أسعار البيتكوين تتراجع دون 100 ألف دولار مع تصاعد التوترات الأمريكية-الإيرانية

شهد سوق العملات الرقمية تراجعًا حادًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وذلك في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية. تسبب هذا التصعيد في انخفاض أسعار البيتكوين لفترة وجيزة إلى ما دون 100 ألف دولار للمرة الأولى منذ أكثر من ستة أسابيع، مما أثار موجة واسعة من تصفية المراكز المالية.
البيتكوين يتراجع والإيثيريوم يتبعه: أرقام التصفية المقلقة
يوم الاثنين، كانت أسعار البيتكوين قد انتعشت بشكل طفيف لتصل إلى 101,484 دولار، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها خلال اليوم عند 98,467 دولار. وتتبع الإيثيريوم مسار مشابها، حيث تداول عند 2,247 دولار بعد أن وصل إلى قاع 2,134 دولار.
هذه الصدمة الجيوسياسية هزت ثقة المستثمرين، مما أدى إلى عمليات تصفية واسعة النطاق. ووفقا لبيانات CoinGlass، تمت تصفية مراكز أكثر من 180 ألف متداول خلال الـ 24 ساعة الماضية، بإجمالي خسائر بلغ 627.52 مليون دولار، جاء معظمها من مراكز الشراء المفتوحة ذات الرافعة المالية المفرطة.
السلوك “المتحفظ” للمستثمرين وتهديد مضيق هرمز
أشار مراقبو السوق إلى تزايد السلوك “المتحفظ” أو “الهروب من المخاطرة” (Risk-Off Behavior)، حيث دعا البرلمان الإيراني إلى إغلاق مضيق هرمز، وهو ممر حيوي لشحن النفط. وقد تحمل قطاع العملات الرقمية، وخاصة العملات البديلة (Altcoins)، العبء الأكبر من عمليات البيع هذه.
وعلق المؤسس المشارك لشركة BitMEX، آرثر هايز، في منشور على منصة X قائلا: “هل تسمعون ذلك؟… إنه صوت طابعات الأموال تستعد لأداء واجبها الوطني. هذا الضعف سيمر وستثبت البيتكوين مكانتها كملاذ آمن”. تُشير هذه النظرة إلى أن ضخ السيولة من قبل البنوك المركزية قد يدعم أسعار البيتكوين مستقبلا.
البيتكوين بين تفاؤل طويل الأجل وعدم يقين قصير الأجل
وفي سياق التعليق على الوضع الحالي، قال جيمس توليدانو، كبير مسؤولي العمليات في Unity Wallet، وهي شركة تقدم خدمات حفظ العملات الرقمية، في مذكرة بحثية الأسبوع الماضي: “الجمود الحالي يعكس سوقًا عالقًا بين معنويات صعودية طويلة الأجل وعدم يقين اقتصادي وجيوسياسي قصير الأجل”.
وأضاف توليدانو أن العملة الرقمية يمكن أن تتأرجح بين 94 ألف دولار و114 ألف دولار، مع تقييم المتداولين لعوامل مثل التعريفات الجمركية الأمريكية، وقرارات السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، والتطورات التنظيمية. تُبرز هذه التوقعات المتباينة حالة عدم الاستقرار التي قد تستمر في التأثير على أسعار البيتكوين في المدى القريب.
ختاما تراجعت أسعار البيتكوين دون 100 ألف دولار بسبب تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، مما أدى إلى عمليات تصفية واسعة النطاق في سوق العملات الرقمية. ورغم الارتداد الطفيف، فإن المخاوف الجيوسياسية ومناشدة إيران لإغلاق مضيق هرمز تُبقي السوق في حالة من عدم اليقين. ستتأرجح أسعار البيتكوين في الفترة المقبلة تحت تأثير العوامل الاقتصادية الكلية والجيوسياسية، مع ترقب المتداولين لأي مؤشرات على تهدئة التوترات أو تغيرات في السياسات النقدية.
اقرأ أيضا…