أسعار النفط تقفز بأكثر من 3% مع اتفاق أمريكي صيني على تهدئة الحرب التجارية

شهدت أسعار النفط ارتفاعا قويا تجاوز 3% يوم الاثنين، في استجابة مباشرة لإعلان الولايات المتحدة والصين عن اتفاق لتخفيف بعض الإجراءات التعريفية الجمركية بينهما. هذا التطور أثار آمالا عريضة في الأسواق بإمكانية إنهاء الحرب التجارية المستمرة بين أكبر مستهلكين للنفط الخام في العالم، مما انعكس إيجابًا على توقعات الطلب العالمي.
وقت نشر هذا التقرير صعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 2.03 دولار، أو ما يعادل 3.18%، لتصل إلى 65.94 دولار للبرميل. وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 2.06 دولار، أو بنسبة 3.38%، ليتم تداولها عند 63.08 دولار للبرميل.
انفراجة في محادثات التجارة الأمريكية الصينية تشعل أسعار النفط
جاء الدافع الرئيسي وراء هذا الصعود القوي في أسعار النفط من جنيف، حيث أعلنت الولايات المتحدة والصين يوم الاثنين عن توصلهما لاتفاق بشأن تعليق مؤقت للتعريفات الجمركية، وذلك بعد محادثات جرت خلال عطلة نهاية الأسبوع. وبموجب هذا الاتفاق، وافق الجانبان على تعليق الإجراءات لمدة 90 يومًا، مع خفض التعريفات بأكثر من 100 نقطة مئوية لتصل إلى معدل أساسي يبلغ 10%.
تُعتبر هذه الخطوة بمثابة تهدئة كبيرة للحرب التجارية التي أثارت قلق الأسواق العالمية وأثرت سلبًا على توقعات النمو الاقتصادي. ونقلت وكالة “رويترز” عن أولي هانسن، المحلل في ساكسو بنك، قوله: “أسواق الأسهم العالمية والسلع الأولية الدورية (مثل النفط) استجابت بشكل إيجابي للغاية” لهذا التطور.
وتكتسب هذه المحادثات أهمية خاصة كونها أول تفاعل مباشر وجهًا لوجه بين كبار المسؤولين الاقتصاديين الأمريكيين والصينيين منذ عودة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السلطة وإطلاقه لسلسلة من التعريفات الجمركية على الشركاء التجاريين في جميع أنحاء العالم. ومن شأن أي محادثات إيجابية بين أكبر اقتصادين في العالم أن تساعد في تعزيز الطلب على النفط مع استعادة النشاط التجاري بين البلدين.
استمرار التفاؤل التجاري يدعم مكاسب النفط
يأتي ارتفاع أسعار النفط يوم الاثنين استكمالًا للمكاسب التي تحققت الأسبوع الماضي، حيث كان كلا الخامين القياسيين قد ارتفعا بأكثر من 4%. وكان هذا الارتفاع مدفوعًا بالتفاؤل الذي أثاره اتفاق تجاري أمريكي مع بريطانيا، مما عزز آمال المستثمرين في إمكانية تجنب الاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن التعريفات الأمريكية على الشركاء التجاريين. هذا الزخم الإيجابي انتقل إلى بداية هذا الأسبوع مع الأنباء القادمة من جنيف.
على صعيد آخر، وفي ملف قد يكون له تداعيات على أسعار النفط على المدى المتوسط، انتهت المحادثات بين المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين لحل النزاعات حول برنامج طهران النووي في سلطنة عمان يوم الأحد. وأفاد مسؤولون بأنه من المقرر إجراء مزيد من المفاوضات، في الوقت الذي تصر فيه طهران علنًا على مواصلة تخصيب اليورانيوم.
إن التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران يمكن أن يخفف المخاوف بشأن انخفاض إمدادات النفط العالمية، حيث قد يسمح لإيران بزيادة صادراتها النفطية بشكل كبير. هذا السيناريو، في حال تحققه، قد يشكل ضغطًا هبوطيًا على أسعار النفط.
ختاما استقبلت أسواق النفط العالمية بارتياح كبير الأنباء الواردة من جنيف حول التوصل إلى اتفاق لتهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وهو ما انعكس في قفزة قوية لأسعار النفط. إن تحسن آفاق التجارة بين أكبر مستهلكين للنفط في العالم يُعد إشارة إيجابية للغاية للطلب العالمي. وبينما يركز المستثمرون على هذه التطورات الإيجابية، تظل هناك عوامل أخرى قيد المراقبة، مثل محادثات البرنامج النووي الإيراني وقرارات مجموعة “أوبك+” المتعلقة بالإنتاج، والتي قد يكون لها تأثيرها على توازن العرض والطلب، وبالتالي على مسار أسعار النفط في المستقبل.
اقرأ أيضا…
2 تعليقات