أسعار الذهب تتراجع: الدولار يرتفع وترقب حذر لبيانات التضخم الأمريكية يسيطر على السوق

شهدت أسعار الذهب تراجعا يوم الجمعة مع ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي، بينما ظل المستثمرون يتوخون الحذر قبيل صدور بيانات التضخم الأمريكية الرئيسية في وقت لاحق من اليوم. هذه البيانات ستكون حاسمة في تقييم مسار السياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي، مما يؤثر بشكل مباشر على جاذبية الذهب كأصل استثماري.
الذهب يتراجع: الأرقام الأسبوعية وتأثير الدولار
انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.6% ليصل إلى 3295.99 دولار للأونصة. ويظهر المعدن الأصفر تراجعا بنسبة 1.8% حتى الآن هذا الأسبوع، مما يعكس الضغوط التي يتعرض لها. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.6% لتسجل 3294.20 دولار.
ويرى كارستن مينكي، المحلل لدى يوليوس باير، أن “الدولار الأمريكي ارتفع قليلا هذا الصباح، مما قد يكون مصدرا للضغط على الذهب”. فالدولار القوي يجعل السلع المقومة به، مثل الذهب، أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، مما يقلل من الطلب عليها. وقد ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.2% مقابل العملات الرئيسية الأخرى ويتجه نحو تحقيق مكاسب أسبوعية.
مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE): محط أنظار الاحتياطي الفيدرالي
يعد مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) المقياس المفضل للتضخم لدى الاحتياطي الفيدرالي، وهو ما يجعله محل ترقب كبير من المستثمرين. من المقرر صدور بيانات هذا المؤشر اليوم. ويتوقع الاقتصاديون الذين استطلعت رويترز آراءهم أن تظهر البيانات ارتفاع التضخم بنسبة 2.2% في أبريل، مقارنة بزيادة 2.3% في مارس.
وفي هذا الصدد، قال تيم ووترر، كبير محللي السوق في KCM Trade: “مع اقتراب صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي الأمريكي، هناك بعض التردد في اتخاذ مراكز شراء جديدة في الذهب”. هذا التردد يعكس قلق المستثمرين من أن أي مفاجأة في بيانات التضخم قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى إعادة تقييم خططه لأسعار الفائدة.
يشير مينكي إلى أنه “باستثناء مفاجأة كبيرة لبيانات PCE، لا أتوقع أن يظهر الذهب رد فعل كبيراً. ومع ذلك، يبدو السوق أكثر توتراً في الآونة الأخيرة، مما يشير إلى أن التقلبات يجب أن تظل مرتفعة على المدى القصير”.
توقعات أسعار الفائدة وعلاقتها بالذهب
عادة ما يميل الذهب، الذي لا يدر عائداً، إلى الأداء الجيد في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. حاليا، يتوقع متداولو العقود الآجلة للأموال الفيدرالية أن يقوم البنك المركزي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس بحلول نهاية هذا العام، مع بدء التخفيضات في أكتوبر. أي تغيير في هذه التوقعات، سواء بتأخير الخفض أو تقليل حجمه، قد يضغط على أسعار الذهب، حيث تصبح الاستثمارات التي تدر عائدا أكثر جاذبية للمستثمرين.
أثر التعريفات الجمركية على الذهب
في تطور آخر، أعادت محكمة استئناف فدرالية مؤقتا تفعيل معظم تعريفات الرئيس دونالد ترامب يوم الخميس، بعد يوم واحد من حكم محكمة تجارية أمريكية بأن ترامب تجاوز صلاحياته وأمرت بوقف فوري للتعريفات. هذا التذبذب في السياسة التجارية الأمريكية يخلق حالة من عدم اليقين في الأسواق. فبينما يؤدي تخفيف التوترات التجارية إلى تقليل الطلب على الذهب كملاذ آمن، فإن استمرار عدم اليقين القانوني والسياسي حول هذه التعريفات يمكن أن يعيد الدعم للذهب في أي وقت. الذهب يظل ملاذاً آمناً في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وأي تصعيد في التوترات يمكن أن يعزز الطلب عليه.
أداء المعادن الثمينة الأخرى
لم يكن الذهب وحده الذي شهد تراجعاً. فقد انخفض سعر الفضة الفورية بنسبة 0.6% ليصل إلى 33.16 دولار للأونصة، وتراجع البلاتين بنسبة 0.8% إلى 1073.80 دولار، بينما هبط البلاديوم بنسبة 0.4% إلى 969.79 دولار. هذه التحركات تشير إلى ضغط عام على سوق المعادن الثمينة اليوم.
ختاما تشهد أسعار الذهب تراجعا يوم الجمعة تحت تأثير ارتفاع الدولار وترقب بيانات التضخم الأمريكية الحاسمة. ورغم أن السوق يترقب إشارات حول مسار أسعار الفائدة، فإن استمرار المخاوف بشأن السياسات التجارية وتقلباتها، إلى جانب التحديات الاقتصادية الأوسع، يظل يوفر دعماً ضمنياً لجاذبية الذهب كملاذ آمن. على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين متابعة بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) عن كثب، بالإضافة إلى تطورات السياسة النقدية والتجارية، حيث ستكون هذه العوامل مفتاحية في تحديد اتجاه أسعار الذهب في الفترة القادمة.
اقرأ أيضا…
3 تعليقات