أخبار الأسواقأسهم أمريكيةأسهم

مكاسب أسبوعية قوية للأسهم الأمريكية

واصلت مؤشرات الأسهم الأمريكية الرئيسية ارتفاعها خلال تداولات يوم الجمعة، حيث سجل مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” مكاسب للجلسة الخامسة على التوالي، مما أدى إلى تحقيق السوق لمكاسب أسبوعية حادة. وجاء هذا الأداء القوي في الوقت الذي تجاهل فيه المستثمرون إلى حد كبير صدور بيانات مخيبة للآمال حول ثقة المستهلك ومخاوف التضخم المستمرة، مركزين بدلاً من ذلك على الآثار الإيجابية المتوقعة من تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

فقد أنهى مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” جلسة الجمعة مرتفعًا بنسبة 0.70% ليغلق عند 5,958.38 نقطة. كما صعد مؤشر “ناسداك المركب” بنسبة 0.52% ليغلق عند 19,211.10 نقطة. أما مؤشر “داو جونز الصناعي”، فقد اكتسب 331.99 نقطة، أو ما يعادل 0.78%، ليستقر عند 42,654.74 نقطة. والجدير بالذكر أن ارتفاع يوم الجمعة دفع مؤشر داو جونز، المكون من 30 سهماً، إلى المنطقة الإيجابية منذ بداية عام 2025.

أسبوع حافل بالمكاسب للأسهم الأمريكية بقيادة التفاؤل التجاري المتجدد

كان الأداء الأسبوعي للأسهم الأمريكية لافتا بشكل خاص، حيث عكست المؤشرات الرئيسية تحسنًا كبيرًا في معنويات المستثمرين:

  • مؤشر ستاندرد آند بورز 500: قفز بنسبة 5.3% خلال الأسبوع.
  • مؤشر داو جونز الصناعي: ارتفع بنسبة 3.4% خلال الأسبوع.
  • مؤشر ناسداك المركب: كان الرائد بمكاسب أسبوعية بلغت 7.2%.

ويُعزى هذا الانتعاش القوي في الأسهم الأمريكية بشكل أساسي إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين المسؤولين الأمريكيين والصينيين في وقت سابق من هذا الأسبوع بشأن هدنة لمدة 90 يومًا في إجراءات التعريفات الجمركية المتبادلة. هذا الاتفاق خفف بشكل كبير من مخاوف المستثمرين بشأن تصاعد التوترات التجارية العالمية والمخاطر المتزايدة على الاقتصاد العالمي، مما فتح شهية المخاطرة ودفع التدفقات النقدية نحو الأسهم الأمريكية.

أسهم التكنولوجيا تقود موجة الصعود في وول ستريت 

كان لقطاع التكنولوجيا دور محوري في قيادة موجة الصعود التي شهدتها الأسهم الأمريكية هذا الأسبوع. فقد سجلت أسهم شركات التكنولوجيا العملاقة أداءً أسبوعيا استثنائيا:

  • سهم إنفيديا (Nvidia): ارتفع بنحو 16% خلال الأسبوع.
  • سهم ميتا بلاتفورمز (Meta Platforms): صعد بنحو 8% خلال الأسبوع.
  • سهم آبل (Apple): اكتسب 6% خلال الأسبوع.
  • سهم مايكروسوفت (Microsoft): ارتفع بنسبة 3% خلال الأسبوع.

هذا الأداء القوي لعمالقة التكنولوجيا، الذين يشكلون وزنًا كبيرًا في مؤشري “ناسداك” و”ستاندرد آند بورز 500″، كان له الأثر الأكبر في دفع الأسهم الأمريكية لتحقيق هذه المكاسب الأسبوعية الكبيرة.

الأسواق الأمريكية تتجاهل بيانات ثقة المستهلك ومخاوف التضخم 

من اللافت أن الارتفاعات القوية في الأسهم الأمريكية جاءت على الرغم من صدور بيانات اقتصادية قد تبدو مقلقة في الظروف العادية. فقد أظهر مسح جامعة ميشيغان أن مؤشر ثقة المستهلك جاء عند ثاني أدنى مستوى له على الإطلاق. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت توقعات المستهلكين للتضخم خلال العام المقبل إلى 7.3%، بعد أن كانت 6.5% الشهر الماضي.

ومع ذلك، يبدو أن الأسواق الأمريكية اختارت التركيز على الجانب المشرق المتمثل في تهدئة التوترات التجارية، وتجاهلت هذه البيانات السلبية مؤقتا.

إعادة تسعير مخاطر الركود التضخمي 

فسر جيمي كوكس، الشريك الإداري في مجموعة هاريس المالية، هذا السلوك السوقي قائلا: “الأسواق تعيد تسعير مخاطر الركود التضخمي في الوقت الحالي – ما كان يُعتبر السيناريو الأساسي لأولئك الذين كانوا على يقين من أن التعريفات الجمركية سترفع التضخم إلى عنان السماء على الفور، لم تدعمه البيانات حقا”. وأضاف كوكس: “قد يقول المستهلك الأمريكي إنه قلق، لكنه لا ينفق وكأنه قلق. الاستهلاك يتفوق على كل شيء بمجرد تصفية كل الضوضاء”.

يشير هذا التحليل إلى أن المستثمرين في الأسواق الأمريكية قد يكونون أكثر تركيزا على بيانات الإنفاق الفعلية بدلا من مجرد استطلاعات الرأي حول المعنويات، وأن التهدئة التجارية قد خففت من المخاوف الفورية بشأن سيناريو الركود التضخمي الذي كان يؤرق الأسواق.

ترقب لمزيد من الوضوح على جبهة التجارة وتصريحات ترامب

تتطلع وول ستريت الآن إلى مزيد من الوضوح على جبهة التجارة في الأسابيع المقبلة. وفي هذا السياق، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة بأن إدارته سترسل رسائل إلى العديد من الدول توضح بالتفصيل معدلات التعريفات الجمركية الجديدة، وذلك ربما خلال الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع المقبلة. وأشار إلى أن هذه الرسائل ستحل محل المفاوضات التجارية المباشرة مع الدول التي لا يتسع الوقت للاجتماع بها. هذه الخطوة قد تحمل في طياتها إما مزيدا من الاستقرار أو جولة جديدة من عدم اليقين للأسهم الأمريكية، اعتمادا على محتوى تلك الرسائل ومعدلات التعريفات المقترحة.

حققت الأسهم الأمريكية أسبوعا استثنائيا من المكاسب، مدفوعة بشكل أساسي بالانفراجة الكبيرة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا التفاؤل سمح للمستثمرين بتجاوز البيانات المحلية المقلقة المتعلقة بثقة المستهلك وتوقعات التضخم، والتركيز بدلا من ذلك على الآفاق الإيجابية المحتملة لنمو الاقتصاد العالمي في حال استمرت هذه التهدئة التجارية.

ومع دخول مؤشر “داو جونز” المنطقة الإيجابية للعام، وتحقيق مؤشر “ستاندرد آند بورز 500” لخامس يوم من المكاسب المتتالية، فإن المعنويات في الأسواق الأمريكية تبدو قوية على المدى القصير. ومع ذلك، فإن استدامة هذه المكاسب وتوسيع نطاقها خلال أشهر الصيف ستعتمد بشكل كبير على التطورات الفعلية في المفاوضات التجارية، ليس فقط مع الصين ولكن مع الشركاء التجاريين الآخرين، بالإضافة إلى قدرة الاقتصاد الأمريكي على مواجهة التحديات الداخلية والحفاظ على زخم النمو.

اقرأ أيضا…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى