أسعار النفط تتراجع لأدنى مستوى في أسبوعين بعد موافقة إسرائيل على اقتراح ترامب لوقف إطلاق النار

شهدت أسعار النفط تراجعًا كبيرًا، لتسجل أدنى مستوى لها في أسبوعين يوم الثلاثاء، وذلك بعد أن وافقت إسرائيل على اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار مع إيران. هذا التطور خفف من المخاوف بشأن اضطرابات الإمدادات في الشرق الأوسط، مما أدى إلى عمليات بيع واسعة في أسواق الخام.
النفط يتراجع عن مكاسبه: الأرقام ومؤشرات السوق
انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 2.48 دولار، أو 3.5%، لتصل إلى 69 دولارًا للبرميل. كما تراجع خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 2.37 دولار، أي 3.5% أيضا، ليبلغ 66.14 دولار.
وكان كلا العقدين قد فقدا ما يصل إلى 5% من قيمتهما في التعاملات المبكرة بعد إعلان ترامب عن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. يُذكر أن عقود النفط كانت قد استقرت على تراجع بأكثر من 7% في الجلسة السابقة، بعد أن ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر في أعقاب الهجمات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط: تفاؤل حذر وشكوك مستمرة
جاء الإعلان عن وقف إطلاق النار ليخفف من حدة التوتر في الأسواق. فقد ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في بيان نشره مكتبه يوم الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على اقتراح ترامب لوقف إطلاق النار مع إيران بعد أن حققت هدفها المتمثل في إزالة التهديد النووي والصاروخي الباليستي الإيراني.
وعلقت باركليز في مذكرة، قائلة: “تراجعت أسعار النفط بشكل حاد، حيث فشلت الضربات الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية في إشعال صراع أوسع كان من الممكن أن يشكل تهديداً للإمدادات الإقليمية”. وصرح ترامب بأن وقف إطلاق نار “شاملاً وكاملاً” سيدخل حيز التنفيذ بهدف إنهاء الصراع الإسرائيلي-الإيراني.
ومع ذلك، لا تزال الشكوك قائمة حول مدى صمود وقف إطلاق النار. فقد ذكرت إسرائيل أنها أمرت جيشها بضرب طهران ردًا على ما وصفته بإطلاق صهران صواريخ من قبل إيران. وقد نفت إيران أنها انتهكت وقف إطلاق النار، مما يُبقي على حالة من التوتر والغموض.
مضيق هرمز: نقطة اختناق حيوية تحت المراقبة
لقد أدت الحرب التي استمرت 12 يوماً إلى تقلبات عالية في أسعار النفط، حيث تداول خام برنت في نطاق 10 دولارات يوم الاثنين، وهو أوسع نطاق له منذ يوليو 2022. وقد ركز التدخل الأمريكي المباشر في الحرب أيضاً أنظار المستثمرين على مضيق هرمز، وهو ممر مائي ضيق وحيوي بين إيران وعمان، يتدفق عبره ما بين 18 و 19 مليون برميل يومياً من النفط الخام والوقود، وهو ما يمثل ما يقرب من خُمس الاستهلاك العالمي.
وعلق أولي فالباي، محلل SEB، قائلاً: “لقد تلاشت علاوة المخاطر الجيوسياسية، لكن التوترات بين إسرائيل وإيران لا تزال بلا حل – وخطر الأخطاء والتصعيد المتجدد لا يزال قائمًا”.
ختاما تراجعت أسعار النفط يوم الثلاثاء لتصل إلى أدنى مستوى لها في أسبوعين، وذلك بفضل الإعلان عن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، مما قلل من المخاوف الفورية بشأن اضطراب الإمدادات. ومع ذلك، فإن الشكوك حول صمود وقف إطلاق النار والتصريحات المتضاربة من الجانبين تُبقي السوق في حالة من الحذر. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتطورات الوضع في الشرق الأوسط، خاصة أي مؤشرات على تجدد التصعيد أو تأثير على تدفقات النفط عبر مضيق هرمز الحيوي.
اقرأ أيضا…