أسعار النفط تستقر: قلق الحرب التجارية يطغى على علامات تحسن الطلب الصيني

شهدت أسعار النفط استقرارًا يوم الأربعاء، حيث طغت حالة الحذر لدى المستثمرين بشأن التأثير الاقتصادي الأوسع للتعريفات الأمريكية على دلائل تحسن استهلاك الصين للنفط الخام. تذبذبت الأسعار في نطاق ضيق، مع تنافس مؤشرات الطلب المستقر خلال صيف النصف الشمالي من الكرة الأرضية مع المخاوف من أن تُبطئ التعريفات الجمركية الأمريكية على الشركاء التجاريين النمو الاقتصادي واستهلاك الوقود.
النفط يتأرجح: الأرقام ومؤشرات السوق
تراجعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 17 سنتًا، أو 0.3%، لتصل إلى 68.54 دولار للبرميل. كما انخفض خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 11 سنتًا، أو 0.2%، ليبلغ 66.41 دولار.
سياسات ترامب التجارية وتهديدات جديدة تثير قلق الاقتصاد العالمي
يُواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسته التجارية العدوانية. فقد هدد يوم الأربعاء بفرض تعريفة بنسبة 30% على الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من 1 أغسطس. وقد وصف مسؤولون أوروبيون هذا المستوى من التعريفات بأنه “غير مقبول” وأنه سيُنهي التجارة الطبيعية بين اثنين من أكبر الأسواق في العالم.
وتستعد المفوضية الأوروبية لاستهداف سلع أمريكية بقيمة 72 مليار يورو (84.1 مليار دولار) لفرض تعريفات جمركية محتملة إذا فشلت المحادثات مع واشنطن في التوصل إلى اتفاق تجاري.
وفي سياق منفصل، صرح ترامب يوم الاثنين أن الولايات المتحدة ستفرض “تعريفات شديدة جدًا” على روسيا في غضون 50 يومًا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا. وعلق تاماس فارغا، محلل النفط في PVM، قائلاً: “فشلت الضربة الأمريكية الأخيرة تجاه روسيا في إعادة إشعال مخاوف الاضطراب المستمر في الإمدادات، ونتيجة لذلك، استمر النفط في الانخفاض أمس”.
هذه التعريفات تُثير خطر تباطؤ النمو الاقتصادي، مما قد يُقلل من الطلب العالمي على الوقود ويدفع أسعار النفط للأسفل.
الطلب الصيني وبصيص أمل يُحد من الخسائر
في المقابل، حدّدت توقعات تحسن الطلب من الصين من خسائر أسعار النفط. يُشير التجار والمحللون إلى أن المصافي الصينية المملوكة للدولة تُكثف الإنتاج بعد إكمال أعمال الصيانة، وذلك لتلبية الطلب المرتفع على الوقود في الربع الثالث وإعادة بناء مخزونات الديزل والبنزين التي تُعاني من انخفاض تاريخي.
بالإضافة إلى ذلك، توقع التقرير الشهري لمنظمة أوبك يوم الثلاثاء أن الاقتصاد العالمي سيُحقق أداءً أفضل في النصف الثاني من العام، مما يُعزز من آفاق الطلب على النفط. وقد أشار التقرير إلى أن أداء البرازيل والصين والهند يتجاوز التوقعات، بينما تُتعافى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من العام الماضي.
مخزونات النفط الأمريكية وارتفاع مفاجئ يضيف ضغطا
على صعيد آخر، أظهرت بيانات من مصادر السوق أن مخزونات النفط الخام والمنتجات المقطرة والبنزين في الولايات المتحدة ارتفعت الأسبوع الماضي، وذلك وفقًا لأرقام معهد البترول الأمريكي (API) يوم الثلاثاء. فقد ارتفعت مخزونات الخام بواقع 839 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 11 يوليو، بينما ارتفعت مخزونات البنزين والمقطرات بواقع 1.93 مليون و828 ألف برميل على التوالي. هذا الارتفاع المفاجئ في المخزونات يُشير إلى ضعف محتمل في الطلب، ويُضيف ضغطًا هبوطيًا على الأسعار.
في النهاية تستقر أسعار النفط يوم الأربعاء، في ظل توازن دقيق بين المخاوف المستمرة من تداعيات حرب التعريفات التجارية التي يشنها الرئيس ترامب، والتي قد تُبطئ النمو الاقتصادي، وبين علامات تحسن الطلب من الصين. ومع أن زيادة المخزونات الأمريكية تُشير إلى ضعف محتمل في الطلب، فإن استقرار الطلب على السفر يُقدم بعض الدعم. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتطورات السياسة التجارية العالمية، والتي ستُحدد بشكل كبير مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا…