أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تستقر مع مهلة ترامب لروسيا

شهدت أسعار النفط استقرارا طفيفا يوم الثلاثاء، مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مهلة مدتها 50 يوما لروسيا لإنهاء الحرب في أوكرانيا وتجنب العقوبات، مما خفف من مخاوف الإمدادات الفورية. يأتي هذا الاستقرار في الأسعار في ظل بيانات تُشير إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني، مما يُبقي السوق في حالة من الترقب الحذر.

النفط يتماسك: الأرقام ومؤشرات السوق

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3 سنتات فقط، لتصل إلى 69.24 دولارًا للبرميل. بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي 7 سنتات، لتصل إلى 66.90 دولار للبرميل.

وكانت أسعار النفط قد ارتفعت في وقت سابق من اليوم بفضل احتمال فرض عقوبات على روسيا، لكنها سرعان ما تخلت عن مكاسبها مع إعلان مهلة الـ 50 يومًا، مما أثار آمالاً في إمكانية تجنب هذه العقوبات.

ترامب وروسيا: مهلة 50 يوماً تهدئ المخاوف الفورية

تُعد تصريحات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة بشأن روسيا هي المحرك الرئيسي لسلوك السوق اليوم. فقد صرح ترامب يوم الأحد بأنه سيرسل صواريخ باتريوت للدفاع الجوي إلى أوكرانيا. ويُنتظر منه أن يُدلي بـ”بيان رئيسي” حول روسيا، بعد أن عبّر عن إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب عدم إحراز تقدم في إنهاء الحرب في أوكرانيا.

وعلق جيوفاني ستونوف، محلل السلع في UBS، قائلا: “كان التركيز على دونالد ترامب. كان هناك بعض الخوف من أنه قد يستهدف روسيا بعقوبات فورية، والآن منح مهلة 50 يومًا”. وأضاف: “تلك المخاوف بشأن ضيق وشيك إضافي في السوق قد تبددت. تلك هي القصة الرئيسية”.

تداعيات العقوبات المحتملة والتعريفات الجمركية

إذا مضى ترامب قدما في خطته وتم تطبيق العقوبات المقترحة، “فإن ذلك سيُغير بشكل جذري آفاق سوق النفط”، حسبما ذكر محللو ING في مذكرة يوم الثلاثاء. وأشاروا إلى أن “الصين والهند وتركيا هي أكبر مشتري النفط الخام الروسي. سيتعين عليهم الموازنة بين فوائد شراء النفط الروسي بأسعار مخفضة والتكلفة التي ستترتب على صادراتهم إلى الولايات المتحدة”.

وبالإضافة إلى ذلك، أعلن ترامب يوم الاثنين عن أسلحة جديدة لأوكرانيا، وصرح يوم السبت بأنه سيفرض تعريفة بنسبة 30% على معظم الواردات من الاتحاد الأوروبي والمكسيك اعتبارًا من 1 أغسطس، مُضيفًا تحذيرات مماثلة لدول أخرى. تزيد التعريفات الجمركية من خطر تباطؤ النمو الاقتصادي، مما قد يُقلل من الطلب العالمي على الوقود ويدفع أسعار النفط للأسفل.

الاقتصاد الصيني يتباطأ: تأثير مباشر على السلع

أظهرت البيانات الصادرة يوم الثلاثاء تباطؤ الاقتصاد الصيني في الربع الثاني. وتستعد الأسواق لنصف عام أضعف مع فقدان الصادرات زخمها، واستمرار تراجع الأسعار، وبقاء ثقة المستهلك منخفضة. تُعد الصين أكبر مستورد للنفط في العالم، وأي تباطؤ في اقتصادها يُؤثر بشكل مباشر على الطلب العالمي على الخام.

وعلق توني سيكامور، محلل IG، قائلاً إن النمو الاقتصادي في الصين جاء أعلى من التوقعات، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى الدعم المالي القوي وتقديم الإنتاج والصادرات لتجاوز التعريفات الأمريكية. وأضاف: “بيانات الصين الفاترة اليوم لها تداعيات مباشرة على السلع بما في ذلك خام الحديد والنفط الخام”.

توقعات الطلب العالمي: تفاؤل من أوبك

في المقابل، صرح الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، وفقًا لتقرير إعلامي روسي، بأن الطلب العالمي على النفط سيظل “قويًا جدًا” خلال الربع الثالث، مما يُبقي السوق متوازنة في المدى القريب. هذه التوقعات الإيجابية للطلب يمكن أن تُقدم دعماً لأسعار النفط على المدى القصير.

في النهاية تستقر أسعار النفط اليوم، في ظل توازن دقيق بين مهلة الـ 50 يومًا التي منحها ترامب لروسيا، والتي خففت من مخاوف الإمدادات الفورية، وبين التحديات التي يواجهها الاقتصاد الصيني والتهديدات المستمرة للتعريفات الجمركية. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتطورات السياسة الأمريكية تجاه روسيا، ومؤشرات الطلب من الصين، والتي ستُحدد بشكل كبير مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى