أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب ترتفع مدفوعة بالتوترات التجارية وتوقعات خفض الفائدة

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا يوم الخميس، مدفوعة بتصاعد التوترات التجارية العالمية بعد دخول التعريفات الجمركية الجديدة التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حيز التنفيذ. هذا التصعيد عزز من جاذبية المعدن الأصفر كـ “ملاذ آمن” للمستثمرين في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي. ويُعد الذهب تقليديًا أداة تحوط ضد المخاطر الجيوسياسية والتضخم وتقلبات العملات، مما يجعله وجهة مفضلة للمستثمرين الباحثين عن استقرار في ظل بيئة اقتصادية مضطربة.

وصل سعر الذهب الفوري إلى 3383.49 دولارًا للأوقية، محققًا مكاسب بنسبة 0.4%، بينما ارتفعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.6% لتصل إلى 3453.30 دولارًا. وتُظهر هذه الأرقام قوة الطلب على الذهب في ظل الأوضاع الراهنة، مع اقتراب السعر من مستوى نفسي مهم قد يفتح الباب أمام المزيد من المكاسب.

التوترات التجارية تحفز الطلب على الملاذات الآمنة

اعتبر محللون أن التهديدات المتواصلة من الرئيس الأمريكي بفرض تعريفات جمركية جديدة على شركاء تجاريين متعددين هي السبب الرئيسي وراء تحول المستثمرين نحو الذهب. وفي هذا الصدد، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade، إن “ترامب يطلق تهديدات متكررة بشأن التعريفات الجمركية، مما يبقي الذهب في دائرة اهتمام المستثمرين كأداة دفاعية”. وأضاف ووترر أن الذهب “يتحرك نحو عتبة 3400 دولار النفسية، مع استمرار حالة عدم الاستقرار التي تخلقها تصريحات الرئيس الأمريكي”.

وتأتي هذه التحركات بعد أن دخلت تعريفات جمركية أمريكية تتراوح بين 10% و50% على عشرات الشركاء التجاريين حيز التنفيذ، في خطوة تهدف إلى تقليص العجز التجاري الأمريكي. وقد أثار هذا الإجراء مخاوف من تعطيل سلاسل التوريد العالمية وزيادة معدلات التضخم، مما قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي. هذه المخاوف تدفع المستثمرين للبحث عن أصول لا ترتبط بشكل مباشر بأداء الأسهم والسندات، مما يزيد من جاذبية الذهب كملاذ آمن. كما أن التوتر المستمر يمنع المستثمرين من المخاطرة في الأسواق التقليدية، مما يعزز الطلب على الأصول التي تحافظ على قيمتها.

التلميحات بخفض الفائدة تعزز جاذبية الذهب

إلى جانب التوترات التجارية، عززت البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة الأخيرة من زخم صعود أسعار الذهب. فقد أظهرت بيانات الوظائف الأمريكية ضعفًا غير متوقع الأسبوع الماضي، مما أدى إلى زيادة التوقعات بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي قد يلجأ إلى خفض أسعار الفائدة في سبتمبر.

وتُشير أداة FedWatch التابعة لمجموعة CME إلى أن المتداولين يراهنون الآن بنسبة 93% على خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل. وتُعد بيئة أسعار الفائدة المنخفضة عادةً بيئة مواتية لأسعار الذهب، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالأصل الذي لا يدر عائدًا. ففي بيئة الفائدة المرتفعة، يفضل المستثمرون الاحتفاظ بأصول مدرة للدخل مثل السندات، ولكن عندما تنخفض الفائدة، يصبح الذهب أكثر جاذبية لأنه يحتفظ بقيمته بشكل أفضل من الأصول الأخرى التي تدر عائدًا منخفضًا. وقد أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في مينيابوليس، نيل كاشكاري، إلى أن البنك قد يحتاج إلى خفض أسعار الفائدة في المدى القريب استجابة لتباطؤ الاقتصاد الأمريكي.

نظرة على المعادن الثمينة الأخرى

لم يكن الذهب هو المستفيد الوحيد من هذه التطورات. فقد ارتفعت أسعار الذهب ومعها أسعار المعادن الثمينة الأخرى، حيث صعدت الفضة بنسبة 0.6% إلى 38.07 دولارًا للأوقية، وارتفع البلاتين بنسبة 0.5% إلى 1340.85 دولار، بينما حقق البلاديوم قفزة قوية بنسبة 2.4% ليصل إلى 1158.80 دولار.

يُظهر هذا الارتفاع الجماعي أن المستثمرين يتجهون بشكل عام نحو الأصول الآمنة في مواجهة حالة عدم اليقين التي تسيطر على الأسواق المالية العالمية. كما أن هذه المعادن تتأثر بعوامل أخرى مثل استخداماتها الصناعية، ولكن في أوقات التوترات الاقتصادية، تتشارك غالبًا في نفس ديناميكية الطلب على الملاذات الآمنة، مما يعزز من قيمتها بشكل جماعي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى