أسعار الذهب ترتفع لأعلى مستوى في أسبوع

شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا لأعلى مستوى لها في أسبوع واحد يوم الخميس، مدفوعة ببيانات التضخم الأمريكية التي جاءت أضعف من المتوقع. وقد عززت هذه البيانات التوقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيُقدم على تخفيضات في أسعار الفائدة هذا العام، مما يُقدم دعماً قوياً للمعدن الأصفر. وفي ظل ترقب المستثمرين لمزيد من البيانات الاقتصادية وإشارات السياسة النقدية، تظل الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط عاملاً مهماً يُراقب عن كثب.
الذهب يتألق: الأرقام ومؤشرات السوق
ارتفع سعر الذهب الفوري بنسبة 0.2% ليصل إلى 3360.29 دولار للأونصة، وذلك بعد أن بلغ أعلى مستوى له منذ 5 يونيو في وقت سابق من اليوم. كما صعدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.1% لتسجل 3380.00 دولارًا.
تراجعت قيمة مؤشر الدولار الأمريكي بنسبة 0.3%، لتصل إلى أدنى مستوى لها في حوالي شهرين. يعد ضعف الدولار عاملا داعما لأسعار الذهب، حيث يصبح المعدن الأصفر المقوم بالدولار أرخص لحاملي العملات الأخرى، مما يزيد من جاذبيته وطلبه.
ويرى أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، أن “الذهب لا يزال عالقا… مع حاجة لاختراق مستوى 3400 دولار لتغيير هذا الوضع”. وأضاف أن “التركيز على المدى القريب هو على التطورات في الشرق الأوسط، والدولار، والتكهنات حول توقيت خفض سعر الفائدة الأمريكي التالي”.
بيانات التضخم الأمريكية محرك رئيسي لتوقعات الفائدة
جاءت بيانات مؤشر أسعار المستهلك (CPI) الأمريكية لتظهر ارتفاعا بنسبة 0.1% فقط الشهر الماضي، بعد ارتفاع بنسبة 0.2% في أبريل. وقد كانت توقعات الاقتصاديين الذين استطلعت رويترز آراءهم تشير إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة 0.2% شهريًا وبنسبة 2.5% على أساس سنوي. هذه الأرقام، التي جاءت أضعف من التوقعات، عززت من آمال خفض الفائدة.
وتشير الأسواق الآن إلى أن الاحتياطي الفيدرالي من المرجح أن يُخفض أسعار الفائدة بما لا يقل عن 50 نقطة أساس هذا العام. يميل الذهب، الذي يعتبر ملاذا آمنا، إلى الازدهار في أوقات عدم اليقين الاقتصادي وبيئات أسعار الفائدة المنخفضة، حيث تقل تكلفة الفرصة البديلة لحيازته مقارنة بالأصول التي تدر عائدا.
تتجه أنظار المستثمرين الآن إلى بيانات مؤشر أسعار المنتجين (PPI) الأمريكي، ويعد مؤشر أسعار المنتجين مقياساً للتضخم على مستوى الجملة، ويمكن أن يقدم إشارات مبكرة حول اتجاهات أسعار المستهلك المستقبلية. وقد أشار هانسن إلى أن “مؤشر أسعار المنتجين سيراقب لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يفاجئنا مثل مؤشر أسعار المستهلك، أو ما إذا كانت التوقعات بارتفاع أسعار المدخلات ستُؤكد”. تُعد هذه البيانات حاسمة قبيل اجتماع الاحتياطي الفيدرالي في 17-18 يونيو، حيث سيُقيّم صانعو السياسة المشهد الاقتصادي لاتخاذ قراراتهم.
التوترات الجيوسياسية عامل دعم كامن
على الصعيد الجيوسياسي، تشكل التوترات في الشرق الأوسط عاملا داعما لأسعار الذهب. فقد صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء أن القوات الأمريكية تُنقل خارج الشرق الأوسط لأن “المكان قد يكون خطيراً”، مضيفاً أن الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي. تُغذي هذه التصريحات المخاوف بشأن عدم الاستقرار في المنطقة، مما يزيد من جاذبية الذهب كأصل ملاذ آمن.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
شهدت المعادن الثمينة الأخرى تحركات متباينة. فقد تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.8% لتصل إلى 35.94 دولار للأونصة. في المقابل، ارتفع البلاتين بنسبة 0.3% ليصل إلى 1260.14 دولار، محلقاً بالقرب من أعلى مستوى له في أكثر من أربع سنوات. بينما تراجع البلاديوم بنسبة 1.9% ليصل إلى 1059.25 دولار.
ختاما ارتفعت أسعار الذهب اليوم، مستفيدة من ضعف بيانات التضخم الأمريكية التي تُعزز آمال خفض أسعار الفائدة، مما أدى إلى تراجع الدولار الأمريكي. ومع ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الأخرى وإشارات من الاحتياطي الفيدرالي، تُبقي التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط عاملاً داعما أساسيا للذهب. ستُحدد التطورات القادمة في الاقتصاد الأمريكي والمنطقة مسار أسعار الذهب في الفترة المقبلة.
اقرأ أيضا…