أسعار الذهب تتراجع مع إشارة الفيدرالي إلى تيسير أبطأ لسياسته النقدية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا طفيفًا يوم الخميس، وذلك بعد أن أشار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي إلى نظرة أكثر تشديدًا لأسعار الفائدة. وفي المقابل، واصل البلاتين صعوده ليلامس أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2014، مدفوعًا بعمليات شراء مضاربية. هذا التباين في الأداء يعكس تحولاً في تركيز المستثمرين بين التوقعات النقدية للمركزي الأمريكي والبحث عن بدائل للمعادن الثمينة.
الذهب يتأثر بتوقعات الفائدة: الأرقام ومؤشرات السوق
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3363.89 دولارًا للأونصة بحلول الساعة 08:18 بتوقيت جرينتش. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.8% لتسجل 3380.60 دولارًا.
وعزت سوني كوماري، استراتيجية السلع في ANZ، هذا التراجع إلى أن “الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أشار إلى أن مخاطر التضخم لا تزال مرتفعة. وهذا يقلل من فرص استئناف تخفيضات أسعار الفائدة، مما يضغط على أسعار الذهب”. وأضافت أن قوة الدولار الأمريكي تُضيف إلى هذا الضغط.
وكان الاحتياطي الفيدرالي قد أبقى أسعار الفائدة ثابتة يوم الأربعاء، وعلى الرغم من أن صانعي السياسة ما زالوا يتوقعون خفض أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية هذا العام، إلا أنهم أبطأوا نظرتهم العامة لخفض أسعار الفائدة استجابة لتوقعات اقتصادية أكثر تحديًا. ومع ذلك، حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول من إعطاء وزن كبير لهذه التوقعات، منبهًا إلى تضخم “كبير” قادم مع اقتراب تطبيق تعريفات الاستيراد الأعلى.
التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط: دعم كامن للذهب
على الرغم من تأثير توقعات الفيدرالي، تُقدم التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط دعماً كامناً لجاذبية الذهب كملاذ آمن. فقد أصابت صواريخ إيرانية مستشفى إسرائيلياً يوم الخميس، بينما ردت إسرائيل بضرب أهداف في جميع أنحاء إيران. هذا التصعيد المستمر يُبقي العالم في حالة ترقب بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في ضربات جوية تهدف إلى تدمير المنشآت النووية الإيرانية.
يُعد الذهب ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الجيوسياسي والاقتصادي، ويميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.
البلاتين يتألق: يلامس أعلى مستوى في 10 سنوات
في سوق المعادن الأخرى، تراجع البلاتين بنسبة 1.3% ليصل إلى 1305.68 دولارًا، لكنه كان قد لامس أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2014 في وقت سابق من الجلسة.
يُدعم ارتفاع أسعار البلاتين من خلال ارتفاع الواردات الصينية، والمخاوف المستمرة بشأن الإمدادات، وارتفاع معدلات الإيجار، وتزايد اهتمام المستثمرين، حيث تدفع أسعار الذهب المرتفعة المستهلكين نحو بدائل أرخص. وقالت كوماري إن “أسس سوق البلاتين لم تتغير، وكلما تم كسر مستوى فني رئيسي مثل علامة 1000 دولار، سيبدأ المستثمرون والمضاربون في الشراء”.
في المقابل، تراجع البلاديوم بنسبة 1% ليصل إلى 1038.40 دولاراً، بينما انخفضت الفضة بنسبة 1.1% لتصل إلى 36.34 دولار للأونصة.
ختاما تراجعت أسعار الذهب بشكل طفيف يوم الخميس، متأثرة بإشارة الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمال تيسير أبطأ لسياسته النقدية، مما قلص من آمال خفض الفائدة. ومع ذلك، تُقدم التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط دعماً كامناً للذهب. في المقابل، يواصل البلاتين تألقه، مدفوعًا بعوامل الطلب والعرض والبحث عن بدائل للذهب. ستبقى أنظار المستثمرين مُترقبة لتطورات الصراع في الشرق الأوسط وإشارات السياسة النقدية من واشنطن.
اقرأ أيضا…