الأسهم الأمريكية تُغلق دون تغيير يذكر: اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي لا يُشعل شرارة الارتفاع

يوليو 28, 2025آخر تحديث: يوليو 28, 2025

1 118 3 دقائق

أنهى مؤشر S&P 500 تداولات يوم الاثنين دون تغيير يذكر، حيث تجاهل المتداولون اتفاقًا تجاريًا أُعلن عنه بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. جاء هذا الأداء الهادئ قبيل أسبوع حافل بالمحفزات السوقية، أبرزها قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وتقرير الوظائف الأمريكي المرتقب.

الأسهم الأمريكية في حالة ترقب: أرقام قياسية دون حماس

أضاف مؤشر S&P 500 نسبة 0.02% ليُغلق عند 6,389.77 نقطة، مسجلاً إغلاقًا قياسيًا جديدًا هو الحادي عشر له هذا العام. ورغم وصول المؤشر إلى رقم قياسي جديد بعد وقت قصير من افتتاح الجلسة، إلا أن حماس المتداولين للاتفاق مع الاتحاد الأوروبي كان فاتراً، حيث ارتفع المؤشر 0.2% فقط عند أعلى نقطة له خلال الجلسة.

في المقابل، تراجع مؤشر داو جونز الصناعي 64.36 نقطة، أو 0.14%، ليُغلق عند 44,837.56 نقطة. بينما أضاف مؤشر ناسداك المركب 0.33% ليستقر عند 21,178.58 نقطة. وسجل المؤشر الثقيل بأسهم التكنولوجيا رقماً قياسياً جديداً يوم الاثنين.

أرباح الشركات الكبرى وقرار الفيدرالي يُسيطران على الاهتمام

يُستعد المستثمرون لأسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية وأخبار الشركات. يُعد هذا الأسبوع الأكثر ازدحامًا في موسم الأرباح حتى الآن، حيث ستُعلن أكثر من 150 شركة من مكونات مؤشر S&P 500 عن نتائجها الفصلية. وتشمل هذه الشركات أسماء “السبع العظيمة” (Magnificent Seven) مثل ميتا بلاتفورمز ومايكروسوفت يوم الأربعاء، تليها أمازون وآبل يوم الخميس. سيُركز المستثمرون على تعليقات الشركات بشأن الإنفاق على الذكاء الاصطناعي للحصول على توجيه حول ما إذا كانت الاستثمارات الكبيرة في “الهايب سكيلرز” (Hyperscalers) هذا العام مبررة.

بالإضافة إلى ذلك، سيعقد الاحتياطي الفيدرالي اجتماعه الذي يستمر يومين، ليُختتم يوم الأربعاء. وعلى الرغم من أن البنك المركزي يُتوقع أن يُبقي سعر الفائدة الرئيسي قصير الأجل عند نطاقه الحالي البالغ 4.25% إلى 4.5%، إلا أن المتداولين سيبحثون عن أي إشارات حول احتمال خفض سعر الفائدة في اجتماع سبتمبر.

التفاؤل التجاري: اتفاق أمريكي-أوروبي وغموض التعريفات

أعلن الرئيس دونالد ترامب يوم الأحد أن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي لخفض التعريفات الجمركية إلى 15%، وهو نصف المعدل الذي كان قد هدد به سابقًا (30%) على معظم السلع المستوردة من أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة. هذه الخطوة تُشير إلى تخفيف كبير في التوترات التجارية، وتُقلل من مخاطر الحرب التجارية الشاملة.

ومع ذلك، قال ترامب يوم الاثنين إن “التعريفة الأساسية العالمية” للدول التي لم تُعيد التفاوض مع الولايات المتحدة ستتراوح على الأرجح بين 15% إلى 20%. هذا يُبقي على بعض الغموض بشأن سياسة التعريفات الأوسع نطاقاً، وقد يكون أحد أسباب رد فعل السوق الفاتر على الاتفاق الأوروبي.

تقرير الوظائف المرتقب ومؤشرات الاقتصاد الأخرى

يُنتظر صدور تقرير الوظائف الأمريكي الرئيسي لشهر يوليو يوم الجمعة، والذي سيُقدم رؤى حول صحة الاقتصاد. يُتوقع أن يُظهر التقرير إضافة الاقتصاد لـ 102 ألف وظيفة في يوليو، بانخفاض عن 147 ألف وظيفة في يونيو. ويصادف يوم الجمعة أيضًا الموعد النهائي الذي حدده الرئيس دونالد ترامب للشركاء التجاريين لبدء دفع التعريفات الجمركية.

وقد علق دانيال سكيلي، المدير الإداري في Morgan Stanley Wealth Management، قائلاً: “مع دفع السوق نحو مستويات قياسية جديدة وانخفاض التقلبات إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير، يُعدّ التراخي في الحذر والرغبة في مطاردة السوق من أكبر التحديات التي يواجهها المستثمرون”. وأضاف: “على الرغم من التطورات الإيجابية الأخيرة على الجبهة التجارية، لا يزال التأثير الكامل للتعريفات الجمركية محل تساؤل”.

كما تتضمن البيانات الاقتصادية الأخرى المقرر صدورها هذا الأسبوع مسح فرص العمل ودوران العمالة (JOLTS) يوم الثلاثاء، وتقرير ADP لرواتب القطاع الخاص يوم الأربعاء، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية يوم الخميس.

وعلق جاي وودز، كبير الاستراتيجيين العالميين في Freedom Capital Markets، قائلاً: “هذا الأسبوع هو حلم يراود المتداولين ويخشونه في الوقت نفسه. هناك الكثير من المغامرات للاختيار من بينها”. وتساءل: “ما هو العنوان الأكبر الذي سيظهر بين قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والمؤتمر الصحفي لرئيس الفيدرالي؟”.

في النهاية يُظهر مؤشر S&P 500 استقرارًا نسبيًا وإغلاقًا قياسيًا جديدًا، مما يُشير إلى تفاؤل حذر في الأسهم الأمريكية مدفوعًا بتوقعات أرباح الشركات القوية. ومع ذلك، فإن رد فعل السوق الفاتر على اتفاق التجارة الأمريكية-الأوروبي، إلى جانب الغموض المستمر حول سياسة التعريفات الجمركية الأوسع، يُبقي على حالة من الترقب. ستكون الأرباح القادمة من عمالقة التكنولوجيا وقرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة وتقرير الوظائف الأمريكي هي المحركات الرئيسية لاتجاه الأسهم الأمريكية في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…