أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط ترتفع وسط تقلبات حادة والمستثمرون يقيمون تدخل الولايات المتحدة في الصراع الإيراني

شهدت أسعار النفط ارتفاعًا يوم الاثنين في جلسة تداول متقلبة، وذلك في أعقاب قرار الولايات المتحدة نهاية الأسبوع بالانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. يترقب المستثمرون المخاطر المحتملة لاضطرابات إمدادات النفط نتيجة لتصاعد هذا الصراع في الشرق الأوسط.

النفط يتأرجح: الأرقام ومؤشرات السوق

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بواقع 78 سنتا، أو 1.01%، لتصل إلى 77.79 دولار للبرميل. كما صعد خام غرب تكساس الأمريكي بواقع 76 سنتا، أو 1.03%، ليبلغ 74.60 دولار للبرميل.

وشهدت الأسعار تقلبات حادة في جلسة الاثنين. فقد لامس كلا العقدين أعلى مستوياتهما في خمسة أشهر في وقت سابق من الجلسة (81.40 دولار لبرنت و 78.40 دولار لخام غرب تكساس على التوالي)، قبل أن يتراجعا ليتحولا إلى السلبية خلال الجلسة الأوروبية الصباحية، ثم يعاودا الارتفاع ليسجلا مكاسب بنسبة 1%.

تصعيد الصراع: الولايات المتحدة تهاجم المواقع النووية الإيرانية

تعد هذه التطورات تصعيدا كبيرا في الصراع بمنطقة الشرق الأوسط. فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “دمر” المواقع النووية الرئيسية لإيران في “ضربات نهاية الأسبوع”، منضما بذلك إلى هجوم إسرائيلي في تصعيد للصراع في الشرق الأوسط، بينما تعهدت طهران بالدفاع عن نفسها.

وقد نفذت إسرائيل ضربات جديدة على إيران يوم الاثنين، شملت العاصمة طهران ومنشأة فوردو النووية الإيرانية، والتي كانت أيضاً هدفا للهجوم الأمريكي. تعد إيران ثالث أكبر منتج للنفط الخام في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).

من جانبها، صرحت إيران يوم الاثنين أن الهجوم الأمريكي على مواقعها النووية وسع من نطاق الأهداف المشروعة لقواتها المسلحة، ووصفت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه “مقامر” لانضمامه إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد الجمهورية الإسلامية.

وفي المقابل، قالت الصين إن الهجوم الأمريكي قد أضر بمصداقية واشنطن وحذرت من أن الوضع “قد يخرج عن السيطرة”، مما يبرز المخاطر العالمية لتصاعد الصراع.

مضيق هرمز: نقطة اختناق حيوية تحت المراقبة المشددة

تثير هذه التطورات مخاوف متزايدة من رد فعل إيراني قد يشمل إغلاق مضيق هرمز، الذي يتدفق عبره حوالي خُمس إمدادات النفط العالمية (ما يقرب من 19 مليون برميل يومياً من الخام والمنتجات النفطية).

وعلى الرغم من أن المستثمرين يُقيّمون مدى علاوة المخاطر الجيوسياسية المُضمنة في أسواق النفط، بالنظر إلى أن الأزمة في الشرق الأوسط لم تؤثر على الإمدادات حتى الآن، إلا أن القلق لا يزال قائماً.

يقول جيوفاني ستونوف، محلل UBS: “علاوة المخاطر الجيوسياسية تتلاشى، حيث لم تكن هناك اضطرابات في الإمدادات حتى الآن. لكن بما أنه من غير الواضح كيف يمكن أن يتطور الصراع، فمن المرجح أن يُحافظ المشاركون في السوق على علاوة المخاطر في الوقت الحالي. لذا، من المتوقع أن تظل الأسعار متقلبة في المدى القريب”.

ويضيف أولي هانسن، محلل ساكسو بنك، أن “جميع الأنظار لا تزال على مضيق هرمز… وما إذا كانت إيران ستسعى لتعطيل حركة الناقلات”. ويُشير هانسن إلى أن الأسعار قد ترتفع على المدى القصير حتى بدون تعطيل كامل، إذا كان مجرد تهديد التدخل كافياً لتأخير الشحنات عبر المضيق.

تقديرات جولدمان ساكس ومخاطر طويلة الأمد

ذكر جولدمان ساكس في تقرير صدر يوم الأحد أن سعر خام برنت قد يبلغ ذروته لفترة وجيزة عند 110 دولارات للبرميل إذا انخفضت تدفقات النفط عبر هذا الممر المائي الحيوي إلى النصف لمدة شهر واحد، ثم تظل الأسعار منخفضة بنسبة 10% خلال الـ 11 شهرًا التالية. ومع ذلك، لا يزال البنك يفترض عدم وجود اضطراب كبير في إمدادات النفط والغاز الطبيعي، مستشهداً بحوافز عالمية لمحاولة منع حدوث اضطراب مستمر وكبير جداً.

وتُعد أهمية مضيق هرمز بالنسبة لإيران نفسها عاملاً حاسماً. فكما تقول سوغاندا ساشديفا، من شركة SS WealthStreet البحثية، يُعد المضيق “لا غنى عنه” لصادرات النفط الإيرانية، التي تُعد مصدرًا حيويًا لإيراداتها الوطنية. وأي إغلاق مستمر سيُلحق ضررًا اقتصاديًا جسيمًا بإيران نفسها، مما يجعل الأمر “سيفًا ذا حدين” بالنسبة لطهران.

ختاما ارتفعت أسعار النفط يوم الاثنين وسط تصاعد حاد في الصراع بين الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران، واستهداف المواقع النووية الإيرانية. ورغم أن تدفقات النفط لم تتأثر بشكل مباشر حتى الآن، فإن المخاوف من إغلاق مضيق هرمز وتهديدات إيران بالرد تُبقي على علاوة مخاطر كبيرة في الأسعار. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتطورات الصراع، خاصة أي مؤشرات على تأثير مباشر على الإمدادات، والتي ستحدد بشكل كبير مسار أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى