ارتفاع أسعار الذهب وسط توقعات بخفض الفائدة وتراجع الدولار

ارتفعت أسعار الذهب يوم الأربعاء، مدعومة بتزايد التوقعات بخفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي. وجاء هذا الارتفاع بعد بيانات تضخم معتدلة، بينما ساهم ضعف الدولار الأمريكي في تعزيز جاذبية المعدن النفيس لدى المشترين في الخارج.
وسجل سعر الذهب الفوري مكاسب بنسبة 0.3% ليصل إلى 3,354.77 دولار للأونصة الواحدة. وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي للتسليم في ديسمبر بنسبة 0.1% إلى 3,403.20 دولار. ويُظهر هذا الأداء المتزايد أن المستثمرين أصبحوا أكثر تفاؤلاً بشأن المسار المستقبلي لسياسات البنك المركزي وتأثيرها على الأصول غير المنتجة للعائد مثل الذهب.
العوامل الرئيسية وراء صعود أسعار الذهب
يرى المحللون أن عدة عوامل رئيسية ساهمت في ارتفاع أسعار الذهب في الفترة الأخيرة:
- توقعات خفض الفائدة: أشار جيوفاني ستاونوفو، محلل السلع في بنك UBS، إلى أن المشاركين في السوق بدأوا يناقشون إمكانية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع سبتمبر. وتأتي هذه التوقعات مدعومة بتصريحات وزيرة الخزانة الأمريكية “بيسينت” وبيانات اقتصادية أمريكية أضعف، مما يزيد من الضغط على البنك المركزي لتخفيف سياسته النقدية. ويُعد خفض الفائدة بـ 50 نقطة أساس (0.50%) خطوة قوية تُرسل إشارة واضحة إلى الأسواق بأن البنك المركزي مستعد لدعم النمو الاقتصادي، حتى لو كان ذلك على حساب سياسة نقدية متشددة. ويعتقد الخبراء أن الأسواق تضع في اعتبارها احتمالًا يزيد عن 90% لخفض الفائدة الشهر المقبل، مع توقع خفض إضافي واحد على الأقل قبل نهاية العام، مما يعزز من جاذبية الذهب كأصل استثماري.
- ضعف الدولار الأمريكي: يعد ضعف الدولار عاملًا حاسمًا في دعم أسعار الذهب. فعندما يتراجع مؤشر الدولار الأمريكي (.DXY)، تصبح حيازة الذهب المسعر بالعملة الخضراء أقل تكلفة للمشترين من حاملي العملات الأخرى، مما يزيد من الطلب عليه. وقد وصل مؤشر الدولار إلى أدنى مستوى له في أسبوعين، مما قدم دفعة إيجابية للمعدن الأصفر. وتُعتبر هذه العلاقة العكسية بين الدولار والذهب أحد المبادئ الأساسية في أسواق السلع، حيث يُنظر إلى الذهب كعملة بديلة.
- الذهب كأداة تحوط: يُنظر إلى الذهب تقليديًا على أنه ملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو الجيوسياسي. ويستفيد المعدن النفيس بشكل خاص من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول الأخرى التي تدر عائداً. وخلال فترات التضخم المعتدل أو الركود الاقتصادي المحتمل، يميل المستثمرون إلى تحويل جزء من محافظهم الاستثمارية من الأصول المتقلبة مثل الأسهم إلى الذهب، بهدف حماية رؤوس أموالهم من التآكل.
توقعات مستقبل أسعار الذهب
بينما يترقب المستثمرون البيانات الاقتصادية القادمة من الولايات المتحدة لتحديد مسار الاحتياطي الفيدرالي، أشار ستاونوفو إلى أن محادثات الزعماء الأوروبيين والأوكرانيين مع الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” قبل قمته مع نظيره الروسي “فلاديمير بوتين”، قد تثير بعض التقلبات قصيرة الأجل في السوق، لكنها لن تؤثر بشكل كبير على المدى الطويل. وأضاف أن أسعار الذهب على المدى القريب من المرجح أن تتحرك بشكل جانبي حتى تبدأ البيانات الاقتصادية الأمريكية الجديدة في دعم دورة أسرع لخفض الفائدة. ومن المتوقع أن تُظهر التقارير المقبلة حول التوظيف والناتج المحلي الإجمالي مزيدًا من الأدلة حول قوة الاقتصاد الأمريكي، مما سيؤثر بشكل مباشر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي.
وفي سياق آخر، أعلنت الولايات المتحدة والصين عن تمديد هدنة الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا أخرى، لتجنب فرض رسوم جمركية عالية على سلع كل منهما، وهو ما قد يخفف من المخاوف الاقتصادية العالمية.
أما بالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، فقد ارتفع سعر الفضة الفورية بنسبة 1.3% إلى 38.39 دولار للأونصة، وزاد البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1,346.05 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 1,133.72 دولار. وتأتي هذه الارتفاعات في أسعار المعادن الأخرى عادةً كدليل على معنويات السوق الإيجابية وتزايد الطلب الصناعي عليها، رغم أن محركات أسعارها تختلف قليلاً عن الذهب.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد