شهر أغسطس، حيث يوازن الفيدرالي بين هدفه المزدوج المتمثل في استقرار الأسعار والوصول إلى أقصى حد من التوظيف.

لكن برين يضيف أن ضعف سوق العمل قد يمنح الفيدرالي مبررًا للتحرك. ويقول: “إذا ضعف سوق العمل، يمكنه التحرك بناءً على ذلك دون الحاجة إلى انتظار التضخم، وهذا هو المسار التاريخي للفيدرالي. إنهم يتحدثون بقوة عن التضخم، لكنهم يتفاعلون مع سوق العمل. وقد كانت أرقام الوظائف الأخيرة أضعف من المتوقع، كما أن المراجعات كانت أضعف، وهذا يجعل الأمر أكثر من مجرد تقرير واحد”.

أداء العملات الأخرى والعملات الرقمية

في مقابل ارتفاع الدولار الأمريكي، تراجع اليورو بنسبة 0.21% إلى 1.1673 دولار، متأثرًا بالضغوط الاقتصادية في منطقة اليورو. كما ارتفع الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني بنسبة 0.46% إلى 47.85 ين، فيما تراجع الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1% إلى 1.3538 دولار وسط مخاوف تتعلق بالنمو البريطاني.

أما في سوق العملات الرقمية، فقد انخفضت عملة البيتكوين بنسبة 1.66%، لتصل إلى 115,764 دولارًا، ما يعكس ميل المستثمرين إلى تجنب المخاطر وبيع الأصول المتقلبة مثل العملات الرقمية والتحول إلى الأصول الأكثر أمانًا مثل الدولار الأمريكي في ظل حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى