أخبار الأسواقأخبار الذهبسلع

أسعار الذهب تتراجع بشكل طفيف مع استقرار الأسواق وترقب تطورات محادثات السلام

شهدت أسعار الذهب انخفاضا طفيفا خلال تداولات يوم الثلاثاء، في وقت استقرت فيه الأسواق نسبيا بعد الصدمة الأولية التي أحدثها تخفيض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني السيادي للولايات المتحدة. ويتجه اهتمام المستثمرين الآن بشكل متزايد نحو متابعة التطورات المحتملة في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، بالإضافة إلى أي مستجدات تتعلق بسياسة التعريفات الجمركية الأمريكية، وهي عوامل قد يكون لها تأثير كبير على شهية المخاطرة العالمية وبالتالي على جاذبية الذهب كملاذ آمن.

وانخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% ليصل إلى 3,223.69 دولار للأونصة. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة طفيفة بلغت 0.2% لتسجل 3,226 دولارًا للأونصة.

استقرار الأسواق وتأثير العوامل الجيوسياسية على أسعار الذهب

يبدو أن الأسواق قد استوعبت إلى حد كبير تأثير تخفيض وكالة “موديز” للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة من “Aaa” إلى “Aa1” يوم الجمعة الماضي، والذي كان قد أدى إلى ارتفاع جاذبية الذهب كملاذ آمن ودفعه لتحقيق مكاسب تجاوزت 1% في جلسة الاثنين. وفي هذا السياق، أشار ريكاردو إيفانجليستا، كبير المحللين في شركة الوساطة “أكتيف تريدز”، إلى أنه “يبدو أن المستثمرين قد تجاهلوا إلى حد كبير التخفيض الأخير للتصنيف الائتماني الأمريكي من قبل موديز”.

ويتركز اهتمام المتعاملين في سوق الذهب اليوم، وفقا لإيفانجليستا، على عاملين رئيسيين:

  • التفاؤل المحيط بالتجارة بين الولايات المتحدة والصين: على الرغم من أن الهدنة التجارية المؤقتة قد تم الإعلان عنها في وقت سابق، إلا أن استمرار التفاؤل بشأن إمكانية التوصل إلى حلول دائمة لا يزال يؤثر على معنويات المخاطرة بشكل عام، مما يقلل من الحاجة للذهب.
  • تجدد الآمال في إحراز تقدم نحو السلام في الصراع الروسي الأوكراني: كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح يوم الاثنين بأن روسيا وأوكرانيا ستبدآن فورا مفاوضات بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار. أي تقدم ملموس في هذه المحادثات من شأنه أن يقلل من التوترات الجيوسياسية العالمية ويزيد من إقبال المستثمرين على الأصول ذات المخاطر العالية، وهو ما يشكل ضغطا على أسعار الذهب.

وأضاف إيفانجليستا: “السيناريو يبدو هبوطيا للذهب بسبب ارتفاع شهية المخاطرة، لكن الاتجاه الهبوطي محدود بسبب عدم اليقين المستمر”.

تحليل فني لسعر الذهب: مستويات دعم حاسمة تحت المجهر

من منظور فني، يرى كارلو ألبيرتو دي كاسا، المحلل الخارجي في “سويسكوت”، أن “سعر الذهب يبني منطقة دعم فائقة فوق مستوى 3,200 دولار، وطالما ظل السعر فوق هذا العتبة، يمكننا أن نبدأ في رؤية المزيد من التعافي”. هذا التحليل يشير إلى أن مستوى 3,200 دولار قد يمثل نقطة دعم نفسية وفنية هامة، وأن قدرة الذهب على البقاء فوق هذا المستوى قد تشجع على عمليات شراء جديدة أو تحد من عمليات البيع.

ترقب تصريحات المسؤولين وتوقعات أسعار الفائدة

لا يزال مسار السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عاملا حاسما في تحديد اتجاه أسعار الذهب. وقد أخذ مسؤولو الفيدرالي بحذر تداعيات تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة بالإضافة إلى ظروف السوق غير المستقرة، وهم يواصلون تقييم الوضع في بيئة اقتصادية غير مؤكدة.

ومن المقرر أن يتحدث العديد من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وقت لاحق من اليوم (الثلاثاء)، ومن المحتمل أن توفر تصريحاتهم مزيدا من الأفكار حول تقييمهم للاقتصاد والمسار المستقبلي لسياسة البنك المركزي. أي تلميحات حول أسعار الفائدة أو التضخم سيكون لها تأثير مباشر على أسعار الذهب، غالبا من خلال تأثيرها على الدولار الأمريكي وتكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عائدا.

وتسعر الأسواق حاليا تخفيضات في أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي بما لا يقل عن 54 نقطة أساس هذا العام، مع توقع أن يبدأ الخفض الأول في أكتوبر. هذه التوقعات بتيسير السياسة النقدية الأمريكية مستقبلا تعتبر بشكل عام عامل دعم لأسعار الذهب على المدى الطويل.

أداء المعادن النفيسة الأخرى

شهدت أسواق المعادن النفيسة الأخرى أداءً متباينًا خلال تداولات يوم الثلاثاء:

  • استقر سعر الفضة في المعاملات الفورية عند 32.33 دولار للأونصة.
  • ارتفع سعر البلاتين بنسبة 0.9% ليصل إلى 1,006.35 دولار للأونصة.
  • تراجع سعر البلاديوم بنسبة طفيفة بلغت 0.1% ليصل إلى 974.18 دولار للأونصة.

في النهاية تتداول أسعار الذهب بشكل حذر ومنخفض نسبيا يوم الثلاثاء، حيث يوازن المستثمرون بين الآثار المترتبة على تحسن شهية المخاطرة الناجمة عن آمال السلام والتهدئة التجارية، وبين حالة عدم اليقين المستمرة التي تدعم دور الذهب كملاذ آمن. وبينما يبدو أن الأسواق قد تجاوزت الصدمة الأولية لتخفيض التصنيف الائتماني الأمريكي، فإن الأنظار تتجه الآن نحو أي تطورات ملموسة في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، وأي إشارات جديدة من مسؤولي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بشأن السياسة النقدية، بالإضافة إلى مراقبة سياسة التعريفات الأمريكية.

إن قدرة أسعار الذهب على التماسك فوق مستوى الدعم الفني الرئيسي عند 3,200 دولار، مقترنة بالتوقعات المستمرة بتخفيضات في أسعار الفائدة الأمريكية في وقت لاحق من هذا العام، قد توفر أرضية صلبة للمعدن الأصفر، رغم الضغوط الحالية الناتجة عن تحسن معنويات المخاطرة.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى