أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط تستقر: قرار “أوبك+” برفع الإنتاج وتجدد التوترات التجارية الأمريكية يُسيطران على معنويات السوق

تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء، بعد أن كانت قد ارتفعت بنحو 2% في الجلسة السابقة. يأتي هذا التراجع مع تقييم المستثمرين لآخر التطورات المتعلقة بالتعريفات الجمركية الأمريكية، بالإضافة إلى إعلان تحالف “أوبك+” عن زيادة في الإنتاج لأغسطس تفوق التوقعات، مما يُلقي بظلاله على السوق.

النفط يتراجع: الأرقام ومؤشرات السوق

انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 12 سنتًا، أو حوالي 0.2%، لتصل إلى 69.46 دولار للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 25 سنتا، أو حوالي 0.4%، ليبلغ 67.68 دولار للبرميل.

كان كلا الخامين قد بلغا أعلى مستوياتهما في أسبوع واحد يوم الأربعاء الماضي، بعد أن علقت إيران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما أثار مخاوف من احتمال تحول النزاع المستمر حول برنامجها النووي إلى صراع مسلح. كما دعم اتفاق تجاري أولي بين الولايات المتحدة وفيتنام الأسعار في وقت سابق.

سياسات ترامب التجارية: تهديدات جديدة تلوح في الأفق

بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين بإخطار الشركاء التجاريين بفرض تعريفات أمريكية أعلى بشكل حاد ستبدأ في الأول من أغسطس. وعلى الرغم من أنه قال لاحقًا إن هذا الموعد النهائي ليس “ثابتًا 100%”، إلا أن هذا التهديد أثار حالة من عدم اليقين في السوق، ومخاوف من تأثير سلبي محتمل على الاقتصاد العالمي والطلب على النفط.

“أوبك+”: زيادة أكبر من المتوقع في الإنتاج تضغط على الأسعار

يعد قرار مجموعة “أوبك+” عاملاً رئيسياً يضغط على السوق. فقد اتفقت 8 دول في تحالف “أوبك+” يوم السبت الماضي على زيادة إنتاج النفط بمقدار 548 ألف برميل يومياً في أغسطس المقبل، وهو رقم أعلى من الزيادات التي كانت مقررة في الأشهر الثلاثة السابقة (411 ألف برميل يومياً). وإذا تمت الموافقة، فإن هذا سيُعيد ما يقرب من 80% من تخفيضات الإنتاج الطوعية التي تبلغ 2.2 مليون برميل يومياً التي بدأت بها المجموعة منذ عام 2023.

وعلق دانييل هاينز، كبير استراتيجيي السلع في ANZ، قائلاً: “المخاوف بشأن استمرار تحالف أوبك+ في تسريع وتيرة زيادات الإنتاج تُلقي بظلالها على السوق”. ويتوقع محللو كومرتس بنك أن ينخفض سعر خام برنت إلى 65 دولارًا للبرميل في أشهر الخريف بسبب الفائض المحتمل في المعروض.

سوق النفط: عوامل متضاربة تحرك الأسعار

على الرغم من الضغوط الناجمة عن زيادة إنتاج “أوبك+” والتعريفات الجمركية، لا تزال هناك عوامل تدعم السوق. فقد أشار جانيف شاه، محلل Rystad، إلى أن “ضيق” سوق المشتقات النفطية المتوسطة (مثل الديزل) وهجمات الحوثيين المستمرة على سفن الشحن، تُقدم دعماً لأسعار النفط.

وأظهرت بيانات لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأمريكية (CFTC) يوم الاثنين أن مديري الأموال قد رفعوا صافي مراكزهم الطويلة في عقود النفط الخام الآجلة والخيارات في الأسبوع المنتهي في 1 يوليو. يُشير هذا إلى اتجاه صعودي في المعنويات، خاصة مع اقتراب فترة ذروة الطلب الصيفي في الولايات المتحدة.

ومع ذلك، حذر محللو HSBC في مذكرة من أنه بمجرد انخفاض الطلب على النفط موسمياً، فإن زيادة صادرات أوبك+ ستضرب السوق، مما يزيد من مخاطر انخفاض الأسعار. وتُشير توقعات وكالة الطاقة الدولية (IEA) إلى أن نمو الطلب العالمي على النفط سينخفض في عامي 2025 و2026، مع تباطؤ في نمو الطلب الصيني بشكل خاص.

في النهاية تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء مع تقييم المستثمرين لتداعيات التعريفات الأمريكية الجديدة وقرار “أوبك+” بزيادة الإنتاج بأكثر من المتوقع في أغسطس. بينما تُقدم بعض العوامل مثل ضيق سوق المشتقات النفطية والهجمات على السفن دعماً، فإن المخاوف من تباطؤ الطلب العالمي وزيادة المعروض تُلقي بظلالها على الأسعار. ستبقى أنظار المستثمرين متجهة إلى تطورات السياسة التجارية العالمية، وتأثيرها على ديناميكيات العرض والطلب في سوق النفط.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى