أسعار الذهب تتجه نحو الخسارة الأسبوعية الثالثة وسط عوامل اقتصادية متداخلة

تتجه أسعار الذهب لتسجيل خسارة أسبوعية ثالثة على التوالي، وذلك بسبب عوامل اقتصادية رئيسية تعمل مجتمعة على تقويض جاذبيته كملاذ آمن. يسجل سعر الذهب اليوم حوالي دولار أمريكي للأوقية، مع تغير بسيط بنسبة % لليوم. يواجه الذهب ضغطًا من قوة الدولار الأمريكي وتراجع التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي، وهي العوامل التي تشكل حاليًا القوة الدافعة الرئيسية في السوق.
حيث وصل مؤشر الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 29 مايو، وهو ما يعزز من قيمته مقابل العملات الأخرى. توضح العلاقة العكسية التقليدية بين الذهب والدولار أن قوة الدولار تجعل شراء الذهب أكثر تكلفة بالنسبة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب العالمي عليه ويدفع أسعاره للهبوط. وعلى النقيض، عندما يضعف الدولار، يصبح الذهب أرخص وأكثر جاذبية للمشترين الدوليين. أوضح هان تان، كبير محللي السوق في Nemo.Money، أن أسعار الذهب تتأثر بشكل كبير بتراجع احتمالات تخفيض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي لعام 2025.
سياسة الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على أسعار الفائدة
حافظ الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على أسعار الفائدة عند مستوى %- %. هذا القرار، الذي كان متوقعاً، يقلل من احتمالية خفض سعر الفائدة في سبتمبر، مما يعزز من جاذبية الدولار. يُعتبر الذهب أصلاً لا يُدر عائداً، على عكس السندات أو الودائع المصرفية التي ترتفع عوائدها مع زيادة أسعار الفائدة. وبالتالي، عندما تظل أسعار الفائدة مرتفعة، يميل المستثمرون إلى تفضيل الأصول ذات العائد بدلاً من الذهب، مما يضع ضغطاً سلبياً على سعره.
على الجانب الآخر، فإن أي مؤشرات على أن الفيدرالي قد يضطر إلى خفض أسعار الفائدة في المستقبل القريب، سواء بسبب تباطؤ اقتصادي أو زيادة في معدلات البطالة، يمكن أن تعزز من جاذبية الذهب كملاذ آمن.
التعريفات الجمركية الأمريكية وتأثيرها على التضخم
فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية على صادرات من عدة دول، بما في ذلك كندا، البرازيل، الهند، وتايوان. هذه السياسات الحمائية غالباً ما تخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق العالمية، وهو ما يوفر دعماً للذهب. يعتبر الذهب أداة تحوط تقليدية ضد المخاطر الاقتصادية والسياسية، حيث يلجأ إليه المستثمرون لحماية ثرواتهم في أوقات التوتر.
يقول تان إن المعدن الثمين يحصل على بعض الدعم من حالة عدم اليقين التي تسببها التعريفات حول تأثيرها على النمو الاقتصادي العالمي. وقد زادت معدلات التضخم في الولايات المتحدة في شهر يونيو، وذلك بعد أن بدأت التعريفات الجمركية على الواردات برفع تكلفة بعض السلع الأساسية. هذا الارتفاع في التضخم يقلل من القوة الشرائية للعملة، مما يجعل الذهب ملاذاً آمناً للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على قيمة أموالهم.
التركيز على بيانات الوظائف الأمريكية ودورها المحوري
يتحول تركيز المستثمرين الآن إلى بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية (Non-Farm Payrolls) المقرر صدورها اليوم الجمعة. يُعد هذا التقرير من أهم المؤشرات على صحة الاقتصاد الأمريكي، وتترقب الأسواق نتائجه بشغف لأنه يؤثر بشكل مباشر على قرارات الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية.
يُتوقع أن يكون نمو الوظائف في يوليو قد تباطأ بشكل كبير، مع توقعات بارتفاع معدل البطالة إلى %. إذا جاءت البيانات أسوأ من المتوقع، فقد يُنظر إليها كدليل على تباطؤ الاقتصاد، مما يزيد من احتمالية قيام الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في المستقبل، وهو سيناريو إيجابي للذهب. وعلى العكس، إذا جاءت البيانات أقوى من المتوقع، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط السلبي على الذهب.
الطلب على الذهب والمعادن الثمينة الأخرى
تحسن الطلب على الذهب المادي في الأسواق الآسيوية هذا الأسبوع، وخاصة في دول مثل الهند والصين. يعود هذا التحسن إلى أن تراجع الأسعار جذب بعض المشترين الذين يرون في هذه المستويات فرصة مواتية للاستثمار. ومع ذلك، أبقى التقلب في الأسعار بعض المشترين حذرين.
أما عن المعادن الثمينة الأخرى، فقد انخفضت أسعار الفضة والبلاتين والبلاديوم. وتتجه هذه المعادن الثلاثة لتسجيل خسائر أسبوعية، حيث غالباً ما تتحرك أسعارها بالتوازي مع الذهب. ومع ذلك، فإن لكل منها عواملها الخاصة التي تؤثر على قيمتها، مثل الطلب الصناعي عليها، والذي قد يجعلها أكثر تقلباً في بعض الأحيان.
اقرأ أيضا…