أخبار الأسواقاخبار اقتصاديةأخبار الدولار الأمريكي

بيانات التوظيف الأمريكية تتجاوز التوقعات في يونيو: الاقتصاد يضيف 147 ألف وظيفة ومعدل البطالة يهبط إلى 4.1%

أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي يوم الخميس أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة جاء أفضل من المتوقع في يونيو، حيث أظهر سوق العمل مرونة مفاجئة، وذلك رغم دعوات الرئيس دونالد ترامب المتكررة لخفض أسعار الفائدة. تُقدم هذه بيانات التوظيف الأمريكية صورة مختلطة للاقتصاد، لكنها تُشير إلى استمرارية القوة في سوق العمل.

نمو قوي في الوظائف وتراجع في معدل البطالة

زادت الرواتب غير الزراعية المعدلة موسميًا بمقدار 147 ألف وظيفة خلال شهر يونيو، وهو رقم أعلى من التقديرات البالغة 110 آلاف وظيفة. كما جاء هذا العدد أعلى بقليل من الرقم المعدل تصاعديًا لشهر مايو، والذي بلغ 144 ألف وظيفة. وشهد إجمالي وظائف أبريل أيضًا تعديلاً صعوديًا طفيفًا، ليصبح الآن 158 ألف وظيفة بعد زيادة قدرها 11 ألف وظيفة.

وانخفض معدل البطالة إلى 4.1%، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير الماضي، وذلك على عكس التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع طفيف إلى 4.3%. كما تراجع المعدل الأكثر شمولاً للبطالة، والذي يتضمن العمال المحبطين وأولئك الذين يعملون بدوام جزئي لأسباب اقتصادية، إلى 7.7%.

ومع أن معدلات البطالة انخفضت، إلا أن ذلك يعود إلى حد كبير إلى تراجع عدد الذين يعملون أو يبحثون عن عمل. فقد انخفض معدل المشاركة في القوى العاملة إلى 62.3%، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2022، بسبب زيادة قدرها 329 ألف شخص ممن لم يُحسبوا ضمن القوى العاملة. وأظهر مسح الأسر، الذي يُستخدم لحساب معدل البطالة، مكسبًا أصغر بلغ 93 ألف وظيفة فقط.

مكاسب قوية في الأجور وقطاعات رئيسية تقود النمو

إلى جانب المكاسب القوية في الرواتب وتراجع معدل البطالة، ارتفع متوسط الأجور بالساعة بنسبة 0.2% خلال الشهر، وبنسبة 3.7% مقارنة بالعام الماضي. وانخفض متوسط أسبوع العمل بشكل طفيف إلى 34.2 ساعة.

سجل التوظيف الحكومي مكسبًا كبيرًا، متصدرًا جميع الفئات بزيادة قدرها 73 ألف وظيفة، وذلك بفضل الزيادات القوية في التوظيف على مستوى الولاية والمستوى المحلي، وخاصة في الوظائف المتعلقة بالتعليم. وفي المقابل، خسر الحكومة الفيدرالية 7 آلاف وظيفة، حيث لا تزال تشعر بتأثير التخفيضات من وزارة الكفاءة الحكومية التي يقودها إيلون ماسك.

بالإضافة إلى ذلك، ظل قطاع الرعاية الصحية قويًا مرة أخرى، حيث أضاف 39 ألف وظيفة، بينما ساهم قطاع المساعدة الاجتماعية بـ 19 ألف وظيفة.

الأسواق تتفاعل وتصعيد من ترامب ضد الفيدرالي

حافظت العقود الآجلة لسوق الأسهم على إيجابيتها بعد صدور التقرير، بينما ارتفعت عوائد سندات الخزانة بشكل حاد.

يأتي هذا التقرير في ظل تركيز مكثف على توجهات الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، حيث تظهر مؤشرات متزايدة على تباطؤ سوق العمل، بينما أظهرت تعريفات ترامب الجمركية تأثيرًا محدودًا على التضخم حتى الآن.

وقد طالب ترامب مرارًا الاحتياطي الفيدرالي بخفض سعر الفائدة الرئيسي، الذي أبقاه ثابتًا في نطاق 4.25%-4.5% منذ ديسمبر. وقد صعد الرئيس يوم الأربعاء من ضغوطه، قائلاً في منشور على “تروث سوشيال” إن رئيس الفيدرالي جيروم باول “يجب أن يستقيل فورًا”.

من جانبه، حافظ باول على لهجة حذرة بشأن السياسة. ففي ظهور له يوم الثلاثاء، قال رئيس البنك المركزي إنه بينما كل اجتماع مطروح على الطاولة لبحث خفض أسعار الفائدة، فإن قوة الاقتصاد الأمريكي تُتيح الوقت لتقييم البيانات الواردة قبل اتخاذ أي قرارات.

في النهاية تُشير بيانات التوظيف الأمريكية لشهر يونيو إلى سوق عمل مرن لكنه يُظهر علامات تباطؤ في بعض الجوانب، مع مكاسب في الوظائف تفوق التوقعات وانخفاض في معدل البطالة. هذا التقرير يُعقد مهمة الاحتياطي الفيدرالي، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة من الرئيس ترامب لخفض أسعار الفائدة، ولكنه يفضل نهج الانتظار والترقب لتقييم التأثيرات الكاملة للتعريفات الجمركية على التضخم. ستبقى الأنظار مُعلّقة على كيفية تطور هذه العوامل، والتي ستحدد مسار السياسة النقدية الأمريكية في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى