أخبار الأسواقأخبار النفطسلع

أسعار النفط ترتفع بدعم من تهدئة ترامب الجمركية وتقلص المعروض الأمريكي

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً يوم الاثنين، بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن تمديد مهلة المحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي. هذا القرار خفف من المخاوف بشأن فرض تعريفات جمركية أمريكية قد تؤثر سلباً على الطلب على الوقود، مما منح دفعة إيجابية لأسواق النفط.

انتعاش في أسعار النفط الخام: أرقام السوق

ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت، المعيار العالمي لأسعار النفط، بواقع 39 سنتا، أو ما يعادل 0.6%، لتصل إلى 65.17 دولار . كما ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الأمريكي (WTI) بواقع 33 سنتا، أو 0.5%، لتسجل 61.86 دولار للبرميل. هذه الارتفاعات تأتي بعد جلسات سابقة شهدت تراجعا، مما يعكس حساسية السوق للأخبار المتعلقة بالتجارة والسياسة.

عزا جيوفاني ستونوف، المحلل لدى UBS، هذا الارتفاع المتواضع في أسعار النفط إلى “تحول ترامب، بتأجيله للتعريفات الجمركية الأعلى على الاتحاد الأوروبي، وتعليقاته حول العقوبات المحتملة على روسيا”. وأضاف أن عطلة يوم الذكرى في الولايات المتحدة يوم الاثنين من المرجح أن تحد من أحجام التداول في سوق النفط، نظراً لإغلاق الأسواق في الولايات المتحدة وبريطانيا بسبب العطلات الرسمية.

تمديد مهلة المحادثات التجارية: دعم للطلب

أعلن الرئيس ترامب أنه وافق على تمديد الموعد النهائي للمحادثات التجارية مع الاتحاد الأوروبي حتى 9 يوليو، بعد طلب من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي قالت إن الكتلة تحتاج إلى مزيد من الوقت لإبرام صفقة. هذا التمديد يُنظر إليه كعلامة إيجابية تخفف من حدة التوتر التجاري العالمي الذي كان يهدد بتباطؤ النمو الاقتصادي وبالتالي خفض الطلب على النفط. ففي بيئة تجارية أكثر استقراراً، تميل الشركات إلى الاستثمار والإنفاق بشكل أكبر، مما يدعم النشاط الاقتصادي واستهلاك الطاقة.

التوترات الجيوسياسية والعقوبات المحتملة: عامل معقد

بشكل منفصل، صرح ترامب في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “جن جنونه تماماً” بسبب شن أكبر هجوم جوي في الحرب على أوكرانيا، وأنه يدرس فرض عقوبات جديدة على موسكو. في حين أن التهدئة التجارية مع الاتحاد الأوروبي تدعم أسعار النفط، فإن أي تصعيد في التوترات الجيوسياسية الكبرى، وخاصة فرض عقوبات جديدة على دولة منتجة للنفط مثل روسيا، يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات في الإمدادات ويؤثر على الأسعار بطرق غير متوقعة. هذه العوامل المعقدة تجعل المشهد العام لأسواق النفط محفوفاً بالغموض.

عوامل أخرى تدعم الأسعار: إيران وحفارات النفط الأمريكية

تلقى خام برنت وغرب تكساس الوسيط دعماً إضافياً يوم الجمعة من عاملين آخرين. أولاً، أدى التقدم المحدود في المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران إلى تبديد التوقعات بعودة المزيد من النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية. فغياب الاتفاق يعني بقاء العقوبات على النفط الإيراني، مما يحد من المعروض في السوق. ثانياً، جاءت البيانات من شركة خدمات الطاقة “بيكر هيوز” لتظهر أن الشركات الأمريكية خفضت عدد حفارات النفط العاملة بواقع ثمانية حفارات لتصل إلى 465 حفاراً الأسبوع الماضي، وهو أدنى مستوى منذ نوفمبر 2021. هذا التراجع في عدد الحفارات يزيد من احتمالية انخفاض الإمدادات المستقبلية من النفط الأمريكي، مما يرفع من فرص ارتفاع أسعار النفط.

توقعات “أوبك+”: عامل كابح للارتفاعات

مع ذلك، فإن المكاسب في أسعار النفط يحد منها توقعات بأن منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها، وهي المجموعة المعروفة باسم “أوبك+”، قد تقرر زيادة الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل إضافي يومياً لشهر يوليو في اجتماعها يوم الأحد. وكانت رويترز قد أفادت هذا الشهر بأن المجموعة قد تتراجع عن بقية خفض الإنتاج الطوعي البالغ 2.2 مليون برميل يومياً بحلول نهاية أكتوبر، بعد أن رفعت بالفعل أهداف الإنتاج بنحو مليون برميل يومياً لأشهر أبريل ومايو ويونيو. هذه الزيادات المتوقعة في المعروض يمكن أن تعمل كعامل كابح لأي ارتفاعات كبيرة في أسعار النفط.

في النهاية يتفاعل سوق أسعار النفط مع مجموعة من العوامل المتضاربة. فمن جهة، هناك تهدئة نسبية في التوترات التجارية الأمريكية مع الاتحاد الأوروبي، وانخفاض في عدد حفارات النفط الأمريكية، مما يدعم الأسعار. ومن جهة أخرى، تظل المخاطر الجيوسياسية قائمة، وتستعد “أوبك+” لزيادة إنتاجها. على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين متابعة هذه الديناميكيات المعقدة بعناية، حيث أن التوازن بين العرض والطلب، وتأثير الأحداث السياسية، سيشكلان مستقبل أسعار النفط في الفترة المقبلة.

اقرأ أيضا….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى