أسعار النفط تنخفض 2% بعد تهديدات ترامب بفرض 50% رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي

شهدت أسعار النفط تراجعاً بنحو 2% يوم الجمعة، لتتجه نحو تسجيل أول انخفاض أسبوعي لها منذ ثلاثة أسابيع. جاء هذا التراجع مدفوعاً بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أوصى فيها بفرض تعريفة جمركية بنسبة 50% على سلع الاتحاد الأوروبي. هذه الخطوة، إلى جانب توقعات بزيادة الإنتاج من تحالف “أوبك+”، تضع ضغوطاً متزايدة على سوق النفط العالمية، وتثير تساؤلات حول مسار أسعار النفط في الأيام القادمة.
وعانت العقود الآجلة لخام برنت، وهو المعيار العالمي لأسعار النفط، من انخفاض قدره 1.03 دولار، أو ما يعادل 1.6%، لتصل إلى 63.41 دولار للبرميل. ولم يكن خام غرب تكساس الأمريكي (WTI) بمعزل عن هذا التراجع، حيث انخفضت عقوده الآجلة بمقدار 1.07 دولار، أو 1.8%، لتسجل 60.13 دولار. يمثل هذا التراجع الجلسة الرابعة على التوالي التي تشهد فيها أسعار النفط انخفاضا، مما يشير إلى وجود عوامل ضغط قوية ومستمرة في السوق.
التعريفات الجمركية لترامب: شرارة جديدة من عدم اليقين
جاءت تصريحات الرئيس ترامب يوم الجمعة لترجح كفة أسعار النفط نحو الهبوط. فقد أوصى بفرض تعريفة جمركية مباشرة بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي، اعتباراً من الأول من يونيو، مشيراً إلى أن التعامل مع التكتل الأوروبي بشأن التجارة كان صعبا.
تاريخيا، تؤدي الحروب التجارية والتعريفات الجمركية إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، وهو ما ينعكس سلبا على الطلب على النفط. فإذا ارتفعت تكلفة السلع، يقل إنفاق المستهلكين والشركات، مما يقلل من النشاط الصناعي وحركة النقل، وبالتالي يقلل من استهلاك الوقود. هذا السيناريو يثير قلق المستثمرين والقراء العاديين بشأن تأثير هذه التعريفات ليس فقط على التجارة العالمية، بل أيضا على استقرار أسعار النفط.
“أوبك+”: زيادة متوقعة في الإنتاج تزيد الضغوط
بالإضافة إلى التوترات التجارية، تتأثر أسعار النفط أيضا بالتوقعات بزيادة المعروض من مجموعة “أوبك+”، التي تضم منظمة الدول المصدرة للنفط وحلفاءها بقيادة روسيا. تستعد المجموعة لعقد اجتماعات الأسبوع المقبل، ومن المتوقع أن تسفر عن زيادة أخرى في الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميا لشهر يوليو.
وقد أفادت وكالة رويترز هذا الشهر بأن المجموعة قد تتراجع عن بقية خفض الإنتاج الطوعي البالغ 2.2 مليون برميل يوميا بحلول نهاية أكتوبر. وقد قامت “أوبك+” بالفعل برفع أهداف الإنتاج بنحو مليون برميل يوميا لأشهر أبريل ومايو ويونيو.
هذه الزيادات المتتالية في الإنتاج، والتي تأتي بعد فترة طويلة من التخفيضات الهادفة لدعم أسعار النفط، تشير إلى أن “أوبك+” ربما تستعد لضخ المزيد من النفط في السوق العالمية. في ظل مخاوف من تباطؤ الطلب العالمي بسبب التوترات التجارية والشكوك الاقتصادية، يمكن أن يؤدي هذا الفائض في العرض إلى مزيد من الضغط النزولي على أسعار النفط.
نظرة على المستقبل: هل تستمر أسعار النفط في التراجع؟
تتعرض أسعار النفط حالياً لضغوط مزدوجة: من جانب، سياسات تجارية أمريكية قد تبطئ النمو الاقتصادي العالمي وتقلل الطلب على الطاقة. ومن جانب آخر، خطط “أوبك+” لزيادة المعروض في السوق. هذا التفاعل بين عوامل العرض والطلب، مدعوما بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية الكبرى، سيحدد مسار أسعار النفط في المدى القريب والمتوسط.
على المستثمرين الأفراد والقراء العاديين متابعة تطورات المفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى نتائج اجتماع “أوبك+” القادم. فكل قرار أو تصريح يمكن أن يكون له تأثير مباشر وسريع على أسعار النفط، وبالتالي على تكاليف الطاقة وأسعار السلع في حياتنا اليومية. إن حالة عدم اليقين هي السمة الغالبة على السوق حاليا، مما يتطلب يقظة وحذرا من الجميع.
اقرأ أيضا….
تعليق واحد