الدولار الأمريكي يتراجع رغم مكاسب محدودة مع ترقب الأسواق لتوجه سياسات الفيدرالي

شهد الدولار الأمريكي تحركات صعودية طفيفة خلال تعاملات يوم الجمعة، إلا أنه لا يزال يتجه نحو تكبد خسائر أسبوعية، وذلك في ظل التكهنات المتزايدة بشأن التوجه المستقبلي للاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي). وقد جاءت هذه التوقعات بعد اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمحافظ مؤقت في البنك، مما يعزز سيناريوهات التوجه “الحمائمي” الذي يميل إلى خفض أسعار الفائدة.
وتأثرت العملات الأخرى بهذه التطورات، حيث تراجع الين الياباني قليلاً أمام الدولار الأمريكي، الذي ارتفع أيضًا بنسبة 0.25% مقابل اليورو وبنسبة 0.29% مقابل الفرنك السويسري.
توقعات بخفض الفائدة تضغط على الدولار
في هذا الأسبوع، انخفض مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.6% مقابل سلة من العملات الرئيسية، متأثرًا بالمخاوف بشأن تباطؤ زخم الاقتصاد الأمريكي، خاصة في سوق العمل. وقد غذت هذه المخاوف آمال المستثمرين في أن يتجه الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة، وهو ما يضع ضغطًا هبوطيًا على قيمة العملة.
وتركز الأسواق حاليًا على ترشيح ترامب لرئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، ستيفن ميران، ليشغل مقعدًا شاغرًا في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي بشكل مؤقت. ويأتي هذا التعيين بعد استقالة المحافظة أدريانا كوجلر المفاجئة.
يقول مايكل براون، كبير استراتيجيي الأبحاث في شركة “بيبرستون”، إن هذا التعيين “يعزز ما نعرفه بالفعل، وهو أننا ننظر الآن إلى فيدرالي أكثر سياسية وأقل استقلالية”. وأضاف أن هذه الأنباء ستساهم في توقعاته طويلة الأجل بتراجع الدولار الأمريكي، مؤكدًا أن الأسواق تتوقع أن يكون ميران “حمائميًا للغاية ويدفع باتجاه خفض كبير لأسعار الفائدة”.
استقلالية البنك الفيدرالي تحت المجهر
على الرغم من قلق المستثمرين بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، خاصة بعد الانتقادات المتكررة من ترامب لرئيسه الحالي جيروم باول، يرى بعض المحللين أن تأثير تعيين ميران قد لا يكون كبيرًا. وتقول رايسة راشد، استراتيجية الأسواق العالمية في “جي بي مورجان لإدارة الأصول”، إنها لا تزال مقتنعة بأن “استقلالية البنك المركزي ستبقى في مكانها”. وتتوقع أن يركز البنك على البيانات الاقتصادية المقبلة والصحة العامة للاقتصاد الأمريكي.
وقد أثرت هجمات ترامب على باول واحتمال اختيار رئيس جديد يميل إلى خفض الفائدة على أداء الدولار الأمريكي هذا الأسبوع. وتشير تقارير إلى أن محافظ الفيدرالي كريستوفر والر، الذي صوت لصالح خفض الفائدة في الاجتماع الأخير، قد يكون مرشحًا بارزًا لرئاسة البنك.
وتتحول الأنظار الآن إلى بيانات التضخم الأمريكية الأسبوع المقبل، حيث يتوقع الاقتصاديون أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي على أساس شهري في يوليو، وهو ما قد يقدم دلائل على تأثير التعريفات الجمركية على الأسعار ويشكل مسار سياسة الفيدرالي.
ويُسعِّر المتداولون حاليًا فرصة بنسبة 93% لخفض سعر الفائدة في سبتمبر، مع توقعات بحد أدنى لخفضين في سعر الفائدة بحلول نهاية العام.
توقعات لمسار الدولار
بشكل عام، واجه الدولار الأمريكي صعوبات هذا العام وانخفض بنسبة 9.5% مقابل سلة العملات الرئيسية، حيث اتجه المستثمرون للبحث عن بدائل وسط مخاوف من السياسات التجارية المتقلبة لترامب. ويتوقع المحللون أن يظل الدولار الأمريكي تحت الضغط، ولكن من غير المرجح أن يكون التراجع حادًا.
وفي تطور آخر، بلغ الجنيه الإسترليني أعلى مستوى له في أسبوعين بعد أن خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة في تصويت كان متقاربًا، مما يدل على عدم وجود قناعة قوية بضرورة التيسير النقدي.
اقرأ أيضا…