أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع: الدولار يرتفع ومخاوف الديون الأمريكية تحبس الأنفاس بانتظار إشارات الفائدة

شهدت أسعار الذهب تراجعا طفيفا يوم الثلاثاء، مع استعادة الدولار الأمريكي لبعض مكاسبه التي خسرها سابقا. يأتي هذا التراجع في ظل قلق المستثمرين المستمر بشأن الآفاق المالية للولايات المتحدة وترقبهم لبيانات اقتصادية رئيسية قد توفر إشارات حول مسار أسعار الفائدة. هذه العوامل المتداخلة تخلق بيئة من الحذر في سوق المعدن الأصفر، الذي يُنظر إليه عادة كملاذ آمن.

الذهب يتوقف عن الصعود: الأرقام وحالة السوق

انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.5% ليصل إلى 3325.99 دولار للأونصة. وتجدر الإشارة إلى أن الأسواق في الولايات المتحدة ولندن كانت مغلقة يوم الاثنين بسبب عطلة عامة (يوم الذكرى في الولايات المتحدة)، مما قد يكون قد أثر على أحجام التداول. كما تراجعت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 1.2% لتسجل 3325.70 دولارا.

ويرى كيفين وونج، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ في OANDA، أن “في هذه المرحلة، نشهد بعض التماسك في أسعار الذهب. السوق يأخذ قسطا من الراحة وينتظر المحفز التالي”. ومع ذلك، أشار وونغ إلى أن “المشاركين في السوق قلقون بشأن اتساع العجز في الميزانية الأمريكية، وهذا عامل داعم لأسعار الذهب وهو يدفع أيضاً ضعف الدولار”.

في المقابل، ارتفع مؤشر الدولار الأمريكي مقابل العملات الرئيسية الأخرى بعد أن بلغ أدنى مستوى له في حوالي شهر في الجلسة السابقة. قوة الدولار تجعل الذهب المقوم بالعملة الخضراء أقل جاذبية لحاملي العملات الأخرى، لأنه يصبح أكثر تكلفة بالنسبة لهم. هذه العلاقة العكسية التقليدية بين الدولار وأسعار الذهب تفسر جزءا من التراجع الذي شهده المعدن الثمين اليوم.

المخاوف المالية الأمريكية مستمرة: دعم ضمني للذهب

على الرغم من تراجع الذهب اليوم، تظل المخاوف المالية في الولايات المتحدة عاملا مهما يدعم الذهب على المدى الطويل. فقد أقر مجلس النواب الأمريكي الأسبوع الماضي نسخة من مشروع قانون التخفيضات الضريبية للرئيس دونالد ترامب، والذي يُقدر أنه سيضيف حوالي 3.8 تريليون دولار إلى دين الحكومة الفيدرالية البالغ 36.2 تريليون دولار على مدى العقد المقبل، وفقا لمكتب الميزانية بالكونجرس. هذا الارتفاع الكبير في الدين العام يثير قلق المستثمرين ويجعلهم يبحثون عن أصول تحوط مثل الذهب.

في سياق متصل، تراجع ترامب عن تهديده بفرض تعريفات جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، وأعاد تحديد موعد نهائي في 9 يوليو للسماح بإجراء محادثات بين واشنطن والكتلة المكونة من 27 دولة للتوصل إلى اتفاق. هذا التراجع في التوترات التجارية، وإن كان يقلل من جاذبية الملاذات الآمنة مؤقتاً، إلا أن المشهد الكلي للسياسات التجارية يظل عاملا مهماً للمراقبة.

ترقب إشارات أسعار الفائدة: محفز مستقبلي

سيتركز اهتمام المستثمرين هذا الأسبوع أيضاً على خطابات العديد من صانعي السياسات في الاحتياطي الفيدرالي، بالإضافة إلى مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) في الولايات المتحدة يوم الجمعة، للحصول على إشارات حول مسار أسعار الفائدة. يرى متداولو العقود الآجلة للأموال الفيدرالية أن البنك المركزي الأمريكي من المرجح أن يستأنف تخفيضات أسعار الفائدة في سبتمبر. أي إشارة إلى أن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لفترة أطول أو أن وتيرة الخفض ستكون أبطأ مما كان متوقعا، يمكن أن تضغط على أسعار الذهب، حيث أن ارتفاع أسعار الفائدة يزيد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.

أداء المعادن الثمينة الأخرى

لم يقتصر التراجع على الذهب وحده. فقد انخفض سعر الفضة الفورية بنسبة 0.7% ليصل إلى 33.12 دولار للأونصة، وتراجع البلاتين بنسبة 0.6% إلى 1078.68 دولار، وهبط البلاديوم بنسبة 0.8% إلى 979.50 دولارا. هذه التحركات تعكس الاتجاه العام في سوق المعادن الثمينة استجابة للعوامل الاقتصادية الكلية وتوقعات أسعار الفائدة.

في النهاية تشهد أسعار الذهب فترة تماسك في ظل تراجع طفيف مدفوع بارتفاع الدولار. ومع ذلك، تظل المخاوف طويلة الأجل بشأن الدين الأمريكي والعجز المالي عاملاً داعماً للذهب. ستكون الأنظار متجهة هذا الأسبوع نحو تصريحات الاحتياطي الفيدرالي وبيانات التضخم الرئيسية، والتي ستوفر إشارات حاسمة حول مسار أسعار الفائدة، وبالتالي ستؤثر على جاذبية الذهب كملاذ استثماري. على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين متابعة هذه التطورات عن كثب لفهم التغيرات المحتملة في قيمة المعدن الأصفر.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى