أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

تراجع الأسهم الأمريكية وسط ترقب بيانات التضخم الرئيسية

شهدت الأسهم الأمريكية تراجعًا ملحوظًا في تعاملات يوم الإثنين، في ظل حالة من الترقب والحذر التي سيطرت على المستثمرين قبيل صدور سلسلة من تقارير التضخم الحيوية في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وعلى الرغم من صدور تطور إيجابي بشأن الرسوم الجمركية، إلا أن الأجندة الاقتصادية المحلية ظلت هي المحرك الرئيسي لاتجاهات السوق. وقد أظهر هذا الانكماش المؤقت مدى حساسية السوق تجاه أي إشارات قد تؤثر على مسار السياسة النقدية للبنك المركزي، خاصة وأن الأسواق كانت قد شهدت ارتفاعات متتالية.

أغلق مؤشر داو جونز الصناعي منخفضًا بنحو 200.52 نقطة، أي بنسبة 0.45%، ليستقر عند 43,975.09 نقطة. كما انخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.25% ليغلق عند 6,373.45 نقطة، بينما تراجع مؤشر ناسداك المركب، الذي يضم شركات التكنولوجيا الكبرى، بنسبة 0.3% ليختتم جلسته عند 21,385.40 نقطة. ويعكس هذا التراجع حالة من “أخذ النفس” في سوق كان قد اقترب من مستويات قياسية تاريخية، مدفوعًا بتوقعات تخفيف السياسة النقدية.

بيانات التضخم المنتظرة: مؤشرات حاسمة لمستقبل الأسهم الأمريكية

تعتبر قراءات التضخم التي ستصدر هذا الأسبوع عقبة رئيسية أمام سوق الأسهم، الذي يقترب من مستويات قياسية. فتقرير مؤشر أسعار المستهلكين (CPI)، المقرر إصداره يوم الثلاثاء، ومؤشر أسعار المنتجين (PPI)، يوم الخميس، سيكون لهما دور حاسم في تشكيل توقعات السياسة النقدية، خاصة فيما يتعلق باجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر. قد تؤدي بيانات التضخم الأعلى من المتوقع إلى إعاقة تقدم السوق وتراجع ثقة المستثمرين.

وفقًا لتقديرات خبراء الاقتصاد من داو جونز، من المتوقع أن يُظهر مؤشر أسعار المستهلكين لشهر يوليو ارتفاعًا بنسبة 0.2% على أساس شهري و2.8% على أساس سنوي. أما مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، فيُتوقع أن يرتفع بنسبة 0.3% شهريًا و3.1% سنويًا، وهو ما يمثل زيادة من مستويات يونيو البالغة 0.2% و2.9% على التوالي. وتكمن أهمية “مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي” في كونه يعطي صورة أوضح عن الاتجاه الأساسي للتضخم، بعيدًا عن الصدمات اللحظية في أسعار السلع الأولية، وهو ما يجعله مقياساً يتابعه الاحتياطي الفيدرالي عن كثب.

إذا جاءت أرقام التضخم أعلى من هذه التوقعات، فإن ذلك قد يقلل من احتمالات خفض الفائدة، مما قد يسبب حالة من خيبة الأمل في الأسواق، بينما قد تعزز البيانات الأقل من التوقعات التفاؤل لدى المستثمرين.

توقعات الأسواق ومعضلة الاحتياطي الفيدرالي

تأتي هذه البيانات قبل اجتماع جاكسون هول السنوي للبنك المركزي في وايومنغ، والذي سيعقد في الفترة من 21 إلى 23 أغسطس، ومن شأنه أن يحدد نبرة اجتماع سبتمبر. ويعتبر هذا الملتقى السنوي بمثابة منصة يطلق من خلالها كبار مسؤولي البنوك المركزية إشارات حول توجهاتهم المستقبلية. وبينما تُسعِّر الأسواق حاليًا فرصة بنسبة 87% لخفض سعر الفائدة الشهر المقبل، حذر سام ستوفال، كبير استراتيجيي الاستثمار في CFRA Research، في مقابلة مع CNBC من أن المستثمرين قد يكونون متفائلين للغاية.

وصرح ستوفال قائلاً: “أشعر بقليل من القلق من أن السوق قد يصاب بخيبة أمل في النهاية. سيواجه بنك الاحتياطي الفيدرالي معضلة إذا ظل التضخم عنيدًا وكان المستهلكون لا يزالون على استعداد للإنفاق، عندها لا توجد حاجة لخفض أسعار الفائدة”. وتوضح هذه المعضلة التحدي الذي يواجهه البنك المركزي: فمن ناحية، قد يكون خفض الفائدة محفزًا للنمو الاقتصادي، ولكن من ناحية أخرى، قد يؤدي ذلك إلى زيادة الضغوط التضخمية في ظل اقتصاد قوي.

الرسوم الجمركية: تأجيل الأزمة لا حلها

لم يبدِ المستثمرون أي حماس يذكر يوم الإثنين بعد أن وقع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا يمدد الموعد النهائي للرسوم الجمركية على السلع الصينية لمدة 90 يومًا أخرى. ورغم أن هذا القرار منع تصعيدًا فوريًا للتوترات التجارية، إلا أنه لم يقدم حلاً طويل الأجل. وقد اعتبرت الأسواق هذه الخطوة بمثابة تأجيل للأزمة وليس حلها، مما يترك حالة من عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم. هذا التطور كان إيجابياً من حيث تجنب صدمة سلبية فورية، ولكنه لم يكن كافياً لإثارة موجة شراء في الأسواق التي تركز بشكل أكبر على البيانات الاقتصادية المحلية.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى