أسعار الذهب ترتفع بدعم من ضعف الدولار وترقب تطورات التجارة الأمريكية

عززت أسعار الذهب من مكاسبها يوم الاثنين، مدعومة بتراجع قيمة الدولار الأمريكي. يأتي هذا الارتفاع بينما يترقب المستثمرون توضيحات بشأن التطورات التجارية قبيل حلول الموعد النهائي لفرض التعريفات الأمريكية في 1 أغسطس.
الذهب يتماسك: الأرقام ومؤشرات السوق
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3,364.50 دولار للأونصة. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.4% لتسجل 3,371.80 دولار. وقد سجل الذهب ارتفاعا بنسبة 5.4% حتى الآن هذا الربع.
تراجع مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.2% مقابل سلة من العملات الرئيسية الأخرى، مما يجعل الذهب المقوم بالدولار أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى. هذا الضعف في الدولار يُعد عاملاً رئيسياً يدعم أسعار الذهب.
وعلق جيوفاني ستونوف، محلل السلع في UBS، قائلاً: “الدعم المتواضع [للذهب]… يأتي من ضعف الدولار الأمريكي. ومع اقتراب الموعد النهائي للتعريفات في 1 أغسطس، سينصب تركيز السوق على ما إذا كانت ستُعلن صفقات تجارية، أو ستُطبق التعريفات”.
تطورات التجارة الأمريكية: ترقب حذر لـ1 أغسطس
يُعد الموعد النهائي في 1 أغسطس لفرض التعريفات الأمريكية محور اهتمام المستثمرين. فقد صرح وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك يوم الأحد بأنه “واثق” من قدرة الولايات المتحدة على تأمين اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، شدد على أن 1 أغسطس هو موعد نهائي ثابت لدخول التعريفات حيز التنفيذ.
تُعتبر هذه التوترات التجارية عاملا داعما لأسعار الذهب، الذي يُنظر إليه غالباً كملاذ آمن خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي.
توقعات الفيدرالي الأمريكي: بيانات قوية ومخاوف التضخم
تُشير توقعات التضخم المرتفعة والبيانات الاقتصادية القوية إلى أن التوقعات حول عدد تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي هذا العام ما زالت تحت الضغط. ومع ذلك، قال محللو ANZ في مذكرة، إنه على الرغم من ذلك، فإن استراتيجية “الشراء عند الانخفاضات” تظل قائمة، مما يحمي الذهب من مخاطر الهبوط.
يُذكر أن محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والار قد كرر الأسبوع الماضي اعتقاده بأن البنك المركزي الأمريكي يجب أن يخفض أسعار الفائدة الأسبوع المقبل. هذا يُقدم بعض الدعم لآمال خفض الفائدة، والذي يُفيد الذهب الذي لا يُدر عائداً.
يُعقد الاجتماع القادم للجنة السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي يومي 29-30 يوليو، عقب قرارها بالإبقاء على أسعار الفائدة ثابتة الشهر الماضي. ستكون قرارات هذا الاجتماع محل اهتمام كبير من قبل المستثمرين.
طلب الذهب في الصين: تراجع ملحوظ
في سياق منفصل، أظهرت بيانات أن واردات الصين، أكبر مستهلك للذهب، من الذهب تراجعت للشهر الثاني على التوالي في يونيو. كما انخفضت واردات الصين من البلاتين بنسبة 6.1% مقارنة بالشهر السابق. هذا التراجع في الطلب من الصين قد يُشكل رياحًا معاكسة لأسعار الذهب والبلاتين.
المعادن الثمينة الأخرى: ارتفاعات ملحوظة
في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، ارتفعت الفضة الفورية بنسبة 0.7% لتصل إلى 38.43 دولار للأونصة. كما صعد البلاتين بنسبة 1.8% ليصل إلى 1447.75 دولار، وارتفع البلاديوم بنسبة 2.5% ليبلغ 1271.10 دولار. هذه الارتفاعات تُشير إلى طلب عام على المعادن الثمينة في ظل المشهد الاقتصادي والسياسي الحالي.
في النهاية يتماسك الذهب اليوم مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي، بينما يترقب المستثمرون عن كثب تطورات المفاوضات التجارية الأمريكية قبيل الموعد النهائي لتعريفات ترامب في 1 أغسطس. ورغم أن توقعات خفض الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي تُقدم دعمًا، إلا أن تراجع الطلب على الذهب من الصين يُشكل ضغطاً. ستبقى أنظار المستثمرين مُعلّقة على أي تطورات تجارية، والتي ستُحدد بشكل كبير مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا…