أخبار الأسواقأخبار الدولار الأمريكيفوركس

الدولار الأمريكي يرتفع بعد بيانات الناتج المحلي الإجمالي القوية

ارتفع الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية يوم الأربعاء، مدفوعاً ببيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي التي فاقت التوقعات بشكل كبير. هذا التقدم يعكس ثقة المستثمرين المتزايدة في قوة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على تجاوز التحديات، بينما يترقبون أيضًا بفارغ الصبر نتائج اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي سيعقد في وقت لاحق من اليوم. يُنظر إلى قرار الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة على أنه مؤشر حاسم للاتجاه المستقبلي للسياسة النقدية وتأثيرها على الأسواق العالمية.

نمو الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي يدعم الدولار

أظهرت الأرقام الرسمية أن الاقتصاد الأمريكي نما بنسبة 3% في الربع الثاني، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى نمو بنسبة 2.4% فقط، وذلك بناءً على استطلاع أجرته وكالة رويترز لخبراء الاقتصاد.

هذا الانتعاش القوي في النمو الاقتصادي، بعد فترة من التباطؤ، يشير إلى مرونة الاقتصاد الأمريكي وقدرته على التعافي، مدعوما على الأرجح بزيادة الإنفاق الاستهلاكي والاستثمار التجاري. هذا الأداء القوي يعزز موقف الدولار كعملة ملاذ آمن وجاذبة للاستثمار، حيث يميل المستثمرون إلى البحث عن الأصول المقومة بالدولار في أوقات عدم اليقين الاقتصادي أو عندما تظهر الاقتصادات الأخرى علامات ضعف.

وعلق ستيف إنجلاندر، رئيس أبحاث العملات الأجنبية العالمية في ستاندرد تشارترد بنيويورك، على بيانات الناتج المحلي الإجمالي قائلاً: “أعتقد أن الناس يبالغون في قراءة أرقام الناتج المحلي الإجمالي. لا يجب أن يعتقد أحد في الأسواق أن الناتج المحلي الإجمالي كان ضعيفًا في الربع الأول وقويًا في الربع الثاني، رغم أن المحركات الرئيسية كانت المخزونات وصافي الصادرات.”

ويشير إنجلاندر إلى أن النمو القوي في الربع الثاني قد يكون مدفوعًا بعوامل مؤقتة مثل تراكم المخزونات، حيث تقوم الشركات بزيادة مخزونها تحسبًا لزيادة الطلب المستقبلي، وزيادة صافي الصادرات، مما قد لا يعكس نموًا أساسيًا مستدامًا في الإنفاق الاستهلاكي أو الاستثمار الثابت. وأضاف: “سأجمع الربعين معًا. متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي كان حوالي 1.5% لكل ربع. هذا ليس ركودًا، لكنه نمو متوسط.”

استقلالية الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات أسعار الفائدة

من المتوقع على نطاق واسع أن يبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعه الحالي. يأتي هذا القرار المتوقع على الرغم من الدعوات المتكررة من الرئيس دونالد ترامب لخفض أسعار الفائدة بهدف تحفيز النمو الاقتصادي بشكل أكبر.

وينظر إلى هذا الموقف من جانب الاحتياطي الفيدرالي على أنه إشارة إلى استقلاليته في اتخاذ القرارات النقدية، وتركيزه على تحقيق أهدافه المزدوجة المتمثلة في استقرار الأسعار والتوظيف الكامل، بدلاً من الاستجابة للضغوط السياسية قصيرة الأجل. استقرار أسعار الفائدة يبعث برسالة طمأنة للأسواق بأن الفيدرالي لا يرى حاجة ملحة لتغيير مساره، مما قد يساهم في تقليل التقلبات وتعزيز الثقة في التوقعات الاقتصادية.

تراجع اليورو ومؤشر الدولار الأمريكي

في المقابل، تراجع اليورو مقابل الدولار  الأمريكي بشكل ملحوظ بعد صدور بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي القوية، حيث انخفض اليورو بنسبة 0.65% ليصل إلى 1.1471 دولار، مسجلاً بذلك التراجع الخامس على التوالي، ويعد هذا أدنى مستوى له منذ 23 يونيو.

هذا التراجع المستمر يعكس ضعف اليورو النسبي في مواجهة قوة الدولار، وقد يشير إلى مخاوف أوسع بشأن آفاق النمو في منطقة اليورو أو سياسة البنك المركزي الأوروبي، ويتجه اليورو أيضًا لتسجيل أول انخفاض شهري له في عام 2025، وهو تحول كبير بعد فترة من الأداء القوي. جاء هذا الانخفاض الحاد بعد رد فعل قوي من الأسواق على اتفاق تجاري جديد بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا الأسبوع، والذي أثار مخاوف بشأن تأثيره على الميزان التجاري لمنطقة اليورو، حيث قد يؤدي إلى زيادة الواردات الأمريكية وتقليل الطلب على الصادرات الأوروبية.

وارتفع مؤشر الدولار الأمريكي، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بشكل ملحوظ بعد تقرير الناتج المحلي الإجمالي. صعد المؤشر بنسبة 0.56% ليصل إلى 99.442، مسجلا بذلك أعلى مستوى له منذ 20 مايو.

هذا الأداء القوي يضع المؤشر على مسار تسجيل أول شهر من المكاسب هذا العام، مما يشير إلى تحول إيجابي في معنويات السوق تجاه الدولار بعد فترة من التقلبات وعدم اليقين. ارتفاع مؤشر الدولار يجعل الواردات الأمريكية أرخص، بينما يجعل الصادرات الأمريكية أكثر تكلفة، مما قد يؤثر على الشركات الأمريكية التي تعتمد على الأسواق الخارجية.

ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية

في سوق السندات، ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية بشكل عام قبل صدور أخبار الاحتياطي الفيدرالي، مما يعكس توقعات السوق لسياسة نقدية أكثر تشددًا أو على الأقل عدم تخفيفها. ارتفع عائد سندات السنتين، الذي يتحرك عادة بشكل وثيق مع توقعات أسعار الفائدة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، بمقدار 2.7 نقطة أساس ليصل إلى 3.902%. هذا الارتفاع في العوائد يشير إلى أن المستثمرين يتوقعون بقاء أسعار الفائدة مرتفعة أو ارتفاعها في المستقبل القريب، مما يزيد من تكلفة الاقتراض للحكومة والشركات والأفراد على حد سواء.

أداء الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى

في ختام التداولات، كان الدولار الأمريكي أقوى بنسبة 0.28% مقابل الين، ليصل إلى 148.88، مسجلاً بذلك أعلى مستوى له في أسبوعين. هذا يشير إلى أن المستثمرين يفضلون الدولار على الين، ربما بسبب فروق العائد بين السندات الأمريكية واليابانية. كما ارتفع الدولار مقابل الفرنك السويسري بنسبة 0.65% ليصل إلى 0.811 فرنك، مسجلاً أعلى مستوى له منذ 24 يونيو. هذه المكاسب للدولار مقابل عملات رئيسية أخرى تؤكد على قوته الحالية في ظل التطورات الاقتصادية والسياسية العالمية، وتوقعات السوق الإيجابية تجاه الاقتصاد الأمريكي وسياسة الفيدرالي.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى