الفيدرالي الأمريكي والتضخم: صراع الشرق الأوسط يهدد بتأجيل خفض أسعار الفائدة

يواجه الفيدرالي الأمريكي والتضخم تحدياً متزايداً بعد الهجمات الإسرائيلية على منشآت إيرانية، والتي تُهدد بدفع أسعار النفط العالمية نحو الارتفاع. يرى اقتصاديون أن البنك المركزي الأمريكي قد يُضطر إلى تأجيل خطط خفض أسعار الفائدة مع ترقبه لتقييم أي تأثير محتمل لهذه التطورات على التضخم، مما يُعقد مساره في إدارة الاقتصاد.
ارتفاع أسعار النفط: شرارة جديدة للتضخم
شهدت أسعار النفط ارتفاعاً حاداً يوم الجمعة في أعقاب الضربات الإسرائيلية، لتُسجل أعلى مستوياتها في عدة أشهر. هذا الارتفاع يُشير إلى أن المستثمرين يُسعّرون بالفعل خطر حدوث اضطرابات كبيرة في سوق النفط العالمي، والذي يُعد الشريان الحيوي للاقتصاد العالمي.
ويرى جوزيف بروسويلاس، كبير الاقتصاديين في RSM US LLP، أن هذا الارتفاع في أسعار النفط يمكن أن يُضاف إلى الضغوط التضخمية المتراكمة بالفعل نتيجة للتعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترامب على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة. هذه العوامل المشتركة قد تمنع الاحتياطي الفيدرالي من اتخاذ أي تحركات مهمة في السياسة النقدية على المدى القريب.
وقد قدّرت آنا وونغ وتوم أورليك من بلومبرج إيكونوميكس في مذكرة يوم الجمعة، أن ارتفاعاً إضافياً في أسعار النفط، ليصل إلى 100 دولار للبرميل، من شأنه أن يزيد جميع درجات البنزين في الولايات المتحدة بنحو 17%. هذا الارتفاع سيترجم إلى زيادة في سعر الغالون من 3.25 دولار إلى 4.20 دولار. وبناءً على تقديراتهما، سيُؤدي ذلك إلى رفع معدل التضخم السنوي إلى 3.2% بحلول يونيو، وهو مستوى أعلى من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2%.
الفيدرالي الأمريكي والتضخم: بين المطرقة والسندان
يُعقد الاجتماع القادم للجنة السوق المفتوحة الفيدرالية (FOMC) التابعة لـ الفيدرالي الأمريكي في 17-18 يونيو لاتخاذ قرار بشأن أسعار الفائدة. ويُتوقع على نطاق واسع أن يُبقي البنك المركزي سعر الفائدة القياسي دون تغيير. كما سيُصدر البنك توقعات مُحدثة حول آفاق التحركات المستقبلية، والتي ستكون محل اهتمام كبير من قبل الأسواق.
وفي ظل هذه التطورات، يُسعّر المستثمرون حالياً حوالي 1.9 خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة حتى نهاية عام 2025، وهو ما يُعد تراجعاً من حوالي 2.1 خفضًا كان مُسعّراً يوم الخميس. هذا التراجع في توقعات خفض الفائدة يُشير إلى أن الأسواق تُدرك تزايد الضغوط التضخمية وتأثيرها على قرارات الفيدرالي الأمريكي.
وفي سياق متصل، قلل مايكل فيرولي، كبير الاقتصاديين الأمريكيين في جي بي مورغان تشيس آند كو، في معاينة للاجتماع نُشرت يوم الجمعة، من فرص الإشارة إلى الوضع المتدهور في بيان البنك المركزي بعد الاجتماع. هذا يُشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي قد يفضل عدم التعليق بشكل مباشر على التوترات الجيوسياسية في بيان سياسته، مفضلاً التركيز على البيانات الاقتصادية المحلية.
اقرأ أيضا….