أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع مع ترقب قرار الفيدرالي وتصاعد التوترات في الشرق الأوسط

شهدت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً يوم الأربعاء، حيث يمتنع المستثمرون عن اتخاذ رهانات كبيرة قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بشأن السياسة النقدية. ويأتي هذا الحذر أيضاً في ظل مراقبة عن كثب لتصاعد التطورات في الصراع بين إسرائيل وإيران، مما يُبقي سوق الذهب في حالة من الترقب.

الذهب يقلص مكاسبه: الأرقام ومؤشرات السوق

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.1% ليصل إلى 3386.79 دولار للأونصة بحلول الساعة 08:05 بتوقيت جرينتش، وذلك بعد أن كان قد بلغ مستويات أعلى في وقت سابق من الجلسة. فيما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.1% لتسجل 3405.10 دولار.

وأشار ريكاردو إيفانجيليستا، كبير المحللين في شركة ActivTrades للوساطة، إلى أن “المتداولين يحجمون عن اتخاذ مراكز كبيرة قبيل قرار الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة في وقت لاحق اليوم، بينما يُلقي الارتفاع الطفيف في شهية المخاطرة في أسواق الأسهم بظلاله على الذهب”. فقد أضافت العقود الآجلة لمؤشر S&P 500 نحو 0.2%، بينما ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك بنسبة 0.3% تقريباً، مما يُشير إلى تحول طفيف نحو الأصول الأكثر خطورة.

صراع الشرق الأوسط: تصعيد مستمر وتأثير على أمن المنطقة

يُواصل الصراع بين إسرائيل وإيران تغذية حالة عدم الاستقرار الجيوسياسي، مما يُحافظ على دعم أسعار الذهب كملاذ آمن. فقد شنت إيران وإسرائيل ضربات صاروخية جديدة ضد بعضهما البعض يوم الأربعاء، في اليوم السادس من الصراع المحتدم. هذه الهجمات المتبادلة تُصعد من حدة التوتر في المنطقة.

وفي خطوة تُشير إلى تزايد القلق، تُعزز الولايات المتحدة وجودها العسكري في الشرق الأوسط، حيث تقوم بنشر المزيد من الطائرات المقاتلة وتمديد نشر طائرات حربية أخرى، وفقاً لما ذكره ثلاثة مسؤولين أمريكيين لرويترز. هذا الانتشار العسكري يُشير إلى تزايد الاستعدادات لأي تصعيد محتمل في المنطقة.

الفيدرالي الأمريكي: أنظار السوق على قرار الفائدة وتصريحات باول

تتجه كل الأنظار إلى اجتماع السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، والذي يُختتم في وقت لاحق من يوم الأربعاء. يُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي أسعار الفائدة ثابتة عند مستوياتها الحالية. ومع ذلك، سيُركز المستثمرون بشكل خاص على تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عقب الاجتماع، والتي قد تُقدم إشارات حول مسار تخفيضات أسعار الفائدة المحتملة في الأشهر القادمة.

وتُشير أسواق العقود الآجلة حالياً إلى توقعات بخفضين في أسعار الفائدة بحلول نهاية العام، وقد يبدأ أولها في سبتمبر، وقد تعززت هذه التوقعات بفضل بيانات التضخم المعتدلة التي صدرت الأسبوع الماضي. يميل الذهب، الذي يُعتبر ملاذاً آمناً خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي وبيئات أسعار الفائدة المنخفضة، إلى الازدهار عندما تنخفض تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.

نظرة مستقبلية للذهب: دعم من البنوك المركزية والمستثمرين الصينيين

على الرغم من التراجع الطفيف اليوم، يرى حمد حسين، اقتصادي المناخ والسلع المساعد في Capital Economics، أنه “بينما يمكن أن تنخفض أسعار الذهب بشكل معقول من المستويات الحالية خلال الأشهر الستة المقبلة… فإن الطلب القوي من البنوك المركزية والمستثمرين الصينيين سيحد من أي انخفاض في الأسعار وسيبقي الذهب فوق مستوى 3000 دولار للأونصة”. يُشير هذا إلى أن هناك عوامل أساسية قوية تُقدم دعماً لأسعار الذهب حتى في ظل التقلبات قصيرة الأجل.

وفي المقابل، خفض بنك سيتي مؤخرًا أهداف أسعاره للذهب على المدى القصير والطويل، متوقعاً أن تنخفض الأسعار إلى ما دون 3000 دولار للأونصة بحلول أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026، مدفوعة بتراجع الطلب الاستثماري وتحسن آفاق النمو العالمي. ومع ذلك، لا تزال توقعات سيتي لأسعار الذهب على المدى القريب (الربع الثالث) تتراوح بين 3100 و 3500 دولار للأونصة، مدعومة بالمخاطر الجيوسياسية والمخاوف بشأن الميزانية الأمريكية.

المعادن الثمينة الأخرى: أداء متباين

في أسواق المعادن الثمينة الأخرى، ظل سعر الفضة الفورية مستقراً عند 37.22 دولار للأونصة، محلقاً بالقرب من أعلى مستوى له في أكثر من 13 عاماً. وارتفع البلاتين بنسبة 1.1% ليصل إلى 1276.73 دولار، بينما صعد البلاديوم بنسبة 0.1% ليبلغ 1053.25 دولاراً.

ختاما تتحرك أسعار الذهب بحذر، مدفوعة بشكل أساسي بترقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وتصريحاته حول مسار أسعار الفائدة. ومع استمرار تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، والتي تُعزز الطلب على الملاذ الآمن، تُظهر الأسواق أيضاً بعض شهية المخاطرة تجاه الأسهم. ستُحدد التطورات القادمة في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى إشارات السياسة النقدية من واشنطن، مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى