الدولار الأمريكي يرتفع وسط ترشيحات جديدة لقيادة الاحتياطي الفيدرالي

شهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا ملحوظًا اليوم بعد تقرير من وكالة بلومبرج نيوز أفاد بأن محافظ الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، يبرز كمرشح رئيسي لتولي منصب رئيس البنك المركزي ضمن فريق الرئيس دونالد ترامب. يأتي هذا الارتفاع في ظل انتقادات سابقة من ترامب للرئيس الحالي جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في شهر مايو، معتبراً إياه بطيئًا في خفض أسعار الفائدة. هذه الديناميكيات السياسية أثارت مخاوف بين بعض المستثمرين من أن الرئيس الجديد قد يكون أقل استقلالية عن الإدارة، مما قد يؤدي إلى قرارات تخدم الأجندة السياسية أكثر من المبادئ الاقتصادية الصرفة. ومع ذلك، فإن ترشيح والر تحديداً، يحمل في طياته رسائل مطمئنة للأسواق.
من هو كريستوفر والر وماذا يعني ترشيحه؟
يُحظى والر باحترام كبير في الأسواق المالية ودوائر البنوك المركزية، حيث يُنظر إليه كصوت ذي مصداقية وخبرة واسعة. على الرغم من أن البعض يصفه بأنه يميل نحو التيسير النقدي، إلا أنه يوازن هذا الميل بوضوح الرؤية والتحليل القوي. في هذا الصدد، يرى كارل شاموتا، كبير استراتيجيي السوق في شركة كورباي، أن والر يُعرف بميله نحو التيسير النقدي، ولكنه يتمتع في الوقت نفسه بالمصداقية التي يمكن أن تحافظ على استقرار عوائد السندات طويلة الأجل وتدعم تدفقات الأموال إلى الدولار الأمريكي. هذه المصداقية أمر حيوي، إذ أنها تضمن ثقة المستثمرين في القرارات المستقبلية للبنك المركزي، مما يجعل الدولار الأمريكي وجهة جذابة للاستثمار حتى في ظل سياسات قد تكون أقل تشدداً.
ويذكر أن ترامب قد أشار في وقت سابق إلى أن قائمته النهائية لرئاسة الاحتياطي الفيدرالي تشمل أربعة أشخاص، منهم مستشاره الاقتصادي كيفن هاسيت، والمحافظ السابق كيفن وورث، بالإضافة إلى شخصين آخرين يعتقد أن أحدهما هو والر. كما أعلن ترامب أنه سيعين مرشحاً خلال يومين أو ثلاثة لشغل منصب شاغر في مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي بعد استقالة أدريانا كوجلر، مما يعكس الأهمية التي يوليها لتشكيل المجلس بما يتماشى مع رؤيته الاقتصادية.
أداء العملات الرئيسية وتأثير فروق أسعار الفائدة
على صعيد الأداء في السوق، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة العملة مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.25% ليصل إلى 98.43 نقطة. هذا الارتفاع لم يأتِ من فراغ، بل كان مدفوعًا بشكل أساسي بضعف اليورو والفرنك السويسري.
في المقابل، شهد الجنيه الإسترليني ارتفاعًا مفاجئًا بعد أن صوت عدد أكبر من المتوقع من صانعي السياسة في بنك إنجلترا على إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير، رغم أن البنك المركزي البريطاني خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس كما كان متوقعًا. هذا القرار المثير للجدل أشار إلى أن دورة خفض الفائدة قد تقترب من نهايتها بشكل أسرع مما كان يتوقعه السوق، مما دعم الجنيه الإسترليني ودفعه للارتفاع بنسبة 0.33% مقابل الدولار الأمريكي. هذا يؤكد على أن فروق أسعار الفائدة المتوقعة بين البنوك المركزية العالمية هي المحرك الرئيسي لتحركات العملات في الوقت الراهن.
في الوقت نفسه، تراجع اليورو بنسبة 0.36% مقابل الدولار الأمريكي ليصل إلى 1.1617. كان اليورو قد شهد ارتفاعًا في وقت سابق من اليوم بفضل التفاؤل بشأن محادثات سلام محتملة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ولكن سرعان ما تراجع بفعل القلق من التباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو وتأثير فروق أسعار الفائدة. وتتوقع المحللة سارة يينج، رئيسة استراتيجية العملات الأجنبية في سي آي بي سي كابيتال ماركتس، أن تستمر البنوك المركزية في لعب دور أكبر في توجيه الأسواق، وأن فروق أسعار الفائدة ستكون العامل الأهم في الفترة المقبلة.
بيانات اقتصادية أمريكية واستقرار سوق العمل
أظهرت البيانات الاقتصادية الأمريكية اليوم ارتفاعًا طفيفًا في عدد طلبات إعانة البطالة الجديدة الأسبوع الماضي، ما يشير إلى استقرار سوق العمل بشكل عام، حتى مع تراجع وتيرة خلق الوظائف. هذه البيانات التي جاءت أفضل من التوقعات، عززت من رهانات المتداولين على أن الاحتياطي الفيدرالي، حتى مع ترشيح رئيس جديد، سيلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر، وذلك بهدف دعم النمو الاقتصادي دون إثارة التضخم.
كما شهد الفرنك السويسري تراجعاً مقابل الدولار الأمريكي بنسبة 0.22%، بعد عودة الرئيسة كارين كيلر-سوتر من واشنطن دون التوصل لاتفاق لتجنب فرض تعريفة بنسبة 39% على الصادرات السويسرية إلى الولايات المتحدة. هذا التطور السياسي والاقتصادي يبرز أهمية التجارة الدولية في تحديد قيمة العملات، حيث أن التهديد بفرض رسوم جمركية يؤثر مباشرة على الثقة في الاقتصاد المحلي. وفي عالم العملات المشفرة، ارتفعت عملة البيتكوين بنسبة 1.20% لتصل إلى 116,507 دولار، مما يشير إلى استمرار اهتمام المستثمرين بالأصول البديلة في ظل حالة عدم اليقين في الأسواق التقليدية.
اقرأ أيضا…
تعليق واحد